بعد أقل من أسبوع من صدق توقعات "
مجتهد"، صاحب الحساب الشهير في "
تويتر" بتسريبه معلومات عن الأسرة الحاكمة في
السعودية، عن "تغييرات مرتقبة في مناصب سيادية عليا" بالبلاد، عزّز سفر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى المغرب، يوم الثلاثاء، من مصداقية "مجتهد"، وذلك بعد أن استبق السفر بالإعلان عنه.
وفي 8 أيار/ مايو الجاري، قال "مجتهد" في تغريدة له: "الملك (العاهل السعودي) بعد حصول تحسّن طفيف في صحته يتحمّس للذهاب للمغرب، والأطباء يبذلون جهدًا كبيرًا في إقناع أبنائه بخطورة السفر عليه وثنيه عن السفر".
وفي 18 أيار/ مايو الجاري، غرّد "مجتهد" مجددًا وأكد أن "الملك يصر على السفر للمغرب رغم تحفّظ الأطباء، وربما يغادر خلال ساعات أو أيام.. سبحان الله ما هذا العشق للمغرب؟؟".
وغادر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز جدة، غرب السعودية، الثلاثاء، متوجهًا إلى المغرب في "إجازة خاصة"، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وقبيل مغادرته، أصدر العاهل السعودي أمرًا ملكيًا، أناب فيه ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، في إدارة شؤون الدولة خلال فترة إجازته.
وأجرى الملك عبد الله في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 عملية جراحية في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالعاصمة السعودية الرياض، لتثبيت رابط مثبت بفقرات الظهر بعد أن اكتشف الأطباء وجود تراخ فيه.
وما زال الملك عبدالله يعاني صعوبة في المشي بعد الانزلاق الغضروفي الحاد الذي تعرّض له.
والعملية الجراحية الأخيرة هي رابع عملية جراحية للملك في السعودية خلال عامين، وسبق أن أجرى عملية جراحية مماثلة في المستشفى نفسه لإعادة تثبيت تراخي الرابط المثبت حول الفقرة الثالثة في أسفل الظهر في تشرين الأول/ أكتوبر 2011.
وكانت تساؤلات قد أثيرت مجددًا حول هوية "مجتهد" قبل أيام، وذلك بعد أن صدقت توقعات أطلقها في تغريدات عن "تغييرات مرتقبة في مناصب سيادية عليا" بالبلاد.
وتم الإعلان في 14 أيار/ مايو الجاري عن عدد من الأوامر الملكية تم بمقتضاها تعيين الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود نائبا لوزير الدفاع، بعد إعفائه من منصبه كأمير لمنطقة الرياض، إضافة إلى تعيين الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز (نجل العاهل السعودي) أميرًا لمنطقة الرياض بمرتبة وزير.
وكان حساب "مجتهد"، الذي لا تعرف حتى اليوم الهوية الحقيقية لصاحبه، قد كشف في 9 أيار/ مايو الجاري عن تغييرات مرتقبة في عدد من المناصب أبرزها وزارة الدفاع، معتبرًا أن هذه التغييرات تهدف إلى سيطرة أنجال العاهل السعودي والموالين لهم على الوزارات الهامة تمهيدا لإزاحة ولي العهد السعودي، لكي يتم تمهيد الطريق لمتعب نجل العاهل السعودي ووزير الحرس الوطني للوصول إلى الحكم.
وقال "مجتهد" إن "صاحب القرار في التعيينات هو خالد التويجري (رئيس الديوان الملكي) بالتنسيق مع الملك وابنه متعب، والهدف هو تهيئة الأرضية لصعود متعب للمـُـلك رغم أنف الجميع".
ولفت إلى أن "أول جزء من خطة التويجري (ومتعب) هي إبعاد سلمان بن عبدالعزيز (ولي العهد ووزير الدفاع) وأبنائه عن وزارة الدفاع وتعيين شخص مضمون الولاء للملك وأبنائه في هذا المنصب".
وبيّن أن "مرشح التويجري ومتعب للدفاع هو خالد بن بندر (أمير الرياض) بصفته صاحب تجربة عسكرية تؤهله للمنصب بزعم أن البلد مقبل على تحديات عسكرية خطيرة".
وبعد 5 أيام من تغريدات "مجتهد"، أصدر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمرًا ملكيًا أعفى بمقتضاه الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز (نجل ولي العهد السعودي الراحل) من منصبه كنائب لوزير الدفاع بناءً على طلبه، وعيّن بدلا منه الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، بعد إعفائه من منصبه كأمير لمنطقة الرياض.
وسبق أن قال "مجتهد" في 22 نيسان/ إبريل الماضي إنه "تجري حاليا تفاهمات سرية كبيرة بين السعودية وإيران برعاية عمانية ومباركة أمريكية، ربما تتوج قريبا بتوجيه دعوة لروحاني لزيارة السعودية".
وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، في 13 أيار/ مايو الجاري إنه سبق وأن وجّه دعوة (لم يحدد موعدها) لنظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، لزيارة بلاده ولكن هذه الزيارة لم تتحقق.
وعقب إعلان وزير الخارجية السعودي، قال "مجتهد": "تأكيدا لما قاله مجتهد قبل 3 أسابيع سعود الفيصل يرحّب بوزير الخارجية الإيراني وتفاهم علني بعد التفاهم السري مع إيران".
وحساب "مجتهد" حساب شهير في السعودية، يقوم بتسريب معلومات عن الأسرة الحاكمة بالسعودية، وحتى اليوم لا تعرف الهوية الحقيقية لصاحب الحساب، ومعظم التخمينات تدور حول شخصيتين رئيستين، هما المعارض السعودي في لندن سعد الفقيه، وأحد الأمراء الذي أحرج الرياض بعدة موضوعات كـ"الفساد المالي في المملكة"، وتمت إعادته بطريقة خاصة من سويسرا إلى البلاد في حزيران/ يونيو 2003، وترجح التخمينات أنه شخص ذو "خلفية إسلامية".
بدأ حساب "مجتهد" في التغريد يوم 21 تموز/ يوليو من عام 2011، ويتابعه نحو 1.41 مليون معظمهم من السعوديين.
وسبق أن كشف وثائق ومعلومات "دقيقة وحساسة" في حسابه عن الفساد المالي والإداري، بل وحتى عن معلومات شخصية وكيفية إدارة الدولة من قبل القيادات المتنفذة فيها.