تتضارب الأخبار حول ما يجري في ساحات المعارك
العراقية مؤخرا، وتصدر بين الوقت والآخر، تصريحات من مختلف الأطراف تتناقلتها وسائل إعلام ووكالات أنباء، بطرق يبدو معها الوضع ضبابيا، وبخاصة في ما يتعلق بالأنبار، وتحديد أطراف النزاع هناك.
وفي حديث لـ"عربي 21" مع الكاتب والمحلل السياسي العراقي جاسم الشمري، قال: "إن
الاعتصامات السلمية في أكثر من ست محافظات عراقية مستمرة منذ أكثر من عام، وبقيت هذه الاعتصامات رغم استخفاف رئيس وزراء العراق الحالي نوري
المالكي بها، ورغم تهديداته المستمرة لها".
وأضاف أن حكومة المالكي ارتكبت خلال هذه السنة أكثر من مجزرة بحق المعتصمين، "ففي الحويجة على سبيل المثال، قتلت قوات المالكي وجرحت أكثر من 300 من المدنيين السلميين، وفي جامع ساري في بعقوبة، قتلت وجرحت ما يقرب من 200 مصلٍّ بعد صلاة الجمعة. إضافة إلى الاعتقالات التي طالت الرموز الوطنية في المحافظات الست". وزاد أن "الاعتصامات بقيت سلمية رغم كل ذلك، حتى آخر لحظة".
وتابع: "لم يثمر هذا الصبر والصمود مع المالكي، ولم تتصرف حكومته بعقل وحكمة، بل حركت قطاعات من الجيش الحالي لضرب المعتصمين في
الأنبار، ما دفع أهالي المحافظة للدفاع عن أنفسهم" بحسب الشمري، وتابع بأن "هذا حق مشروع كفلته القوانين الوضعية والسماوية".
وحول آخر المستجدات العراقية لفت الشمري إلى أن "الحكومة الحالية ارتكبت منذ أكثر من خمسة أيام مجازر طالت المدنيين الآمنين، فقصفت منازلهم بقذائف الهاون، ما أدى إلى تهجير مئات العوائل خارج المحافظة بحثا عن ملاذ آمن".
وعن الأطراف المشاركة في اشتباكات الأنبار، أفاد الشمري بأن "المعارك تدور بين ثوار العشائر وحدهم من جهة وبين
مليشيات المالكي –وليس الجيش العراقي- من جهة أخرى"، وأوضح أن "الجيش العراقي ما كان ليقاتل أهله في أي مكان، حتى وإن كان معظمه من الشيعة".
ونبه إلى أن حكومة المالكي تعمد إلى "خلط الأوراق للحصول على دعم دولي وإقليمي لتبرير قتلها المدنيين السلميين في العراق".
وأكد الشمري أن "إرادة الشعب العراقي ستنتصر في بلاد ما بين الرافدين، وأن الظلم سيزول عن الناس بإذن الله".