عاد مانشستر
يونايتد الإنكليزي من بعيد وتأهل إلى الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا بفوزه على ضيفه أولمبياكوس اليوناني 3-صفر في إياب الدور الثاني، فيما سقط بوروسيا
دورتموند الألماني وصيف البطل على أرضه أمام زينيت سان بطرسبورغ الروسي 1-2 إلا أن ذلك لم يمنعه من اللحاق أيضا بركب الفرق المتأهلة.
على ملعب "اولدترافورد"، أبقى مانشستر يونايتد على آماله بإنقاذ موسمه المخيب بعدما عوض هزيمة الذهاب أمام أولمبياكوس صفر-2 والتي كانت الأولى له على الأراضي اليونانية في 11 مباراة، وذلك بفضل الهولندي روبن فان بيرسي الذي سجل ثنائية في الشوط الأول أطلق من خلالها المواجهة من نقطة الصفر ثم أضاف هدف التقدم 3-صفر والتأهل في بداية الشوط الثاني.
وهذه المرة الأولى التي يتأهل فيها إلى الدور ربع النهائي منذ موسم 2010-2011 حين واصل مشواره حتى النهائي، وهو ظهر الأربعاء بشكل مغاير للمباراة التي خسرها ذهابا أو تلك التي أذل فيها على أرضه الأحد الماضي أمام غريمه ليفربول (صفر-3) في الدوري المحلي.
وبتأهله إلى ربع النهائي الذي تقام قرعته الجمعة بوجود ريال مدريد وبرشلونة واتلتيكو مدريد الإسبانية ومواطنه تشلسي وبايرن ميونيخ حامل اللقب ودورتموند وصيفه وباريس سان جرمان الفرنسي، أبقى يونايتد على حظوظه بإنقاذ موسمه الأول مع المدرب الاسكتلندي ديفيد مويز بعد أن فقد الأمل في الاحتفاظ بلقب الدوري المحلي وحتى احتلال احد المراكز المؤهلة إلى دوري الأبطال الموسم المقبل وخروجه أيضا من المسابقتين المحليتين.
وفي المقابل، فشل اولمبياكوس في المحافظة على الأفضلية الهامة التي حققها ذهابا على أرضه من بلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1999 حين انتهى مشواره على يد يوفنتوس الإيطالي، علما بانه يبلغ الدور الثاني للمرة الأولى منذ موسم 2009-2010 حين خرج على يد بوردو الفرنسي.
وبدأ مويز اللقاء باعتماده على عنصر الخبرة من خلال إشراك الجناح الويلزي راين غيغز وقلب الدفاع ريو فرديناند منذ البداية التي كانت لمصلحة أصحاب الأرض، حيث بدا قريبا من افتتاح التسجيل مبكرا وقد هدد مرمى ضيفه باكرا من ركلة قوية نفذها واين روني لكن الحارس البرازيلي روبرتو أنقذ فريقه ببراعة (5).
واتبعها يونايتد بفرصة خطرة أخرى عندما توغل روني في الجهة اليمنى قبل أن يلعب
كرة عرضية إلى منتصف المنطقة حيث الهولندي فان بيرسي الذي أخفق في تلقفها ما سمح للحارس بتدارك الموقف دون عواقب (10).
ورد الفريق اليوناني بفرصة ذهبية عندما قام الكوستاريكي جويل كامبل بمجهود فردي مميز على الجهة اليمنى قبل أن يعكس الكرة على طبق من فضة للباراغوياني هرنان بيريز لكن الأخير أطاح بها فوق العارضة (15).
ثم انتقل الخطر إلى المرمى اليوناني، وفي أخطر فرصة منذ البداية جاءت من كرة رأسية مميزة لروني لكن الحظ عاند "الفتى الذهبي" بعدما ارتدت محاولته من القائم الأيمن قبل أن يتدخل الدفاع لإبعاد الخطر (18).
واشتعلت المواجهة تماما بعد أن تقدم يونايتد في الدقيقة 25 من ركلة جزاء نفذها فان بيرسي بعد أن انتزعها بنفسه من جوزيه هوليباس، ثم حصل صاحب الأرض على فرصة خطيرة جدا لإطلاق المواجهة من نقطة الصفر مجددا لكن روبرتو تألق في التصدي لكرة رأسية من الفرنسي باتريس إيفرا إثر ركلة ركنية (35).
وكاد اولمبياكوس أن يدرك التعادل في الدقيقة 40 من فرصة مزدوجة، الأولى كان برأسية من الإسباني دافيد فوستر والثانية بمتابعة من الأرجنتيني اليخاندرو دومينغيز، لكن الحارس الإسباني دافيد دي خيا تعملق في وجه اللاعبين وأنقذ فريقه ببراعة.
وعندما كان الشوط الأول يلفظ أنفاسه الأخيرة، خطف يونايتد الهدف الثاني إثر تمريرة طولية متقنة من غيغز إلى روني المتوغل على الجهة اليمنى، فعكسها الأخير إلى داخل المنطقة لفان بيرسي الذي حولها داخل شباك روبرتو (1+45).
وفي بداية الشوط الثاني ضرب فان بيرسي مجددا وأكمل ثلاثيته، من ركلة حرة رائعة عجز روبرتو عن صدها (51).
وكاد أولمبياكوس أن يخطف الأفضلية مجددا، إلا أن دي خيا تألق في وجه تسديدة بعيدة من البرازيلي لياندرو سالينو (67)، ممهدا الطريق أمام فريق "الشياطين الحمر" للمحافظة على تقدمه بثلاثية نظيفة حتى النهاية التي شهدت خروج فان بيرسي على الحمالة بسبب الإصابة.
وعلى ملعب "سيغنال ايدونا بارك"، استفاد دورتموند من الأفضلية التي حققها ذهابا على زينيت سان بطرسبورغ، حين عاد من روسيا بفوز كبير 4-2، لكي يبلغ الدور ربع النهائي رغم خسارته على أرضه 1-2.
وأنهى الفريق الألماني مغامرة منافسه الذي أشرف عليه سيرغي سيماك بعد إقالة الإيطالي لوتشيانو سباليتي في 11 الحالي، عند الدور الثاني كما كانت حاله في المرة الأولى السابقة التي تخطى فيها دور المجموعات خلال موسم 2011-2012 حين فاز ذهابا بين جماهيره على بنفيكا البرتغالي 3-2 قبل أن يخسر إيابا صفر-2.
وتمكن دورتموند من الخروج منتصرا من أول مواجهة له مع فريق روسي منذ 11 عاما وتحديدا منذ فوزه على لوكوموتيف موسكو في الدور الثاني من المسابقة لموسم 2002-2003 (دور مجموعات حينها) بنتيجة 2-1 خارج ملعبه، و3-صفر بين جماهيره الذين دخلوا إلى لقاء الإياب بأعصاب هادئة بفضل نجمهم البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي سجل ثنائية في لقاء الذهاب لكنه سيكون الغائب الأكبر عن ذهاب الدور ربع النهائي بسبب حصول على إنذار.
ولم تكن بداية فريق المدرب يورغن كلوب مشجعة بتاتا، إذ وجد نفسه متخلفا في الدقيقة 16 بهدف رائع من البرازيلي هولك الذي أطلق الكرة من خارج المنطقة بالجهة الخارجية لقدمه اليسرى إلى الزاوية اليسرى العليا لمرمى الحارس رومان فيدنفيلر.
لكن الفريق الألماني دخل إلى استراحة الشوطين وهو على المسافة ذاتها من ضيفه بعد أن أدرك التعادل بفضل رأسية من سيباستيان كيهل الذي وصلته الكرة بعرضية من سيباستيان شميلتسر (38)، موجها ضربة قاسية لمعنويات ضيفه الروسي، الذي تمكن رغم ذلك من استجماع قواه في الشوط الثاني والتقدم مجددا في الدقيقة 73 عبر الفنزويلي البديل سالومون روندون بكرة رأسية إثر عرضية من الإيطالي دومينيكو كريشيتو، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لتجنب الخروج من المسابقة الأوروبية الأم.