اختتمت المفاوضات
النووية بعد ثلاثة أيام شاقة في فيينا بين
إيران ومجموعة (5+1) إلى لا شيء، وهي ستستأنف في حزيران/ يونيو المقبل.
وقالت الحكومة الإيرانية، إن خلافاتها مع الدول الست الكبرى حول برنامجها النووي لا يزال كبيرًا، بحيث لا يسمح بكتابة النسخة النهائية من الاتفاق.
من جانبه، وصف مايكل مان المتحدث باسم منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين
أشتون، المفاوضات النووية بأنها كانت صعبة ومعقدة ودقيقة.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الجمعة، إنه لم يحدث تقدم خلال المحادثات مع القوى الكبرى من أجل تجاوز الخلافات بشأن برنامج طهران النووي.
وأضاف عراقجي للصحفيين في ختام الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا: "المحادثات كانت جادة وبناءة لكن لم يتحقق أي تقدم".
وبدأت المحادثات في شباط/ فبراير، وتهدف للتوصل إلى اتفاق طويل الأجل بحلول 20 تموز/ يوليو، وقال عراقجي: "لم نصل إلى النقطة التي نبدأ منها صياغة الاتفاق النهائي".
وقال مسؤولون ودبلوماسيون إن أكبر عقبة يتعين على إيران والقوى العالمية تخطيها من أجل إبرام اتفاق دائم بشأن برنامج طهران النووي قبل انتهاء المهلة المحددة لبلوغ تلك الغاية في تموز/ يوليو، تتمثل في الموافقة على نطاق
تخصيب اليورانيوم في الجمهورية الإسلامية في المستقبل.
وقال مسؤول إيراني إنه سيكون "من الصعب جدا إن لم يكن من المستحيل" تخطي الهوة.
وقال مسؤولون غربيون إن إيران يجب ألا تتفق مع القوى العالمية الست على عدد ونوع أجهزة الطرد المركزي التي ستشغلها وحسب، بل وعلى مستوى التخصيب وحجم مخزونات اليورانيوم التي يمكن أن تحتفظ بها.
وكانت إيران قد تحدت حظرا فرضه مجلس الأمن الدولي على تخصيب اليورانيوم وغيره من الأنشطة النووية الحساسة، ما أدى إلى فرض عقوبات معرقلة عليها من جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وهي تنفي ما تردده القوى الغربية وحلفاؤها من أنها تسعى سرا لاكتساب قدرة على إنتاج أسلحة ذرية.
وسوى الطرفان بعض القضايا على نحو مرض، وإن كان المسؤولون الأميركيون حذروا من استحالة التوصل لاتفاق قبل تسوية كل جزئية من التفاصيل. وقال مسؤول أميركي كبير للصحفيين هذا الأسبوع: "لا اتفاق على شيء ما لم يكن هناك اتفاق على كل شيء".
ودعا مسؤول أميركي كبير الجمعة إلى مزيد من الواقعية في المحادثات النووية بين إيران والقوى الدولية الست، قائلا إن جولة المفاوضات التي جرت في فيينا هذا الأسبوع كانت عملية بطيئة وصعبة للغاية.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: "نعتقد أن هناك حاجة إلى مزيد من الواقعية".
وأضاف المسؤول أن المحادثات ستستأنف في موعد لم يتحدد بعد خلال شهر حزيران/ يونيو، وأن جميع الأطراف تريد الالتزام بالموعد النهائي في 20 تموز/ يوليو، للتوصل إلى اتفاق سيقيد المجالات الحساسة في البرنامج النووي الإيراني، مقابل رفع تدريجي للعقوبات المفروضة على طهران.
ومن أبرز القضايا الشائكة في المحادثات مستقبل مفاعل آراك الإيراني المزمع تشغيله بالماء الثقيل، والذي تخشى القوى الغربية أن ينتج كميات كبيرة من البلوتونيوم من الدرجة المستخدمة في صنع الأسلحة. لكن مسؤولا إيرانيا كبيرا صرح بأنه تمت تسوية المسألة بشكل كبير وهو ما أكده مسؤولون غربيون.
إلى ذلك، وصف مايكل مان المفاوضات التي أجريت بأنها "صعبة". وقال إن الطرفين يسعيان إلى تنظيم نص الاتفاق النهائي الشامل.
ووصف المتحدث باسم منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، في تصريح لوكالة "فارس" فجر السبت، المفاوضات النووية التي استمرت على مدى ثلاثة أيام بأنها كانت "دقيقة ومعقدة". وأضاف أن الطرفين يسعيان إلى تنظيم الاتفاق النهائي.
وأوضح مايكل مان في تصريح لوكالة "فارس" حول عدم انعقاد المؤتمر الصحافي بين ظريف وأشتون، أنه من المؤكد أن لا اتفاق من دون الاتفاق على كل القضايا، ولهذا السبب لا نريد تجزئة الأمور، وأن نعلن في ختام كل اجتماع إلى أين وصلنا.
وتقول إيران إن مفاعل آراك ذو أغراض طبية سلمية، واستبعدت تحويله إلى مفاعل يعمل بالماء الخفيف، وهو نموذج أقل احتمالا لأن ينتج مواد تستخدم في صنع قنبلة.
وقال المسؤول الإيراني إن الفكرة هي أن تترك طهران المفاعل يعمل بالماء الثقيل، لكن على أن يكون تشغيله بطيئا على نحو يضمن محدودية أي إنتاج من البلوتونيوم.
وقال: "هناك سبل للتوصل لاتفاق بشأن محطة آراك لتبديد أوجه القلق.. لم تعد آراك مشكلة". واتفق معه دبلوماسي غربي قائلا إن "آراك ليست مشكلة".
وفي ختام المفاوضات، اعتبر ممثلو إيران، مطالب الطرف الغربي المبالغ بها، السبب في عدم تقدم المفاوضات، ونصحوا ذلك الطرف بالنظر بواقعية إلى الأمور، في حين زعم مسؤول غربي بأن طهران هي السبب. وقال إنه كان يتوقع منها مرونة أكبر.