ميدل إيست آي: مستقبل حكومة أردوغان في انتخابات 2015

قالت صحيفة "ميدل إيست آي" الإلكترونية البريطانية، إن مستقبل حكومة أردوغان ستحدده نتائج انتخابات حزيران/ يونيو 2015، وحتى الآن لا ترى الصحيفة أي مرشح أقدر من رئيس الحزب الحاكم ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان للفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة حال ترشحه. ولكنه في جميع الأحوال ينبغي عليه أن يجهز حزبه للمرحلة القادمة من السياسة التركية. وفي حالة فوزه ترى الصحيفة أنه سيتعين عليه أن يتصالح مع المعارضة ويعلي من سيادة القانون وحرية الإعلام كي يحافظ على سمعته دوليا وعلى نموه الاقتصادي.

وقالت مراسلة "ميدل إيست آي" أروى إبراهيم في تقرير لها عن مستقبل الحزب الحاكم في تركيا، إن التحدي الأبرز الذي واجه أردوغان العام الماضي كان تظاهرات حديقة جيزي في 28 أيار/ مايو 2013، والتي تلاها صراعات داخلية لم تشهدها تركيا منذ عقود، مثل أزمة الـ17 من أيلول/ سبتمبر، والتي ربما قد تهدد مستقبل الحزب الحاكم نفسه.

وأضافت الصحيفة أن الخلاف بين فتح الله جولن وأردوغان بالإضافة إلى اتهامات الفساد الموجهة إلى الحزب الحاكم لم تحل دون فوز حزب العدالة والتنمية الحاكم بالانتخابات المحلية في آذار/ مارس الماضي التي حقق فيها الحزب 43.3 بالمائة، وهي نسبة أعلى مما حققه الحزب في انتخابات 2009 البلدية، ولكنها أقل من نتيجة الانتخابات البرلمانية في عام 2011، وهو ما اعتبرته الصحيفة تضاؤلا في شعبية الحزب.

وفي حوار مع الصحيفة، قال الباحث أفق أولوتاس، مدير وحدة العلاقات الخارجية في مؤسسة "سيتا" للفكر الاستراتيجي، إن "نسبة شعبية أردوغان لم تتغير في تركيا، حيث ما زال حزب العدالة والتنمية يحظى بنسبة 50 بالمائة من الأصوات ومن المستحيل تغيير توجهاتهم".

ويوضح أولوتاس أن السبب وراء ذلك هو أن خيارات الناخب التركي يحددها التوجه الأيديولوجي، وأن ذلك هو نفس الأمر بالنسبة للأحزاب القومية والعلمانية. كما أن أولوتاس يعتقد بأن حقوق الإنسان والديمقراطية ليسا المطلبين الرئيسين للمعارضة التركية وإنما تحركها دوافع أيديولوجية بالأساس، والدليل على ذلك هو موقفها المعارض للمصالحة التي بادر بها الحزب الحاكم مع الأقليات الكردية والأرمنية. وكذلك وقفت المعارضة ضد قانون رفع الحظر على ارتداء الحجاب وهو ما يدل على أنهم في الواقع غير مناصرين للحريات.

ويشير محللون آخرون إلى دور أردوغان وحزبه في النمو الاقتصادي الذي حققته تركيا في العقد الماضي، وتأثير ذلك على استمرار شعبيته، حيث يقول الباحث في قسم العلوم السياسية في جامعة كوين ماري تابتوك أمره إركوتش، إن غالبية الأتراك يقارنون حكومة أردوغان مع الحكومات السابقة ويلاحظون أن الأداء الاقتصادي لحكومة أردوغان هو الأفضل.
 
ووفقا لكريم بلجي الكاتب في جريدة "زمان" التركية التي تمولها جماعة جولن، فإن الجماعة المعروفة بمعارضتها لأردوغان فيها نسبة تقارب 50 بالمائة من المصوتين لحزب العدالة والتنمية.

ونقلت الصحيفة نتيجة أحد الاستطلاعات الأخيرة التي أشارت إلى أن ما يزيد على 50 بالمائة من الأتراك سوف يصوتون لأردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة في حالة ترشحه.

وبالنسبة لبعض التكهنات التي توقعت تطلع عبد الله جول لمنافسة أردوغان على مقعد الرئاسة، قالت الصحيفة إن جول حسم هذا الأمر بقوله إنه لن يكون له دور سياسي في المستقبل القريب، ما أزال من تلك الشكوك.

وحيث أن النظام البرلماني الحالي يمنح سلطات محدودة للرئيس، يتوقع بعض المحللين أنه في حالة فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية سوف يكرر السيناريو الروسي لبوتين ومدفيديف من خلال اختيار جول أو شخصية أخرى لدعمه كرئيس وزراء. أما الاحتمال الأرجح كما تقول الصحيفة فهو أن أردوغان سوف يحاول تغيير النظام السياسي في تركيا إلى نظام رئاسي.