قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن الرئيس السوري بشار
الأسد نجح في اختراق مجموعة جهادية في
سوريا بإسلوب استخباراتي، ما تسبب في إحداث انقسام داخل المعارضة، في الوقت الذي عزز فيه (الأسد) موقفه، بحسب كلام خبراء الإرهاب ومجموعات
الثوار.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعارضة اتهمت مسؤولي النظام باختراق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش) بمساعدتهم لمئات المقاتلين
الشيعة من العراق بالحصول على أوراق ثبوتية مزورة للإنظمام إلى التنظيم السني بحسب وثائق مسربة.
وأضافت أن القوات النظامية لا تستهدف المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الذي كان مرتبطا بتنظيم القاعدة. معلقة (الصحيفة) أن هذا الاحجام عن ضرب تلك المواقع في الوقت الذي تضرب فيه مواقع المعارضة الأخرى بشكل يومي بما في ذلك الجيش السوري الحر وغيرها من فصائل الثورة الغير إسلامية، يثير التساؤلات.
وتابعت الصحيفة أنه بتمكينه لداعش القيام بارتكاب هجمات ارهابية استطاع الأسد الادعاء بأن الثورة التي امتدت لثلاث سنوات ضد نظامه ليست إلا خطة جماعات ارهابية بدلا من ثوار معتدلين. الأمر الذي وضع بريطانيا وحلفاءها في وضع صعب مع تنامي الخوف من وقوع السلاح بأيدي الإسلاميين المتطرفين.
وكشف تقرير سوري رسمي سربته احدى جماعات المعارضة على موقعها يقول إن الأمن قام بتزويد مقاتلين شيعة من العراق بأوراق ثبوتية شخصية مزورة لتمكينهم من الانضمام إلى داعش، بحسب الصحيفة.
وتدعي الوثيقة التي كتبت عن اللواء علي مملوك، مسؤول أمني كبير، ووقعها العقيد حيدر حيدر، رئيس اللجنة الأمنية في بلدة نبل في حلب، أن حوالي 2500 مقاتل عراقي شيعي سينضمون إلى داعش.
وأضافت الوثيقة أن هناك 150 عراقي شيعي مدربون جيدا قد انضموا إلى التنظيم بالإضافة إلى 600 آخرين ذوي اختصاصات مختلفة، ويقول عمر أبو ليلى، المتحدث بإسم الجيش الحر والذي شارك في نشر العديد من وثائق النظام المسربة "لا شك لدي بصحة هذه الوثائق .. وقد تم الحصول عليها من مكاتب النظام وأخذنا الأمر سنتين ونصف للحصول عليها".
ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم الخارجية والكومنويلث قولها إن التقارير بشأن التعاون بين النظام وداعش "قابلة للتصديق.. ولا شيء يمكن أن يدهشنا بالنسبة للنظام".
وقد زاد الشك في أن هناك تعاونا بين النظام وداعش عندما استطاعت قافلة من داعش خلال هذا الشهر المرور من مناطق يسيطر عليها النظام لتقاتل مجموعة من الثوار على الحدود السورية العراقية دون أن تتعرض لها قوات النظام بأذى.
وبحسب سمير محمد المسؤول في الجيش الحر فالقافلة الثانية من مقاتلي داعش استطاعت الوصول إلى البوكمال بالسفر من داخل الحدود العراقية.
وأضاف في مقابلة من تركيا على تلفونه الجوال: "أظن أن النظام يسيطر على داعش .. فالأسد يريد أن يقول للغرب أنا أقاتل الإرهابيين في سوريا".
بالإضافة إلى ذلك فإن جيش النظام لم يستهدف البنايات التي تستخدمها داعش في الرقة شرق سوريا حيث تفرض سيطرتها مما يدل على تعاون بينهما بحسب مصادر في الثورة.
ومع أنه من الصعب تخيل التعاون بين الأسد الذي ينتمي للطائفة العلوية (وهي فرع من فروع الشيعة) في تحالف مع تنظيم سني متطرف مثل داعش إلا أن النظام يري في التنظيم حليفا استراتيجيا في بعض الظروف.
ولا يعتقد جوشوا لانديس من جامعة أكلاهوما أن الأسد يدير داعش إلا أنه علق بأن "الإقتتال الداخلي بين فرق الثوار المختلفة هو أحسن ما حصل للنظام خلال الإشهر الماضية".
وقد ساعد الأسد دون تعمد منه على إيجاد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وهو التنظم السابق لتنظيم (داعش) والذي تم تأسيسة عام 2006 خلال مرحلة الفوضى التي تبعت الغزو الأمريكي للعراق.
وحرصا من النظام على تعطيل أي مشروع أمريكي في بلد مجاور أصبحت سوريا الممر السري الرئيسي للجهاديين الذين يريدون محاربة الجيش الأمريكي.
وبرأي البروفيسور بيتر نيومان، أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة كنغز كولج في لندن فإن العديد من المسؤولين القدامي في داعش لديهم سجلات عند المخابرات السورية وربما يكون بعضهم من المتعاونين مع النظام.
وكتب في مقال لمجلة "لندن ريفيو أوف بوكس": "ليس هناك دليل أكيد بأن الجهاديين يقعون تحت سيطرة النظام بالرغم من إعلانات متكررة من المعارضة أن مثل هذه الأدلة في طريقها إلى الظهور".
وقال أوليفر غويتا، مدير الأبحاث في جمعية هنري جاكسون، وهي جمعية دراسات في لندن، أنه يجد اتهامات التعاون قابلة للتصديق "فالأسد يلعب لعبة ميكافيلية ولا نعرف مدى الإختراق أو التحالف بين داعش والأسد ولكن هناك حقائق تشير بأن شيئا مريبا يحدث - كصفقة النفط مثلا".
وهناك اتهامات بأن داعش والنصرة تمولان عملياتهما عن طريق بيع النفط الواقع تحت سيطرتهما للنظام.