ارتفعت في الفترة الأخيرة، وتيرة الاشتباكات والمعارك في درعا جنوب
سوريا، وذلك بالتزامن مع اقتراب موعد
الانتخابات الرئاسية التي سيجريها النظام السوري في بداية شهر حزيران/ يونيو القادم.
ويعزوا الخبير العسكري فايز الدويري الأمر إلى أن النظام السوري يحاول البحث عن إنجاز عسكري على الأرض، يعزز إجراءاته السياسية القاضية بانتخابات الرئاسة.
ويشير اللواء المتقاعد لـ"عربي 21" إلى أن النظام في الفترة الأخيرة تعاظمت انتصاراته العسكرية، بدءا بمعركته في جبال القلمون بدمشق، تلتها هدنة حمص، وأخيرا في السيطرة على سجن حلب.
"انشغال النظام بالمعارك شمال البلاد، استغلته الكتائب المعارضة في الجنوب" يقول الدويري، لافتاً إلى أن "المعارضة عملت على تعزيز سيطرتها على مدينة نوى في ريف درعا، وهي المنطقة الواصلة بينها وبين القنيطرة، وهي مناطق استراتيجية، قد يستغلها الثوار ليعيدوا المعركة في الجنوب إلى المربع الأول، وبالتحديد إلى منتصف الـ 2012، حيث كانوا بعيدين عن من ساحة العباسيين في دمشق مئات الأمتار".
هل ستنجح المعارضة؟
يشير اللواء المتقاعد إلى أن الكتائب السورية (أغلبها إسلامية) تستطيع الإبقاء على نفوذها بعد استعداداتها الأخيرة، إلا أن الأمر لن يطول إذا لم يتم دعمها من الدول الحاضنة للمعارضة، وعلى رأسها أمريكا.
لكن هذا الأمر (الدعم العسكري) ربما يصعب حدوثه بالشكل المطلوب، خصوصاً بعد تصريحات نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف، بإن بلادها "لا تؤمن بوجود حل عسكري للأزمة السورية"، مشيرة إلى أن أمريكا ستمد المعارضة السورية بمساعدات "غير فتاكة" ولكنها ستغير حسابات رئيس النظام السوري بشار
الأسد.
كما أن تخوف السعودية من الكتائب الإسلامية -خصوصاً بعد استلامها دفة القيادة- دعم المعارضة، وتراجع الدور القطري يدفعها إلى إعادة حسابات الدعم، يقول الدويري.
هذا الأمر دفع بعض الفصائل غير الإسلامية، لإرسال رسالة طمأنة إلى الدول المجاورة والداعمة للمعارضة، من خلال محاولة إنشاء قوات حرس حدود على الحدود الأردنية لتمنع نقل
المعارك إلى الجانب الأردني.
يشار إلى أن منطقة نوى في درعا، تكتسب أهمية كبيرة لوقوعها على الخط الواصل بين درعا ودمشق، لتكون البوابة الرئيسية لدخول العاصمة، الأمر الذي يجعل النظام يسعى لتكثيف الهجمات عليها.