قالت مصادر مطلعة لـ "عربي 21" إن مناهضي
ثورة فبراير الليبية من مختلف الاتجاهات استطاعوا التحالف للانقضاض على مكتسبات الثورة، مستغلين إخفاق الدولة في أداء واجباتها الرئيسية، لدرجة أن رئيس تحالف القوى الوطنية محمود
جبريل ظهر على شاشات الفضائيات يتبرأ من
زيدان ويصفه بالانفرادي والمستبد؛ بعد فترة من قيام الرجل الثاني في التحالف عبدالمجيد مليقطة بتوجيه النقد الشديد لـ "زيدان" حتى وصفه بالخائن.
وقد ساهم استمرار الأداء الضعيف للحكومة وللمؤتمر الوطني في إعطاء ذريعة لنقد الثورة، وذلك من خلال الربط بين الثورة وبين إخفاقات مؤسسات الدولة الانتقالية، حتى بات البعض يعتبر الثوار هم سبب كل الإخفاقات التي تعيشها
ليبيا، ويحملها الفشل الحكومي والتشريعي.
وتقول المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها لصحيفة "عربي 21" الإلكترونية، إن عناصر "الثورة المضادة" جمعت كل الثوار الإسلاميين تحت لافتة الإخوان المسلمين: في محاولة يبدو أن المراد منها توحيد العدو والهجوم عليه خصوصا أن حزب العدالة يمثل الحزب الأكثر حضورا في الساحة السياسية من الإسلاميين، وبالتالي فإن القضاء عليه سيؤدي للقضاء على الإسلاميين بكافة اتجاهاتهم.
وقد برز اسم العقيد خليفة
حفتر الفرجاني مبكرا بعد انطلاق الثورة، حيث منح رتبة لواء بسبب قتاله إلى جانب الثوار، قبل أن تسحب منه هذه الرتبة بسبب بعض الشبهات التي أثيرت حوله. وتقول المصادر الخاصة إن حفتر ركز منذ رجوعه إلى ليبيا في شهور الثورة على جمع الأتباع وتأسيس قوة خارج قوة الجيش والدولة، كما سعى بالتوازي إلى إقناع القبائل في الشرق بالتحالف معه. ومع الانتصار على نظام القذافي، انطلق حفتر إلى منطقة ترهونة التي ينحدر منها ليقنع أعيانها بدعم مخططاته لتنفيذ ما يمكن أن يمثل انقلابا عسكريا يدعمه فيه ضباط من ترهونة وبني وليد، حيث تركزت الخطة على السيطرة على المناطق الحيوية في طرابلس وأهمها المطار، لكن الثوار استطاعوا اعتقال الحبشي (بوعجيلة الحبشي الترهوني آمر كتيبة الأوفياء التي أسسها حفتر وسيطر بها على ترهونة) قائد
الانقلاب الميداني، قبل أن يصدر قرار عن المؤتمر العام بإخراج أتباع القذافي الذين كانوا متمركزين في بني وليد، ومن بينهم سالم الواعر.
وبحسب المصادر الخاصة بـ "عربي 21"، فقد أجهضت محاولة حفتر الأولى واضطر إلى تغيير مخططه وبقي خارج ليبيا لبعض الوقت، ثم عاد وبدأ ينشط على المستوى الإعلامي واقترب من ملاك قنوات تعلن معاداتها للثوار الإسلاميين، مثل قناة ليبيا أولا لمالكها حسونة طاطاناكي، رجل الأعمال المقرب من سيف الإسلام القذافي والمقيم حاليا في الإمارات، وخرج حفتر ليتحدث ضد الإسلاميين والإخوان في قناة طاطاناكي كما واصل تدريب بعض المنضمين لقوته في معكسر لقوات الصاعقة ببنغازي.
وتضيف المصادر أن حفتر عاد بعد عام ليتحرك بمشاركة بعض حلفائه من منطقة "ورشفانة"، ومن بينهم عضو المؤتمر جمعة السايح، كما تسربت صورة حديثة تجمعه مع كل من قائد القوات التي حاصرت الموانئ النفطية في إجدابيا "إبراهيم الجظران" وجمعة السايح. وقد اجتمع حفتر ببعض بيوت قبيلة البراعصة وأعيان منطقة تاجوراء وتواصل مع ترهونة مجددا للحصول على دعمهم لمخططاته، لكن كل تلك الزيارات انتهت برفض أعيان ومشايخ تلك القبائل والمناطق لكل ما طلبه حفتر منهم بخصوص التعاون لضرب الثوار الإسلاميين وربما إسقاط المؤتمر الوطني العام.
ورشحت معلومات عن عقد لقاء بين حفتر وموالين للقذافي في جنوب ليبيا بمشاركة ضباط أمنيين في طرابلس، إضافة إلى عقد اجتماع مؤيد له خارج ليبيا بحضور بعض قيادات التحالف. كما أشارت مصادر مقربة من حفتر أنه قام بزيارة لمصر والجزائر للحصول على دعم لمخططاته، ولم يكشف بعد عن رد هاتين الدولتين على مقترحاته وطلبه للدعم.
وتتحدث المعلومات المسربة من جهاز المخابرات العامة الليبي عن رصدها تحركات لحفتر ومقربين منه تشبه تلك التي رصدت قبيل محاولته الأولى سنة 2012. وهناك من يحدد يوم 10 يناير أو منتصف فبراير موعدا لانقلاب مصمم ليتناسب مع الحالة الليبية حيث لا يوجد جيش واحد يمكن أن ينفذ انقلابا ويفرض الأحكام العرفية، ولهذا فإن مصادر خاصة قالت لـ "عربي 21" إنها تتوقع أن يتحرك حفتر وحلفاءه بعمل عسكري يستهدف الإخوان المسلمين وغيرهم من الإسلاميين، وأنه سيستعين لتحقيق أهدافه بمجموعات منتمية لشخصيات فيدرالية وتشكيلات يقال أنها شكلت من قبل أعوان للساعدي القذافي في الجنوب الليبي ومنطقة المايا غرب وجنوب طرابلس.
وتتوقع مصادر أخرى أن يدعم حفتر خطة تحالف القوى الوطنية التي ترمي إلى إسقاط المؤتمر الوطني يوم 7 فبراير، بحجة انتهاء مدته المقررة بحسب الإعلان الدستوري.