شيع فلسطينيون، ظهر الإثنين، رفات
شهيدين فلسطينيين من
بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، احتجزتهما إسرائيل لعدة سنوات في مقبرة "الأرقام"، أحدهما، آيات الأخرس التي استشهدت في عملية نفذتها في مدينة القدس عام 2002،والآخر، داوود أبو صوي الذي استشهد في عملية مشابهة نفذها في المدينة عام 2001.
وشارك في موكب التشييع الذي انطلق من أمام مستشفى الحسن في "بيت جالا" باتجاه مدرسة مخيم الدهيشة، وصولاً إلى مقبرة قرية "أرطاس"، مئات المواطنين، وفصائل وقيادات فلسطينية.
وكانت السلطات الإسرائيلية سلمت الأحد رفات الشهيدة الأخرس، والشهيد أبو صوي، لذويهم، عبر مكتب الارتباط العسكري الإسرائيلي عند معبر ترقوميا جنوب غربي الخليل، وذلك بحضور مسؤولين من الارتباط المدني الفلسطيني التابع لوزارة الشؤون المدنية.
وتعتبر وزارة الشؤون المدنية في السلطة الوطنية الفلسطينية، الجهة المسؤولة عن التنسيق مع الجانب الإسرائيلي، وخاصة فيما يتعلق باستخراج التصاريح التي تسمح للفلسطينيين بالتنقل بين المدن الفلسطينية كقطاع غزة والقدس والضفة الغربية، بالإضافة إلى تسلم جثامين الشهداء الفلسطينيين.
يشار إلى أن آيات الأخرس، وهي من سكان مخيم "الدهيشة"، من مواليد 1985، استشهدت في 29\3\2002، في عملية نفذتها في مستوطنة "كريات يوفيل"، جنوبي القدس الغربية، وأسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين، وإصابة آخرين، وتبنتها آنذاك كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح.
أما داوود أبو صوي ، من سكان قرية "أرطاس" القريبة من "الدهيشة"، ومن مواليد 1955، استشهد في عملية نفذها في فندق "الملك داود" بالقدس الغربية، بتاريخ 5\12\2001، وأسفر عن إصابة عدد من الإسرائيليين.
وبجثماني الأخرس، وأبو صوي، تكون إسرائيل قد سلمت للجانب الفلسطيني ثمانية جثامين من دفعة الـ36 التي يتم بموجبها تحرير جثامين "شهداء" فلسطينيين من مقابر "الأرقام" الإسرائيلية، كان قد أجري لهم فحص (DNA).
وتحتجز إسرائيل مئات من جثامين شهداء فلسطينيين، شاركوا في عمليات ضد أهداف إسرائيلية، في مقابر تسميها "مقابر الأرقام"، نظراً لأن تعريف الجثث بها يتم بالأرقام عوضا عن الأسماء.
وكان الجانب الفلسطيني قد رفض تسلم بعض الجثامين دون معرفة أصحابها، في حين اتهمت مؤسسات حقوقية إسرائيلية، بينها منظمة "بيتسليم"، الجيش الإسرائيلي بـ"عدم الحرص على توثيق أصحاب القبور ضمن آلية واضحة".
ويعتبر الجيش الإسرائيلي مقابر الأرقام من المقابر السرية، والتي كشف عن مكان بعضها فقط، مؤخرا، في منطقة جنوبي إسرائيل.
وقدرت جهات حقوقية إسرائيلية، في أوقات سابقة، وجود "مئات الجثث في مقابر إسرائيلية سرية، لشهداء فلسطينيين وعرب، شاركوا في هجمات على أهداف إسرائيلية"، بحسب بيانات متطابقة لتلك المنظمات.