غادر المعارضون الأوكرانيون، الأحد، بلدية كييف التي تشكل أحد معاقل حركتهم الاحتجاجية ويحتلونها منذ كانون الأول/ ديسمبر 2013، بسبب الإفراج عن متظاهرين موقوفين، وذلك قبل ساعات من تعبئة جديدة كبيرة في الشارع ضد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
وكان إخلاء مبنى
البلدية قبل الاثنين شرطا مسبقا وضعته السلطات للعفو عن المتظاهرين الموقوفين.
وقال قائد المتظاهرين في هذا الموقع رسلان اندريكو، الذي ينتمي إلى حزب سفوبودا القومي إنه "تم إخلاء البلدية عمليا".
وبعد دقائق دخل السفير السويسري كريستيان شوننبرغر الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، المبنى الذي تم إخلاؤه.
وقال شوننبرغر إن "سويسرا بصفتها رئيسة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا دعيت من قبل طرفي النزاع إلى المشاركة في عملية تسليم البلدية إلى السلطات".
ووقع وشوننبرغر وثيقة تسليم البلدية إلى السلطة، على طاولة وضع عليها العلمان السويسري والأوكراني، أمام المبنى.
وقال رئيس المجلس البلدي لكييف فولوديمير ماكيينكو: "لم تحدث أضرار ونأمل أن تكون خطوة أولى على طريق تطبيع للوضع".
وأعلن ما يسمى بـ"مجلس الميدان" الذي يضم ممثلي أحزاب
المعارضة وناشطين ميدانيين، السبت أن أعضاءه اتفقوا فيما بينهم على عملية إخلاء قريبة للمبنى.
وكان المحتجون احتلوا مبنى البلدية في الأول من كانون الأول/ ديسمبر على هامش تظاهرة كبيرة بعد يوم واحد على تفريق تجمع للطلاب في وسط كييف بعنف.
وما زال المتظاهرون يحتلون مباني أخرى منها دار النقابات التي لم تطلب السلطة إخلاءها.
وقال أحد أعضاء وحدة الدفاع الذاتي للمعتصمين في البلدية "سنرحل، سننفذ الأوامر ولن نناقش. خاب أملي ويجب العفو عن رفاقنا".
وهو الموقف نفسه الذي عبر عنه فولوديمير بينكيفسكي الذي جاء من منطقة جيتومير (شمال). وقال إن "قرار التخلي عن البلدية سيء. لا يمكننا أن نثق في السلطة إذ إنهم محتالون. إذا انسحبنا فسننتهي جميعا في السجن".
وهذه الخطوة الرمزية للمتظاهرين، جاءت تلبية لطلب قدمه الجمعة إلى المعارضة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش "بتقديم تنازلات أيضا".
ولتخفيف حدة التوتر، أعلنت السلطات، الجمعة 14/2/2014 أنها أفرجت عن كل المتظاهرين الذين أوقفوا منذ كانون الاول/ ديسمبر ويبلغ عددهم 234 شخصا.
وكان سبعون ألف شخص شاركوا في التجمع السابق الأحد الماضي، تحت نحو مئة خيمة ومحاطين بحواجز يحرسها متظاهرون يعتمرون قبعات.
ميدان الاستقلال يجمع محتجين من أنحاء أوكرانيا
وفي سياق متصل، شكل المتظاهرون مجموعات تحت مسمى "الدفاع عن الميدان"، لحماية الميدان والمعتصمين به. وتضم تلك المجموعات أشخاصا من أعمار مختلفة، قدموا من مختلف أنحاء أوكرانيا، للتظاهر "من أجل أوكرانيا أفضل"، كما يقولون.
ومن مدينة "لفيف" أقصى غرب أوكرانيا على الحدود مع بولندا، جاءت مجموعة تطلق على نفسها "الأسود المائة".
وقال قائد المجموعة زوريانا إنه قدم إلى الميدان مع عائلته، لأنه لا يرغب في البقاء مكانه بلا حراك، ولا يرغب في الشعور بالخجل مستقبلا أمام أبنائه وأحفاده، لأنه لم يفعل شيئا عندما كانت الفرصة متاحة.
وقال محتج عند أحد الحواجز ويدعى رامان "نتوقع عملا ما من جانب الحكومة ولذلك كثفنا الأمن في منطقة الحواجز (في شارع جروشيفسكي) ونحن في حالة تأهب".
ومع تحول معظم وسط مدينة كييف حيث يواصل المتظاهرون احتجاجهم الى ما يشبه المعسكر الحصين يريد يانوكوفيتش أن ينهي التوتر قبل ان يعين رئيسا جديدا للوزراء ربما في مطلع الأسبوع المقبل.
وبدأت جرافات المحتجين ليل السبت (15 فبراير شباط) فتح نقاط العبور عند الحواجز لكن ليس هناك أي توافق في الآراء بشأن ما اذا كانت تلك النقاط ستجهز للسماح بمرور السيارات عبرها.
وقال أحد المحتجين إن نقاط العبور فتحت للسماح للشاحنات بنقل مزيد من المواد لتعزيز الحواجز.
وأضاف المحتج ويدعى اندريه "أدخلنا معدات لفتح طرق عبر الحواجز تسمح بدخول مواد مثل الحجارة والرمل لنستخدمها في تعزيز الحواجز".
وأفرجت السلطات، الجمعة، عن آخر المحتجزين وعددهم 234 محتجا لكنهم لا يزالون معرضين للمحاكمة مستقبلا بتهمة المشاركة في "اضطرابات جماعية" -وهي تهمة يمكن لم يدان بها التعرض للسجن عدة سنوات- ما لم ينه زملاؤهم المحتجون احتلالهم للمباني ويزيلوا الحواجز.
من المقرر تنظيم مظاهرة معارضة اليوم في ساحة الاستقلال في كييف وهي مركز الاحتجاجات على قيادة يانوكوفيتش.