شكك مراقبون في الساحة
اللبنانية بمجمل قضية السعودي
ماجد الماجد، أمير ما يعرف بكتائب الشهيد عبدالله عزام، لاسيما الجزء الأخير المتعلق بوفاته التي قيل إنها كانت بسبب المرض، وجاءت بعد أقل من أسبوع على اعتقاله.
ولعل أكثر ما لفت انتباه المراقبين هو مقال إبراهيم الأمين، رئيس تحرير صحيفة الأخبار اللبنانية المحسوبة على حزب الله يوم السبت، وكان بعنوان "حذار من قتل ماجد الماجد"، وهو نفس اليوم الذي أعلن فيه عن موت ماجد الماجد بسبب تردي وضعه الصحي.
يُذكر أن دوائر حزب الله، بما فيها أمينه العام السيد حسن نصرالله قد اتهمت السعودية بالوقوف خلف
كتائب عبدالله عزام، مستشهدة بأميرها السعودي، في ذات الوقت الذي اتهمت فيه المملكة بالوقوف خلف تفجير السفارة الإيرانية قبل أسابيع، لكن السعودية التي استنكرت التفجير نفت علاقتها بالرجل، وقالت إنه مطلوب لها ضمن قائمة تعرف بقائمة الـ85.
وبحسب مصادر فلسطينية تحدثت إليها "عربي 21"، فقد كان ماجد الماجد يعيش في مخيم عين الحلوة، وكانت دوائر حزب الله تعلم بذلك، بما لها من اختراقات في تنظيمات المخيم، وبدأت مؤخرا، بحسب تلك المصادر، في شراء ولاء بعضها بالمال، بل وبدعم تسليحي أيضا، مع وعود بالسماح لها لاحقا بالاشتباك مع العدو الصهيوني في الجنوب بين حين وآخر، أو إطلاق صواريخ من هناك.
وفي الوقت الذي اتهمت فيه دوائر حزب الله بشكل غير مباشر جهات ذات صلة بالسعودية بتصفية ماجد الماجد خشية إدلائه بمعلومات تؤكد صلته بالاستخبارات السعودية، وتحديدا بالأمير بندر الذي يلقي عليه الحزب ومن رائه إيران بتهم كثيرة في لبنان وسوريا، بل والعراق، فإن الطرف الآخر ممثلا في تيار المستقبل يشير بدوره إلى مسؤولية الحزب عن تصفية الماجد، معتبرة أن بعض مجموعات السلفية الجهادية لها ارتباطات بإيران، ومنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وكذلك الحال مع كتائب عبدالله عزام التي كان يُسمح له سابقا بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتدعم دوائر تيار المستقبل هذه التهمة بالقول إن الماجد كان موجودا بين يدي "جهاز استخبارات الجيش" ذي الصلة الوثيقة بحزب الله، ما يعني أنه هو المسؤول عن حياته، بل تشير إلى تحذير إبراهيم الأمين كدليل على وجود نية مسبقة لقتله. كما تذكّر أيضا بتاريخ العلاقة بين تنظيم
القاعدة وبين إيران، مشيرة إلى أن أحد أهم قادتها، وهو المصري سيف العدل لا زال موجودا حتى اللحظة في إيران، مع أن تنظيم القاعدة يقول إنه غادرها منذ أربع سنوات تقريبا في صفقة تبادل مع دبلوماسيين إيرانيين اختطفتهم حركة طالبان، وكان معه في الصفقة سعد، نجل زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
وبين هذا الاتهام والاتهام المقابل، يظل لبنان يعيش نزيفه المتواصل، بصرف النظر عن سبب النزيف الذي يراه حزب الله نتاجا لهجوم ما يسميه التيار التكفيري في عموم المنطقة، فيما يراه تيار المستقبل وآخرون نتيجة لتدخل الحزب في سوريا لصالح النظام.