أظهر استطلاع أجرته شبكة "إي بي سي" وصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكيتين تعبير غالبية أمريكية عن ضيقها من الحرب التي شنتها بلادهم على أفغانستان، واستمرت 13 عاما، وقتل فيها 2.289 جندي أمريكي.
وقال الرافضون إنها لم تكن تستحق كل التضحيات المالية والبشرية التي أنفقت من أجلها. وقالت نسبة 66% من الأمريكيين إن المعركة التي بدأت بإجماع أمريكي عام (إثر هجمات سبتمبر) لم تكن تستحق خوضها. وهي نسبة قريبة من استطلاع آخر أجرته الصحيفة والشبكة عام 2010، حيث شكك الأمريكيون في قيمتها.
وقالت نسبة 50% إن الحرب لم تكن تستحق الثمن الذي دفعه الأمريكيون فيها. ورغم التشكك والضيق منها، إلا أن نسبة 55% ترى أهمية الإحتفاظ بعدد، ولو قليل من الجنود الأمريكيين في أفغانستان لدعم عمليات مكافحة المتمردين وتدريب القوات الأفغانية، فيما طالبت نسبة 10% بسحب كامل القوات.
ولا زالت القوات الأمريكية في وضع غامض بسبب رفض الرئيس الأفغاني حامد كرزاي توقيع الاتفاقية الأمنية بين البلدين، والتي تنص على الاحتفاظ بما بين 8-10 آلاف جندي أمريكي في أفغانستان بعد عام 2014؛ موعد الانسحاب الأمريكي.
وتقوم الولايات المتحدة بتسريع عمليات سحب جنودها، حيث انخفض عددهم من 47 ألفا إلى 32 ألف جندي. وتقول إدارة الرئيس أوباما أن أي تأخير في توقيع الإتفاقية قد يقود إلى انسحاب كامل للقوات الأمريكية كما حدث في العراق عندما لم توقع الحكومتان الأمريكية والعراقية على الإتفاقية الأمنية. وخفف البيت الأبيض من لهجته في الأسبوع الماضي حيث كان يطالب بتوقيع الاتفاقية قبل نهاية العام؛ مؤكدا على ضرورة المصادقة السريعة على الدور الأمريكي المخطط له.
ويشير الاستطلاع إلى أن الدعم لخطط طارئة وتدريب القوات الأفغانية على عمليات مكافحة التمرد يتجاوز التأييد داخل الحزبين إلى المستقلين، حيث يرى هؤلاء ضرورة الإبقاء على عدد محدود من القوات الأمريكية. وتنقسم الغالبية التي ترى أن الحرب على أفغانستان كانت عبثية ولا تستحق ما قدم من أجلها، بين من يرى ضرورة الاحتفاظ بقوات أمريكية، وبين من يطالب بسحب القوات جميعها. وتدعم النسبة القليلة التي تقف وراء الحرب فكرة وجود أمريكي في أفغانستان بعد عام 2014.
ويدعم الاستطلاع الأخير نتائج استطلاع آخر أجرته وكالة أنباء "اسوشيتدبرس"، ونشرت نتائجه يوم الأربعاء، وفيه قالت نسبة 57% إن أمريكا ارتكبت خطأ بقرار شن الحرب على أفغانستان، وإن عبرت عن مشاعر فيها مزيج من الرغبة في الاحتفاظ بالقوات الأمريكية. وحصل أوباما على دعم شعبي متدنٍ للطريقة التي تعامل من خلالها مع الوضع، حيث دعمت نسبة 45% طريقة إدارته للملف، فيما لم ترض نسبة 53% عن أدائه.
ويظهر الاستطلاع الأخير التعب الذي أصاب الرأي العام من الحرب واستمرارها، ويقف هذا على طرفي نقيض مع الدعم الشعبي للحرب التي بدأت بغارات جوية، وجاءت بعد أقل من شهر على هجمات إيلول/ سبتمبر 2001. فقد أظهر استطلاع أجرته الصحيفة يوم الهجوم أن نسبة 94% تدعم الحرب. وظل الدعم مستمرا لستة أشهر بعد الإطاحة بطالبان، وبنسبة 91%. لكن النسبة بدأت بالتناقص. ففي بداية عام 2007 قالت نسبة 56% إن الحرب كانت تستحق خوضها، في وقت بدأ فيه الدعم لحرب العراق ينخفض. واستمر عدم الرضا عن مسار الحرب حتى عام 2009، حيث قتل أكثر من 300 جندي أمريكي، وحتى 2011 الذي يعتبر من الأكثر السنوات دموية.