لم يعد بالشيء المستغرب أن تحرق المحاصيل الزراعية وبكميات كبيرة، في المناطق الشمالية والغربية من
العراق، التي شهدت أيضا إغراق مدن وتهجير مئات الآلاف من السكان، وسط هجمات واعتداءات مستمرة لمسلحين، وتفجير منازل.
وقال مدير ناحية سليمان بيك في صلاح الدين، شمال بغداد، طالب محمد، لوكالة الأناضول إن "الوضع الأمني لا يزال سيئا، ولا تزال الجماعات المسلحة تنشط في البلدة ولا وجود لأنباء استتباب الأمن فيها إلا عبر وسائل الإعلام"، مؤكدا أنه حاليا يسكن خارج الناحية.
وكان مسلحون فجروا صباح الجمعة الماضي 22 منزلا ببلدة سليمان بيك شرق صلاح الدين تعود لعناصر في الشرطة والجيش وأغلبها خالية أو قيد الإنشاء.
وتزايد نفوذ المسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "
داعش" على الناحية عقب اندلاع المعارك بينهم والجيش بمحافظة الأنبار غربي البلاد، ووقعت "سليمان بيك" في شباط/ فبراير الماضي بيد المسلحين، وهي المرة الثاني التي تقع البلدة بيدهم بعد أن سيطروا عليها في نيسان/ أبريل عام 2013.
وشهد اليومان الماضيان تفجير منازل في طوزخورماتو وتكريت بمحافظة صلاح الدين، وهي جزء من مسلسل طويل يمتد إلى نحو عام تقريبا.
وليس تفجير المنازل وحده ما يجري في "صلاح الدين"، فحرب الحرق للمحاصيل الزراعية سلاح آخر، لكن الشرطة حتى اليوم لم تحدد أسباب الحرق.
ويبدي أصحاب مزارع استياءهم من الحرائق التي تمتد في آلاف الدونمات الزراعية لمحصول الحنطة والشعير، الذي يعمل الكثير في هذا الوقت من العام لحصاده وبيعه لكسب مبالغ وفيرة منه.
محمد المزروعي، مزارع في منطقة المحطة ببلدة "بلد" جنوب صلاح الدين، قال لوكالة الأناضول إن مزرعته "راحت ضحية لعمليات الإحراق"، ولفت إلى أنه "رجل مسالم وليس بين عائلته أي عنصر في الشرطة"، لكن
المزروعات القريبة التي احترقت ومعها مزرعته "تعود لعنصر في الصحوة (مليشيا عشائرية مساندة للحكومة)".
ويقول "للأسف حريق مزرعة جاري امتد إلى مزروعاتي".
وقال خالد جسام، عضو لجنة الأمن في مجلس محافظة صلاح الدين المحلي، لوكالة الأناضول إن "المسلحين يملكون قوة كبيرة ويحتاج الأمر لقوة مشابهة وتعاون مشترك بين السكان وسلطات الأمن لتقييد قوتهم".
فيما رأى الصحفي المختص بالشؤون الأمنية، سعد قاسم، أن "تنظيم داعش يحاول إيصال رسالة بأنه الأقوى، وأن على السكان التعاون معه، وليس مع الحكومة التي لا تستطيع توفير شيء لهم".
واستطرد قاسم خلال حديثه لوكالة الأناضول مبينا أن "مسلحي داعش كانوا يستعطفون الناس في السابق لكنهم اليوم يحاولون تخويفهم".
وتتزامن هجمات المسلحين مع غرق فيه بعض المدن بالأنبار، والعاصمة بغداد، ويتهم السكان الحكومة بإغراقها، في حين ترد الأخيرة بأن الجماعات المسلحة هي من تقوم بذلك.