قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب
أردوغان: "أقولها بوضوح؛ إن لم يحقق حزبي المركز الأول في
الانتخابات القادمة أيضاً؛ فأنا مستعد لاعتزال السياسة، ولكن هل الآخرون كرئيس حزب الشعب الجمهوري، ورئيس الحركة القومية مستعدون لذلك؟"
جاء ذلك خلال لقاء جمعه مع وسائل الإعلام المحلية، في المقر الرئيس لحزب العدالة والتنمية الحاكم، في العاصمة التركية، أنقرة، فنّد خلاله الانتقادات الموجهة لحكومته، بشأن الإعلام، والتي وصفها بـ "سيئة النية"، مشيرا أن
تركيا شهدت في عهد "العدالة والتنمية" تزايدا في عدد الصحف، والمجلات، والمحطات التلفزيونية، ومواقع الانترنت، بشكل لا يقبل المقارنة مع السنوات الماضية.
وأكد "أردوغان" أن عمليات التنصت - على هواتف آلاف الأشخاص في تركيا - لم تجرِ وفق القانون أو برخص من القضاء، أو من أجل تحقيق سلامة وأمن ومستقبل تركيا، مشيرا أنها جرت من أجل "الكيان الموازي" ومصالحه، والدولة أو الدول، التي تسيطر عليه، ولفت أن للتصنت المرخص في تركيا، قواعد محددة، إلا أنها انتهكت.
وأضاف:" تنصت صحفيون على بعض الهواتف، وحصلوا على رسائل قصيرة، لإعداد خبر في بريطانيا. ألقي القبض على حوالي خمسين صحفيّاً في إطار التحقيق في القضية، وصدرت أحكام قضائية بحق بعضهم. تعرضت الصحيفة التي تورطت في هذه الفضيحة للحرج، وأغلقتها المؤسسة الإعلامية المسؤولة عنها، لكن لم يخرج أحد ويقول "اعتقل صحفيون، أو ألقي القبض عليهم، في بريطانيا " أو "لا توجد حرية صحافة في بريطانيا". قارنوا بين ما نعيشه حاليّاً، وما شهدته بريطانيا. يتجاهل الكثير من الصحف والقنوات التلفزيونية، ومواقع الإنترنت، القوانين، والدساتير، والأنظمة، وفوق ذلك، ينتهكون القيم الإنسانية، والأخلاقية، بنشر تسجيلات صوتية يوميّاً - مفبركة أو غير مفبركة - ويقولون عن عمليات التنصت أنها "قانونية، كلا إنها ليست قانونية".
وأوضح "أردوغان" أنه من خلال المحاولة الانقلابية - عملية 17 كانون الأول/ديسمبر الماضي - الذي يُتهم "الكيان الموازي" بالوقوف ورائها، والموجة الثانية التي أتبعتها في الـ 25 من الشهر نفسه، والتي جرت بحجة "مكافحة الفساد" وطالت أبناء وزراء ورجال أعمال وموظفين حكوميين - يكون النقاب قد كشف عن آخر عصابة في تركيا " الكيان الموازي" وعليه فقد بدأت عملية تصفيتها.
واستطرد قائلا:"ليفرغوا ما بجعبتهم (الكيان الموازي) وليتلاعبوا اليوم كما فعلوا بالأمس بفبركة وتحريف المكالمات الهاتفية، فنحن لا نخشى تلك الألاعيب، وشعبنا لا يقيم لها وزناً، والميادين التي زرتها في 14 ولاية تركية تُنبئ عن ذلك بوضوح."
واعتبر أردوغان من يتوقون للعودة إلى تركيا القديمة، نفّذوا - في آخر بارقة أمل لهم - آخرمحاولة إنقلاب في 17 كانون أول/ديسمبر؛ وأطلقوا هجوماً ضد تركيا تورطت فيه أحزاب سياسية وبعض المؤسسات الإعلامية ورجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني وكيانات ومنظمات استخدموا كل ما لديهم من قوة وفعلوا ما بوسعهم، وقاموا بالتنسيق مع حلفائهم في الداخل والخارج مؤكدا أن المحاولة سقطت بفضل التدابير التي اتخذتها الحكومة، وتحطمت على صخرة التعديلات التي أجرتها، وفشلت فشلاً ذريعاً.
يشار الى ان
حزب العدالة والتنمية لم يخسر اي انتخابات منذ وصوله الى السلطة. لكن الاستطلاع الاخير لشركة سونار اظهر انخفاضا في شعبية الحزب قبل الانتخابات البلدية التي ستكون بمثابة اختبار للنظام مع حصوله على 40% من نوايا التصويت مقابل نحو 50% في الانتخابات التشريعية الاخيرة عام 2011.