قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يحتاج إلى أجهزة إتصال مشفرة ومأمونة على الطائرة المستأجرة التي تقله في زياراته الخارجية.
وردت التصريحات التي أدلى بها زعيم دولة تساورها مخاوف أمنية عميقة ضمن تقرير أصدرته، الأحد، لجنة معينة من قبل الحكومة تبحث فيما إذا كان يتعين توفير طائرة رسمية لرئيس الوزراء، ورئيس الدولة شمعون بيريس.
وأوصت اللجنة بأن تشتري الدولة طائرة مستعملة مع تزويدها بوسائل اتصال مؤمنة، ومعدات مضادة للصواريخ.
وبعد أن أحيلت للاستيداع في عام 2001 طائرة متهالكة بوينج 707 تابعة للقوات الجوية استأجر رؤساء الحكومات في إسرائيل طائرة من الخطوط الجوية التجارية الوطنية، بغرض استخدامها في الرحلات الرسمية للخارج، بما في ذلك رحلات جوية إلى الولايات المتحدة، التي تستغرق 12 ساعة، وتمثل وجهة رئيسية.
وقالت اللجنة عقب الاستماع إلى نتنياهو وعدد من كبار مسؤولي الأمن: "جميع من (أدلوا بشهاداتهم) أشاروا إلى مدى خطورة الوضع الذي ينطوي على افتقار رئيس الوزراء إلى اتصالات مستمرة بالأقمار الصناعية خلال مدة الرحلة، التي يمكن أن تقطع بضع ساعات في مسارها عبر الأطلسي".
وأضافت: "والاتصالات -عندما تكون متوفرة- لا تكون مشفرة".
وخلال تعليقاته أمام اللجنة شكا نتنياهو من أنه "من غير المتصور" أن توضع "القيادة العليا لدولة إسرائيل داخل علبة" ولا يتوافر لديها أي حماية أو وسائل اتصال مواتية.
ونقلت اللجنة عنه قوله: "توجد اتصالات عندما يلصقون هوائيا ما على زجاج الطائرة".
وشاهد مراسلون يرافقون نتنياهو على متن الطائرة في مناسبة واحدة على الأقل معاونا وهو يتردد على قسم الصحافة حاملا في يده هاتفا يعمل من خلال الأقمار الصناعية قرب المقعد الملاصق للنافذة وهو يجري مكالمة مستفسرا عن أحدث الأنباء في إسرائيل.
وقال مدير جهاز الأمن الداخلي "شين بيت"، يورام كوهين، للجنة إنه يتصادف في بعض الأحيان أن يكون لدى الجهاز "معلومات مخابرات حساسة يود أن ينقلها (لنتنياهو)... لكن لا يكون بمقدور رئيس الوزراء تلقي المعلومات السرية خلال أي رحلة جوية".
وشكا تامير باردو الذي يرأس جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، قائلا: "تحاول أن تجرب استخدام تجهيزات ما في قمرة القيادة لابتكار شيء يبدو في قمة الغباء".
وأشارت تقديرات اللجنة إلى أنه يمكن شراء طائرة للمسافات الطويلة بمبلغ 70 مليون دولار تقريبا، متضمنا تكلفة أجهزة الاتصالات الخاصة، والمعدات المضادة للصواريخ.
وقالت اللجنة إن الرحلات الجوية المستأجرة لزيارات نتنياهو الخارجية وتذاكر الدرجة الأولى لبيريس -الذي عادة ما يستخدم الرحلات الجوية المنتظمة- كبدت دافع الضرائب الإسرائيلي أربعة ملايين دولار العام الماضي.
ويسعى نتنياهو -الذي زار واشنطن ولوس أنجليس في آذار/ مارس الماضي، ويتوجه إلى اليابان في زيارة رسمية في وقت لاحق من الشهر الجاري- لإقناع اللجنة بشراء طائرة، مؤكدا أن ذلك سيكون اقتصاديا أكثر.