سياسة عربية

تونس: غلق معبر "رأس الجدير" يثير موجة احتجاجات

جانب من المواجهات في بن قردان - تونس
جانب من المواجهات في بن قردان - تونس
تتواصل منذ ثلاثة أيام المواجهات بين الأمن التونسي وشباب مدينة "بن قردان" (تقع في محافظة مدنين في الجنوب التونسي على الحدود مع ليبيا) على إثر غلق المعبر الحدودي "رأس الجدير" الذي يمثل أول مصدر دخل لأبناء الجهة باعتباره المسلك الذي يؤمن الحركة التجارية بين الجانب التونسي والجانب الليبي.

أغلقت السلطات الليبية هذا المعبر لأسباب أمنية منذ ما يقارب 11 يوما، قرار أضر بأبناء الجهة فما كان منهم إلا أن احتجوا مطالبين حكومتهم بالتدخل لفتح المعبر واعادته إلى سالف النشاط وبالتالي العودة إلى ممارسة عملهم بنسق طبيعي. 

تأتي تحركات ابناء الجهة على إثر "فشل" زيارة رئيس الحكومة مهدي جمعة الأحد الماضي إلى المكان في الغاء قرار  الغلق وتواصل الحال على ما هو عليه. 

حصيلة المواجهات حسب بيان صادر عن وزارة الداخلية التونسية، حرق سيارتين أمنيتين موجودتين على عين المكان. والقاء القبض على 9 شبان واصابة 3 أخرين 2 منهما حالتهما خطيرة.

محافظ مدنين قال في تصريح لـ"عربي 21" إن السلطات المحلية في الجهة كونت  لجنة من 6 مسؤولين محليين ستتوجه يوم غد لمقابلة نظرائهم في منطقة زوارة الليبية "وبحث سبل اعادة فتح المعبر وانهاء الاحتجاجات".  هذا إلى جانب مساعي رسمية  أخرى على مستوى كبار المسؤولين تونسيين لم تؤتي اكلها بعد بحسب تصريح المحافظ. 

أرجع رئيس فرع الجنوب للمعهد العربي لحقوق الإنسان بتونس مصطفى عبد الكبير أسباب الاحتجاج إلى ما أسماه "تراكمات التهميش المتتالي لسنوات وحرمان المنطقة من حقها في التنمية وارساء موارد رزق دائمة ورسمية لسكانها". وأشار عبد الكبير في تصريحه لـ"عربي21" إلى مساندة مطالب أبناء الجهة وادانته للعنف المتبادل واتلاف المؤسسات عمومية. 

 ضمّ رجال الشرطة هناك اصواتهم إلى صوت المجتمع المدني، فلئن عبّر كاتب عام نقابة الشرطة ببن قردان عن مساندته المطلقة لحق المنطقة في موارد شغل مستقرة فإنه توجّه في تصريحه للموقع  بنداء إلى الشباب المحتج بضرورة توخي الاحتجاج السلمي وتجنب المسّ بالمنشآت العمومية، خاصة وأن وزارة الداخلية كانت قد أكدت في بيان اصدرته على صفحتها الالكترونية الرسمية يوم أمس بأنها لن تتساهل مع "الاستهداف المجاني لمقراتها وبأنها ستستعمل كل الوسائل القانونية في "ردع المخالفين". 

في المقابل قال حازم أحد ساكني المدينة لـ"عربي 21" إنه وزملاءه سيواصلون الضغط على الحكومة للتدخل وحلّ مشاكل 160ألف مواطن يفتقرون إلى مورد رزق، مطالبا الجهات المختصة بضرورة  التفكير في ايجاد مواطن شغل محلية ورسمية وعدم التعويل على المعبر في الشغيل لارتباطه بالوضع في ليبيا إن استقر يستقر وإن توتر "يجوع أبناء بن قردان" كما جاء على لسان حازم في تصريحه لـ"عربي 21". 


 
التعليقات (0)