تحصلت صحيفة"عربي 21" على معلومات حصرية، بشأن المفاوضات التي بوشرت بين لجنة "التنسيق و المتابعة للميزابيين" في محافظة غرداية، وبين موفد المدير العام للأمن الوطني
الجزائري، ووالي المحافظة.
فقد أسفرت المفاوضات عن اتفاق أولي بتجميد إضراب التجار "الثاني" الذي بدأ قبل أيام قليلة.
وقال عضو من لجنة "التنسيق و المتابعة للمزابيين"، لـ "عربي21"، إن المفاوضات بين الطرفين لازالت متواصلة ، ويجري بحث التوصل إلى تسوية شاملة تضع حد للمواجهات الدامية الدائرة بين "عرب الشعانبة"و"
الميزابيين" والتي انتقلت أخيراً إلى منطقة "بريان" شمالي محافظة غرداية في تطور خطر ولافت.
وتوصل الطرفان بعد اجتماع عقد منذ صباح اليوم الاثنين، إلى قرار يقضي بتجميد إضراب التجار في المحافظة، بانتظار إيجاد تسوية ليتسنى عودة التلاميذ إلى المدارس، حيث رهنت المواجهات "
الطائفية " التي دارت فصولها منذ شهر ، مصير 20 ألف تلميذ، باتوا مهددين بعام دراسي "أبيض"، جراء تعذر الإلتحاق بمدارس كائنة بأماكن تشتد فيها نيران المواجهات.
ولم يستجب أولياء التلاميذ خاصة الطورين الأول و الثاني لنداءات والي المحافظة بإعادة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة بسبب المخاوف من تعرضهم للأذى، إثر تجدد المواجهات بداية من الجمعة الماضي.
وعقد والى المحافظة اجتماعات متوالية مع الأولياء دون أن يتمكن من إقناعهم بذلك، رغم قراره بزيادة أعوان الأمن في محيط المدارس.
وكان أولياء التلاميذ قرروا مقاطعة الدراسة ، إثر اقتحام غرباء بعض المدارس، منها "ثانوية مفدي زكريا" بالمكان المسمى "سيدي اعباز" ببلدية "بنورة" ، كما تعرض تلاميذ لإعتداءات "وحشية" خلال تنقلهم إلى المدارس ، الأمر الذي زاد من مخاوف الأولياء.
لكن عضواً مفاوض تحدث لـ"عربي 21" طالبا عدم ذكر هويته، انطلاقا من قاعة الإجتماع، أكد أن لجنة "التنسيق و المتابعة للميزابيين"، بغرداية "لن تتخذ موقفا محددا من مسألة عودة التلاميذ إلى المدارس حتى تعقد اجتماع مع المواطنين وأولياء التلاميذ لتقييم الوضع و النظر إذا كانت المخاطر قد زالت".
وقال المتحدث إن اللجنة" تلقت ضمانات مؤكدة لتحقيقي المطالب المرفوعة من المجتمع المدني ولجنة التنسيق و المتعلقة بتوفير الأمن ومحاسبة بعض المتورطين في أعمال العنف".
وكان المتحدث يقصد ثلاثة من ضباط الشرطة، أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني أمس الأحد توقيفهم عن مهامهم وحالتهم للتحقيق القضائي.
يأتي ذلك بعد تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، شريطاً مصوراً، يظهر أعوان شرطة يتهاونون في أداء مهامهم في خضم المواجهات التي دارت قبل "عرب الشعانبة" الذين يتبعون المذهب المالكي والناطقين بالعربية و" الميزابيين" الناطقين باللهجة "الميزابية " ويتبعون المذهب الإباضي.
وقد أخلت مديرية الأمن الوطني بالعاصمة، مسؤولية جاهز الشرطة في ذلك، وقالت في بيان لها أمس الأحد، إنه "حدث فردي لا يتصل بالجهاز الذي يثني عليه المواطنون كثيرا".
وأكد المتحدث على هامش إجتماع اليوم، بأن " قرار متابعة عدد من ضباط الشرطة المعلن من المديرية العامة للأمن الوطني جاء كرسالة تطمين أولى سمحت بتقدم المفاوضات التي تواصلت إلى غاية اليوم، بين الطرفين ".
وقد حذر عمارة بن يونس، رئيس "الحركة الشعبية الجزائرية" الليبرالي، والموالي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مما يحدث في غرداية، وأفاد في تصريح لـ"عربي21" اليوم، "إنه مشكل خطير وحقيقي، بين الشعانبة و الميزاب"، وأضاف " أن نشعل النار أمر سهل و المطلوب من المسؤولين أن يحلوا مشاكل المنطقة".
واستبعد بن يونس فرضية "التدخل الأجنبي" في الأحداث، وصرح" لا أؤمن بالمؤامرة الأجنبية في تلك الأحداث، هناك مشاكل حقيقية تعمل الحكومة على تسييرها ولابد على كل الفعاليات السياسية في الجزائر إيجاد حل للمشكل الذي أعتقد أنه يتطلب سنوات ".
لكن المسؤول الحزبي، لم يستبعد وجود "مناورات على مقربة من الإنتخابات الرئاسية، وتابع "ممكن جدا أن تحاول أطراف أجنبية استغلال الفرصة لمحاولة زعزعة استقرار البلاد".
من جهته، انتقد رئيس "حركة مجتمع السلم" الإسلامية، عبد الرزاق مقري، خلال مؤتمر صحفي خصصه لشرح دواعي إعلان مقاطعة انتخابات الرئاسة، عقده اليوم، تعاطي الحكومة مع أحداث غرداية وتساءل: "كيف يمكن أن يترشح رئيس لم يخاطب شعبه كما لم يتوجه إلى غرداية حيث الأزمة مشتعلة".
وكان مقري يقصد الرئيس بوتفليقة، حيث يقول حلفاء الرئيس إنه يستعد لإعلان ترشحه لإنتخابات 17 نيسان /إبريل المقبل.