قال الكاتب البريطاني
ديفيد هيرست إن المرسوم الذي أصدره العاهل السعودي بتعيين الأمير
مقرن بن عبد العزيز، وليا لولي العهد، قد أزعج "فخذ عشيرة متنفذ داخل العائلة
السعودية الحاكمة"، مضيفاً أن "ثمة ما يشير إلى أن ذلك سيطيل أمد الخلاف بشأن موضوع التوريث داخل المملكة".
وأضاف هيرست في مقال نشره في موقع "هافينغتون بوست" أن السديريين الذين "يمتلكون معظم الثروة النفطية ونصيب الأسد من وسائل الإعلام السعودية، منزعجون بسبب مادة تضمنها المرسوم الأخير، وتفترض احتمال حدوث شاغر فوري ومزدوج في الطريق إلى العرش، إذ تنص على أنه إذا ما طرأ طارئ على الملك وولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز في نفس الوقت، من تنح أو موت أو فقدان الأهلية لشغل المنصب، فإن العرش سيؤول بشكل تلقائي إلى الأمير مقرن".
ويرى هيرست أن المقربين من الأمير سلمان (آخر السديريين) يبدون تخوفهم من حديث الآخرين عن إصابته بمرض الزهايمر، وإمكانية أن يستخدموا ذلك لإثبات عدم أهليته في حال وفاة الملك، ونقل السلطة تبعا لذلك إلى الأمير مقرن مباشرة.
لكن هيرست أضاف أنه "لا يزال بالإمكان الاستئناف ضد المرسوم"، الذي "لن يحول دون أن يتوجه الأمير سلمان إلى مجلس البيعة، مجتمعا أو بشكل انفرادي مع كل واحد من أعضائه، ليطلب التراجع عن المرسوم في حال مات الملك أو تنحى أو أعلن عن فقدانه للأهلية".
واعتقد هيرست أنه "إذا ما أصبح مقرن ملكا، فإن حليفه رئيس الاستخبارات الأمير بندر، الذي تراجعت حظوظه السياسية وضعف نفوذه مؤخرا، سوف يستعيد قوته من جديد ويعود للصدارة مرة أخرى".
وكشف هيرست أن بندر "يتعافى الآن من بوادر إصابة بالسرطان، وهو منهمك في معركة استعادة نفوذه في أوساط العائلة الملكية، بعد أن خسر ما اعتقد أنه أكبر ورقة في يده، إثر نقل ملف سوريا من يديه ووضعه في عهدة منافسه وزير الداخلية محمد بن نايف؛ الذي يرفض إعادة تسليم الملف، اعتقادا منه بأنه ينعم بحماية فولاذية لا تقهر" على حد تعبيره.
وفي سياق متصل، يشير هيرست إلى أن سياسات وزير الخارجية سعود الفيصل تتعرض لنقد شعبي، مضيفا أن "من أشد ناقدي سياساته؛ رجل الدين المحافظ سلمان العودة الذي اشتهر بسبب نشره لخطاب مفتوح ينتقد فيه رد فعل النظام على الثورتين التونسية والمصرية". مشيراً إلى مقابلة الشيخ الأخيرة مع نيويورك تايمز، والتي قال فيها إن "الحكومة السعودية تفقد أصدقاءها. وإذا ما استمرت على هذا النهج فإنها ستخسر شعبها وستجلب على نفسها الكوارث".
واستعرض الكاتب سياسات المملكة الأخيرة التي أفقدتها عُمان وقطر والكويت، وتساءل "من بقي من دول الخليج مواليا للسعودية؟ فقط البحرين الصغيرة جداً والإمارات"، مضيفا أن كثيرين يسألون "إلى أي مدى كانت مثل هذه السياسة الخارجية حكيمة؟".
المقال كاملا منشور في الموقع
هنا