ثوار بنغازي ومصراتة عاونوا البحرية في السيطرة على الناقلة - (ارشيفية) ا ف ب
سيطرت قوات من البحرية الليبية وجرافات تابعة للثوار على ناقلة نفط أجنبية تحمل شحنة من النفط الخام حصلت عليها بطريقة غير قانونية من أحد الموانئ التي يسيطر عليها مسلحون انفصاليون، شرقي ليبيا.
وقال المتحدث باسم المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، محمد الحراري، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن "قوات البحرية وقوات من الثوار على متن جرافات بحرية تمكنوا مساء اليوم من السيطرة على ناقلة النفط، التي ترفع علم كوريا الشمالية بعد خروجها من ميناء السدرة النفطي".
وأضاف الحراري أن "القوات المختلطة من البحرية والثوار أطلقت طلقات تحذيرية عقب محاصرة الناقلة، وخاطبوا ربانها الذي سلم على الفور".
وبحسب مسؤول ليبي رفيع المستوى، فإن عملية توقيف الناقلة، الصادر بحقها أمر اعتقال من النائب العام الليبي، لم يحدث خلالها أي اشتباك.
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "القبض على الناقلة تم بفضل غرفة عمليات النفط، التي تم تشكيلها من قبل لجنة الطاقة في المؤتمر الوطني العام قبل 48 ساعة.
وأوضح أن "من ألقوا القبض على الناقلة هي مجموعة من ثوار مدينتي بنغازي ومصراتة بمساعدة البحرية الليبية".
ويتم حاليا قطر الناقلة إلى ميناء الزاوية النفطي لتفريغ حمولتها في خزانات النفط بالميناء، بحسب المصدر ذاته.
من جهته، قال الناطق باسم القوات البحرية الليبية العقيد أيوب بلقاسم، لوكالة الأناضول، إن الناقلة النفطية كانت في منطقة المخطاف القريبة من ميناء السدرة؛ إثر محاولتها مغادرة المياه الإقليمية الليبية.
وأضاف أنه سيتم تسليم طاقم السفينة إلي مكتب النائب العام، الذي فتح تحقيقات في القضية.
وكان رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي أصدر الاثنين أمرا بشن عملية عسكرية على ناقلة نفط تحمل علم كوريا الشمالية ويملكها شخص سعودي تحاول الخروج من ميناء السدرة شرق ليبيا، وبتحرير الموانئ النفطية "المغتصبة" من أيدي المسلحين، بحسب ما أفاد المتحدث الرسمي باسم المؤتمر.
وصرح عمر حميدان المتحدث الرسمي باسم المؤتمر، أعلى سلطة في ليبيا، للصحافيين أن رئيس المؤتمر نوري بوسهمين "اتخذ قرارا بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي بشأن تشكيل قوة عسكرية لتحرير وفك الحصار القائم عن الموانئ النفطية" خلال أسبوع.
واضاف ان "الناقلة مطوقة من قبل قوة الجيش الوطني والثوار المكلفة بمنعها من مغادرة ميناء السدرة".
وذكرت مصادر أن الناقلة تحاول الخروج من ميناء السدرة محملة بشحنة من النفط الخام خارج الاطار الرسمي للدولة بعد أن قام مسلحون يسيطرون على الميناء بتحميلها.
وترسو ناقلة النفط "مورننغ غلوري" منذ الساعات الأولى ليوم السبت في ميناء السدرة الخاضع لسيطرة مجموعة مسلحة كانت تتولى حراسة منشآت نفطية قبل أن تنشق وتعلن تشكيلها لمكتب سياسي وتنفيذي لإقليم برقة الذي يطالب بحكم ذاتي في ليبيا.
وفي السياق ذاته قال المسلحون الذين يسيطرون على الميناء إن أي هجوم على الناقلة التي تبلغ حمولتها 27 الف طن سيعتبر "إعلان حرب".
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط إنها ستقاضي من يحاول شراء النفط.
وأضافت في بيان أنها ستمارس حقوقها على الشحنة وتحمل كل الأطراف المشاركة في تعاملات غير قانونية بشأنها المسؤولية أمام أي سلطات قضائية داخل ليبيا وخارجها.
ويقود المحتجين إبراهيم الجضران أحد القادة المعارضين للقذافي.
ويقول محللون إنه في حين أن البحرية كانت قد فتحت النار على ناقلة ترفع علم مالطا بينما كانت تحاول دخول ميناء السدرة في يناير كانون الثاني فمن المستبعد نشوب مواجهة عسكرية شاملة مع الجضران.
وفي حين حصل الجضران على بعض التعاطف لحملته الساعية لمزيد من الحقوق لشرق البلاد الذي يعاني من ضعف التنمية فإن الكثيرين يرفضونه باعتباره زعيم ميليشيا قبلية يفتقر إلى الرؤية السياسية.
وحث كبار أئمة ليبيا الميليشيات التي أطاحت بالقذافي على مساعدة الحكومة في محاولة منع الناقلة من الابحار.
وبدأ المسلحون السبت بتحميل النفط في الناقلة.
ويسيطر محتجون من قوات حرس المنشآت النفطية منذ تموز/يوليو الماضي على موانئ شرق ليبيا التي يتم تصدير النفط منها، بما فيها السدرة.
كما يرفض هؤلاء وسائل بيع النفط إلى الشركات الأجنبية المتعاقدة مع الحكومة الليبية، ويعتبرون أن فسادا كبيرا يطال عمليات البيع والتصدير وهو ما تنفيه السلطات في طرابلس.