ذهبت وسائل إعلام
إسرائيلية إلى أن صيغ الاعتذار التي قدمها مسؤولون إسرائيليون للأردن على خلفية مقتل القاضي الأردني رائد
زعيتر جاءت لعدة أسباب خاصة بأمن إسرائيل ومصالحها الإستراتيجة مع الأردن.
وأقدم جندي إسرائيلي، في 10 آذار/ مارس الجاري، على قتل القاضي الأردني، رائد زعيتر (38 عامًا)، بعد اتهامه بمحاولة الاستيلاء على سلاح جندي إسرائيلي أثناء مغادرته الأراضي الفلسطينية باتجاه الأردن عبر معبر "الكرامة"، الرابط بين الأردن والضفة الغربية، وهو ما استنكرته الحكومتان الفلسطينية والأردنية، وطالبتا بفتح تحقيق في مقتله.
وقدم وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، الإثنين، اعتذاره للحكومة الأردنية على مقتل القاضي الأردني رائد علاء الدين زعيتر على يد الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي.
وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية إن "وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أرسل اليوم (الإثنين) رسالة اعتذار للحكومة الأردنية على قتل جندي إسرائيلي القاضي الأردني زعيتر".
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أمس، إن "شمعون بيرز (الرئيس الإسرائيلي) تقدم باعتذار رسمي للملك الأردني عبد الله الثاني عبر اتصال هاتفي دار بينهما، حيث أعرب له باسمه وباسم إسرائيل عن أسفه واعتذاره العميقين، وعن تعازيه لعائلة القاضي الأردني وللشعب الأردني".
من جانبهما، ذهبت القناة الثانية العبرية والعاشرة إلى أن الاعتذار الإسرائيلي للأردن أخذ بعين الاعتبار أسبابا ثلاثة، أحدها تقدير العلاقة الإستراتيجة مع الأردن ودورها في تأمين مصالح إسرائيل على الجبهة الشرقية، ثانيها الشعور الإسرائيلي بأن التعنت في هذا الملف قد يساعد توجهات كبيرة في الشارع الإسرائيلي تطالب بمقاطعة إسرائيل والتي باتت مطلبًا حتى لمن يعدون خصوم حركة
الإخوان المسلمين.
أما السبب الثالث فله علاقة في الرؤية الإسرائيلية التي ترى بأن الأردن يمر في مرحلة حساسة من تاريخه لأسباب منها: قربه (الأردن) من سوريا، وقوة الإخوان المسلمين فيه، والأوضاع الاقتصادية والسياسية غير المستقرة، حيث تلعب العلاقة مع إسرائيل الدور المهم في معارضة النظام القائم.
صحيفة يديعوت أحرنوت عادت بالذاكرة في تحليلها، الاثنين، لسبب الاعتذار السريع والمتتابع من المستويات السياسية الإسرائيلية، إلى حادثة محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في عمان، على يد عناصر الموساد في العام 1997، والتي كادت تعصف حينها بالعلاقة مع الأردن لولا تدارك نتنياهو الأمر عبر تقديم الترياق للسم الذي زرع في جسم خالد مشعل، وموافقته على الإفراج عن الزعيم الروحي من السجون الإسرائيلية، الشيخ أحمد ياسين، بحسب الصحيفة.
في رأي الصحيفة أن المستوى السياسي الإسرائيلي يعتبر أن العلاقة مع الأردن ترتبط بلمفات استراتيجية أهمها الحدود التي تربط إسرائيل بالأردن، بالإضافة إلى التكوين الفلسطيني الكبير في المجتمع الأردني والذي يقارب النصف، بالإضافة إلى التصور الإسرائيلي عن الدور الأردني في ملف الصراع مع الجانب الفلسطيني في المرحلة القادمة.
كما وجدت الصحيفة في سلوك الحكومة الإسرائيلية تصحيحًا لما قام به بعض أركان الحكم في إسرائيل بتوتير العلاقة مع الأردن من خلال محاولات المساس بالولاية الأردنية على المسجد الأقصى، عبر قوانين حرص اليمين على تمريرها في الأيام الماضية في الكنيست (
البرلمان) الإسرائيلي.
وشهدت العلاقات الأردنية الإسرائيلية، توترًا نهاية شهر شباط/ فبراير الماضي، إثر بحث الكنيست الإسرائيلي في جلسة قاطعها النواب العرب، اقتراح النائب عن حزب "الليكود"، موشيه فيغلين، فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، واقتصرت الجلسة على إلقاء خطابات دون اتخاذ قرارات، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وترتبط المملكة الأردنية الهاشمية باتفاقية سلام مع إسرائيل، تسمى وادي عربة، وقعتها عام 1994، وأدت إلى تطبيع العلاقات بين البلدين وتبادل السفراء.