أثار إعلان الحكومة
المصرية تشغيل 24 حافلة نقل عام مزودة بوسائل تكنولوجية حديثة بالقاهرة جدلا كبيرا، كما فجر موجة من
السخرية على هذا القرار.
وقال الدكتور جلال مصطفى السعيد محافظ القاهرة: "إن
الحافلات الجديدة، مزودة بخدمة الإنترنت اللاسلكى "
واي فاي" مجانا، وبها شاشات لعرض خط السير للجمهور وشاشات أخرى تعرض لقطات فكاهية للركاب".
وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة للسخرية من المشروع الجديد، ونشر بها ألاف الصور الفكاهية والتعليقات التي تتهكم على القرار.
واعتبر أحدهم أن فكرة وجود انترنت لاسلكي في أتوبيس عام في القاهرة تشبه من يفتتح مطعم "بان كيكس" في أحد نجوع الصعيد.
وتهكم آخر قائلا: "مصر بقت "أصبحت" قد الدنيا يا جماعة"، فيما تساءلت فتاة معلقة: "هل ستكون الأتوبيسات المزودة بالواي فاي محصنة ضد التفجيرات؟"، وردت عليها أخرى قائلة "أصبحت الأتوبيسات بها "واي فاي" وقنابل، عشان يا نتسلى يا نموت".
وأكد محافظ القاهرة في تصريحات صحفية "أن هناك خطة لتطوير منظومة النقل العام بالعاصمة، من خلال إحلال وتجديد الأسطول، وتوفير حافلات لائقة بمواطني القاهرة، مشيرا إلى أنه يمكن للراكب دفع قيمة التذكرة بكارت ذكي مدفوع مقدما".
وأشار إلى أن هذا التطوير يأتي تشجيعاً للمواطنين على استخدام وسائل النقل الجماعي، بدلاً من سياراتهم الخاصة، لخفض الكثافة المرورية بشوارع العاصمة، موضحا أنه ما بين 1300 و1500 حافلة ستدخل الخدمة خلال هذه الفترة المقبلة لمضاعفة الأسطول الموجود حاليا على أن يبدأ توريدها خلال الشهر المقبل بواقع 50 أتوبيسا تدخل الخدمة شهريا.
الحياة الكريمة أولا
وبعيدا عن التعليقات الساخرة، أعرب كثيرون عن انتقادهم لعدم اهتمام الحكومة بأولويات المصريين، في ظل واقع مرير يعيشونه جراء التدهور الاقتصادي والاحتقان السياسي، وطالبوا الحكومة بتوفير احتياجات المعيشة الأساسية للمواطنين وتحسين خدمات النقل من وسائل ملائمة بدلا من خدمات لا تشغل بال أحد من الركاب.
وقالت حركة شباب 6 ابريل على صفحتها على فيس بوك: "نكتة جميلة جدا، بلد نصف سكانها تحت خط الفقر، وفيها مواطنين يأكلون من القمامة وناس ماتت من البرد وأطفال شوارع، والحكومة تواجه كل ذلك بطرح أتوبيسات بها شاشات تلفزيونية وانترنت لاسلكي".
وتواجه حكومة الدكتور حازم الببلاوى انتقادات واسعة، لما يصفه الرأى العام بالأداء الاقتصادى الضعيف، وكذلك الفشل فى حل أبسط مشاكل المواطن البسيط مثل أزمات نقص الوقود وانقطاع الكهرباء.
وقالت سيدة مصرية: "بالعقل كدة، من يركب أتوبيسات النقل العام هو المواطن الغلبان الذي لا يملك هاتف ذكي ليدخل على شبكة الانترنت، وتساءلت: ماذا ستفيد خدمة "واى فاى" مواطن في أتوبيس مزدحم عن آخره ولا يمكنه حتى أن يتنفس؟.
وطالب آخر "برصف الشوارع وردم الحفر الموجودة في الشوارع وحل الأزمة المرورية بدلا من تزويد الأتوبيس بخدمة الإنترنت".
وتقول فتاة: "إن توفير الخدمة هو تكرار للتفكير السطحى للحكومات السابقة، وهو عدم حل المشكلات لكن يتم طرح خدمة تستحوذ على اهتمامات المواطنين شكليا لفترة، مثل إعادة ترميم محطة القطارات بالقاهرة، فخرجت بشكل رائع، لكن لم يكن هناك زيادة لعدد القطارات أو تحسين خدماتها فظلت المشكلة قائمة".
وأضافت: قبل أن يتوفر للمواطن حق الدخول على الإنترنت فى الطريق، ينبغى توفير حقه فى الحياة الكريمة أولا.
لن نلغي الخدمة
من جانبه وجه المهندس هشام عطية، رئيس هيئة النقل العام، رسالة لمن سخروا من إطلاق المشروع قائلًا: "من حق الشعب المصري أن يستمتع بشئ جيد حتة ولو كان بسيطا، فالمواطن يحتاج إلى إن يرى لقطة فكاهية على شاشة العرض تريحه نفسيا وتخرجه من المزاج السيئ الذي يعاني منه".
وأكد "عطية"، في تصريحات لقناة سي بي سي، الاثنين، أنه لم يستاء من سخرية البعض من الخدمة الجديدة، قائلًا "الشعب المصري فكاهي وخفيف الدم، ولكن السخرية لن تدفعنا لإلغاء الخدمة وسنستمر في محاولة تيسير حياة المصريين".
وفيما يتعلق بهامش الربح الذي تحصل عليه الهيئة نتيجة خدمتها، صرح عطية "أن هيئة النقل العام لا تحقق أرباحا من خدمة نقل المواطنين"، مؤكدا أن الدولة تدعم هيئة النقل العام ماليا حتى يتم الحفاظ على سعر التذاكر كما هي دون زيادة.
وأضاف أن هذه الخدمة تابعة للشركات الخاصة، مشيرا إلى أن 40% من أسطول هيئة النقل العام متقادم ولا يصلح للاستخدام.