ترك العثمانيون خلال حكمهم لكرواتيا الذي استمر 150 عاما، العديد من الآثار المعمارية، وعلى رأسها حوالي 250 مسجداً، إلا أن خروج البلاد من أيدي
العثمانيين؛ أدى إلى تدمير معظم تلك الآثار، فلم يبق منها سوى ثلاثة
مساجد، تحولت إلى كنائس، حيث حافظت على معظم الخصائص المعمارية لها، رغم التعديلات التي أُدخلت عليها.
ويعد مسجد "قاسم باشا" في مدينة "أوسيك" شرق
كرواتيا، من المساجد التي تم هدمها بعد خروج العثمانيين من منها ودخولها تحت حكم الإمبراطورية النمساوية المجرية، حيث هُدم بشكل كامل عدا أساساته، حتى إن أهالي المدينة نسوا وجوده، إلى أن ظهرت تلك الأساسات خلال تعديلات أجريت عليه في سبعينيات القرن الماضي في ميدان كنيسة "سانت ميخائيل أركانجيل"، وتم بعد ذلك تعليم أماكن أساسات المسجد والضريح الذي كان يجاوره، بالقرميد الأصفر.
بُني مسجد قاسم باشا عام 1526، ويقول رئيس جمعية الصداقة التركية الكرواتية "دمير يوريتش": "إن المصادر التاريخية تذكر أن الصلاة ظلت تقام فيه حتى عام 1687، وهو العام الذي دخلت فيه كرواتيا تحت سيطرة الإمبراطورية النمساوية المجرية، حيث قامت الأخيرة بتدمير الآثار المعمارية بشكل ممنهج".
وكانت مدينة أوسيك ذات الأغلبية التركية خلال فترة الحكم العثماني، حتى أنها كانت تبدو كمدينة أناضولية وسط أوروبا، إلا أن جميع المباني ذات التراث المعماري العثماني دُمرت بعد دخول المدينة تحت الحكم النمساوي المجري، كما يقول يوريتش، وبُنيت على أنقاضها مدينة جديدة.
ومن الخصائص المميزة لمسجد قاسم باشا، أنه يقع مع كنيسة "سانت ميخائيل أركانجيل" في الحديقة نفسها، حيث بنيت أركانجيل في أوائل القرن السادس عشر، إذ استمر المسلمون والمسيحيون على حد سواء بإقامة صلواتهم في المبنيين المتجاورين طيلة سنوات عديدة.
ومن الآثار العثمانية القليلة المتبقية في كرواتيا، ثلاثة مساجد تحولوا إلى كنائس كاثوليكية تحمل أسماء "جاكوفا" و"كليس" و"درنيش"، بالإضافة إلى "خان سليمان" في مدينة أوسيك، الذي تحول إلى "دير الفرنسيسكان".