أطلق الجيش
اللبناني الاثنين، نيران مضاداته الأرضية ضد
مروحيات سورية قصفت اطراف بلدة حدودية في شرق البلاد، في خطوة هي الأولى منذ بدء النزاع في
سوريا المجاورة، بحسب ما أفاد مصدر أمني لبناني.
وقال وزير الدفاع اللبناني فايز غصن في حديث تلفزيوني: "إن لدى الجيش أوامر كافية وصريحة للرد على اعتداءات مماثلة".
وكان مصدر أمني قال: "في وقت سابق من الاثنين انه التزاما بتعليمات قيادة الجيش، اطلقت رشاشات مضادة للطائرات نيرانها باتجاه مروحيات سورية ألقت قنابل على منطقة خربة داوود في جرود بلدة عرسال، من دون ان يؤدي ذلك الى اصابات.
وأشار المصدر إلى أنها المرة الأولى التي تطلق المضادات نيرانها في اتجاه الطيران السوري منذ الذي استهدف مرارا هذه البلدة ذات الغالبية السنية منذ بدء النزاع في سوريا المجاورة منذ منتصف آذار/مارس 2011.
كما أنها المرة الأولى يطلق
الجيش اللبناني نيرانه على طائرات سورية منذ نهاية الحرب اللبنانية (1975-1990)، علما انه كان لسوريا تواجد عسكري في لبنان بين العامين 1976 و2005.
وكان الجيش اللبناني أعلن في 12 حزيران/يونيو انه اتخذ إجراءات "للرد الفوري" على أي "خرق" سوري جديد، وذلك بحسب بيان لقيادة الجيش بعد ساعات من قيام مروحية سورية بقصف وسط هذه البلدة.
وقال غصن في حديث لـ"المؤسسة اللبنانية للارسال": "إنه لدى الجيش أوامر كافية وصريحة من السلطة السياسية بأن يرد على ذلك الاعتداء بالمثل، وما حدث اليوم يدخل في هذا الإطار".
وأضاف "نحن نرد على الاعتداء الذي يصل إلى داخل الأراضي اللبنانية"، مشيرا إلى أنه ومنذ اندلاع الأزمة السورية كان الجيش اللبناني المنتشر على الحدود في كامل امكانياته وجهوزيته للرد على أي شيء يمكن أن يؤثر على وحدة البلد وتركيبة البلد" المنقسم بين مؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد ومتعاطفين مع المعارضة.
وتقع عرسال في شرق لبنان على الحدود مع سوريا، ونزح اليها الآلاف من السوريين منذ بدء النزاع في بلادهم منتصف آذار/مارس 2011، والبلدة ذات الغالبية السنية المتعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية، تعرضت مرارا للقصف من الطيران السوري.
وتفيد تقارير أمنية أن المعابر غير القانونية بين لبنان وسوريا في عرسال تستخدم كممر للنازحين والجرحى من سوريا، إنما كذلك لتهريب السلاح والمسلحين، وهي حركة يحاول الجيش اللبناني ضبطها.
ويعاني الجيش اللبناني من نقص في العتاد لا سيما الثقيل والحديث منه، ويعتمد على آليات مدرعة اميركية ودبابات سوفياتية وبعض المروحيات غير الهجومية، ولا يملك الجيش منظومات دفاع جوي او صواريخ ارض جوي، بل فقط مضادات ارضية عبارة عن رشاشات ثقيلة.
ويأتي اطلاق نيران المضادات غداة إعلان الرئيس اللبناني ميشال سليمان تقديم المملكة العربية السعودية مساعدات عسكرية للجيش بقيمة ثلاثة مليارات دولار هي الأكبر في تاريخه، وسيتم عبر هذه المساعدة شراء تجهيزات للجيش من فرنسا.
وتعد السعودية أحد أبرز الداعمين للمعارضة السورية ضد الرئيس بشار الاسد، وتحالف القوى السياسية اللبنانية المناهضة لدمشق وحزب الله اللبناني حليف النظام السوري.
ويشارك حزب الله في المعارك إلى جانب القوات النظامية السورية ضد مقاتلي المعارضة. ويتهمه خصومه اللبنانيون باستخدام سلاحه لفرض ارادته على الحياة السياسية اللبنانية.