ميلاد تجمّع "قطب القوى من أجل التغيير" بالجزائر

أعلن الاثنين، 13 حزبا سياسيا مواليا للمترشح الحر علي بن فليس، الذي خسر انتخابات الرئاسة، في 17 نيسان/ إبريل بالجزائر، تأسيس جبهة معارضة موحدة، أطلق عليها اسم "قطب القوى من أجل التغيير".

وأعلن قادة الأحزاب المنضوية تحت لواء هذا الفضاء الجديد، رفضهم الاعتراف بنتائج انتخابات الرئاسة التي فاز بها الرئيس بوتفليقة وهو على كرسي متحرك، بنسبة 81.53 بالمائة.
   
واتهم خصم بوتفليقة اللدود، علي بن فليس، السلطة بتزوير نتائج الاقتراع الرئاسي، وقال "أنا الفائز بالانتخابات، وقد تعرضت للظلم، لكني لن أسكت".
 
وقال بن فليس: "الكثير من أنصاري، طالبوا بالخروج إلى الشارع، لكني لست مع هذا الطرح، والحل في العمل مع كل الأطراف لإيجاد مخرج للأزمة التي تخندقت بها البلاد، عبر حوار لا يقصي أحدا".

 وتابع: "الكل يعرف أن الانتخابات قد زورت، بمن فيهم الموجودون بالسلطة".

وأشار إلى أن "هناك أطرافا سياسية مقصاة من العملية السياسية وهذا ظلم". وكان بن فليس يقصد قيادات "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" التي حظر نشاطها عام 1992، وعلى رأسها كل من عباسي مدني وعلي بن حاج.
 
واليوم اجتمعت قيادات الأحزاب الـ13، الموالية لبن فليس، وأسست فضاء معارضا، لمواجهة خيارات السلطة، وما تطرحه من تدابير وقرارات في الفترة المقبلة. 

 ويتألف "قطب القوى من أجل التغيير" -بالإضافة إلى بن فليس الذي فاز بنسبة 12.18 بالمائة من
أصوات الناخبين- من: نعيمة صالحي رئيسة "العدل و البيان" وجمال بن عبد السلام رئيس "جبهة الجزائر الجديدة"، وجهيد يونسي الأمين العام "لحركة الإصلاح الوطني"، والطاهر بن بعيبش رئيس "حزب الفجر الجديد"، وعمر بوعشة، رئيس "حركة الانفتاح"، ومحمد هادف رئيس "الحركة الوطنية للأمل"، ومهدي علالو رئيس "حزب الوطنين"، ومحمد زروقي رئيس "الجبهة الوطنية للحريات".
   
ويضم "قطب التغيير" كذلك، كلا من:  يوسف حميدي رئيس "الحزب الوطني الجزائري"، ونور الدين بحبوح أمين "اتحاد القوى الديموقراطية". 

 والملاحظ في تشكيلة أحزاب الفضاء السياسي المعارض الجديد، غياب تام للأحزاب التي قاطعت انتخابات الرئاسة، وهي: "حركة مجتمع السلم" و"حركة النهضة" و"جبهة العدالة والتنمية"، وهي أحزاب إسلامية، إلى جانب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" العلماني، وحزب "جيل جديد" الحداثي، بالإضافة إلى المترشح المنسحب من انتخابات الرئاسة، أحمد بن بيتور.
 
وحول خلفية غياب مقاطعي الرئاسيات، عن الاجتماع، رغم أنهم ينتمون إلى الكتلة المعارضة للسلطة، قال جيهد يونسي، رئيس"حركة الإصلاح الوطني" الإسلامية، في تصريح لـ"عربي21" عقب اجتماع القيادات الحزبية المعارضة: "نعمل على استجماع كل قوى المعارضة، في إطار التنوع من أجل إرساء حوار حقيقي، ونعمل من أجل بلورة اتحاد بيننا وبين المقاطعين وهناك مؤشرات إيجابية للم شملنا".
 
وقال يونسي ردا على سؤال يتعلق بوجود اتصالات لحركته مع أحزاب المقاطعة: "نعم. وقد شرعنا اليوم باتصالات مع بعض القيادات، ومتأكدون من أننا سوف نشكل قوة عما قريب".
   
وقال بيان أعقب اجتماع القيادات، الاثنين، إن "القطب يبقى مفتوحا أمام كل الفعاليات السياسية والشخصيات الوطنية ومكونات المجتمع المدني الذي تتقاسم أهدافه".

 وأعلن المجتمعون "فتح حوار مع الشركاء الآخرين الذين نتقاسم معهم المسعى الأساسي من أجل التغيير، للدفع بحوار وطني شامل يتوخى إعادة الشرعية".
 
وجاء في البيان: "نرفض المشاركة في أي مسعى سياسي لا يكون هدفه العودة إلى الشرعية الشعبية".

وردا على سؤال حول ما إذا كان المقصود بذلك، رفض أي حوار تبادر به السلطة مع المعارضة، قال يونسي: "ليس المقصود به ذلك، نحن نعتبر هذه السلطة، سلطة فعلية شئنا أم أبينا.

لكنها سلطة مغتصبة لحق الشعب ونتفاوض معها في أمور محددة، وليست كل الأمور لأننا لا نعترف بها".

 واعتبرت قيادات قطب التغيير أن الانتخابات تم فيها "توزيع فوقي للحصص، من حيث أنها اعتمدت هذا الأسلوب غير الأخلاقي.. قصد ضمان ديمومة هذا النظام"، معتبرين أن السلطة الناتجة عن انتخابات 17 نيسان/ إبريل "سلطة فعلية فرضها التزوير، ويتم التعامل معها على هذا الأساس".

من جهته أوضح جمال بن عبد السلام رئيس "جبهة الجزائر الجديدة" لـ"عربي21"،  أن "اتصالات قائمة حاليا مع مختلف الفصائل الحزبية التي رفضت المشاركة بانتخابات الرئاسة، بهدف تشكيل جبهة معارضة قوية تفرض على النظام الجلوس إلى الطاولة".

 وقال الدكتور عبد الرزاق مقري، رئيس "حركة مجتمع السلم" الإسلامية، التي قاطعت انتخابات
الرئاسة، في تصريح مقتضب لـ"عربي21"، الاثنين: "نعم سمعت بإنشاء هذا الفضاء، والساحة السياسية مفتوحة للجميع من أجل الحوار ونحن أحزاب ذات سيادة"، مشيرا إلى أن "هناك تحديات كبيرة تنتظر الجميع في المرحلة المقبلة، سياسيا واقتصاديا".

 وقال جهيد يونسي: "ما يهمنا أن تتوحد قوى المعارضة في تكتل واضح يكون له وزن للتفاوض مع النظام في منحى إعادة الشرعية والانتقال إلى الحياة الديمقراطية الحقيقية".

 وقال أيضا: "السلطة غير مقتنعة بأن الشعب معها. وهذا الاعتقاد يظهر من خلال تصريحات أطراف في السلطة التي هي في وضعية ضعف ومتهمة بالتزوير الذي أصبح عقيدة لديها".

 ويعتبر يونسي أن " السلطة بمأزق كبير لأن المشاكل تفاقمت وتأزمت أكثر والريس مريض والشعب ساخط وحان لقوى التغيير أن تضغط".