قالت صحيفة معاريف
الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم إن "لقاءً ونقاشا نادرا تمّ أمس في مؤتمر للسياسات العالمية في موناكو بين ممثل العائلة المالكة
السعودية، وبين ممثلين إسرائيليين". وأضافت الصحيفة إن الأمير
تركي الفيصل، الذي كان رئيس الاستخبارات السعودية (قالت السرية) وسفير بلاده في الولايات المتحدة، جلس على المنصة مع إيتمار رابينوفيتش الذي كان نظيره في الولايات المتحدة، وتحاور مع النائب في الكنيست مئير شطريت.
تقول الصحيفة إن الأمير بادر رابينوفيتش مبتسما بالقول "كنا ذات مرة في نفس العمل"، وذلك "كتلميح إلى مسؤولية شطريت عن ملف الاستخبارات".
مراسل صحيفة معاريف (جدعون كوتس) دخل على الخط، وسأل الأمير عما يقال "عن بداية تعاون أمني بين بلاده وإسرائيل". فرد الفيصل بالقول إنه "لا يصدق" تقرير وكالة الأنباء الايرانية عن لقاء عقد مؤخرا في جنيف بين مسؤولي جهازي الاستخبارات الإسرائيلي والسعودي.
بدوره، يضيف المراسل "أبدى النائب شطريت ودا نحو (الفيصل) وعرض عليه "المجيء لإلقاء كلمة في الكنيست، فرد عليه الفيصل بأن ذلك لن يكون مجديا طالما لم ترد إسرائيل على مبادرة السلام العربية للملك عبدالله، عاهل السعودية".
وبحسب المراسل، دعا الفيصل "إسرائيل إلى قبول المبادرة كي يكون ممكنا بعد ذلك التفاوض على تفاصيلها"، مشيرا "إلى أن عناصر الحل معروفة؛ إقامة دولة فلسطينية في حدود 67 مع تبادل للأراضي والقدس كعاصمة".
ويضيف مراسل معاريف أن الأمير "السعودي أثنى على الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وأعرب عن أمله في أن تؤتي ثمارها، لكنه قال إن نتنياهو وأبو مازن يحتاجان إلى شخصية "شيخ كبير" يمنحهما رعايته، معربا عن شكه في أن يكون بوسع الرئيس أوباما أداء الدور في مواضيع مثل تبادل الأراضي، القدس أو الترتيبات الأمنية".
وقال الفيصل، والكلام لمراسل معاريف "إذا ما تراجع أوباما، كما في مواضيع أخرى، فإن كل الآمال ستتبدد"، وذلك، كما فهم المراسل، في تلميح إلى تراجع "أوباما في موضوعي النووي الإيراني وسوريا".
أما النائب شطريت فاقترح بحسب معارف أن "تأخذ السعودية على عاتقها دور "الشيخ الكبير"، فيما رأى الفيصل أن "حل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني سيؤدي إلى حل المشاكل الأخرى في المنطقة".
ويقول مراسل معاريف إن الفيصل "تناول مسألة الاتفاق النووي مع إيران وقال إن الخيار العسكري يجب أن يبقى على الطاولة إلى جانب الضمانات، وأن يندرج أيضا في إطار أوسع من المباحثات على منطقة خالية من السلاح النووي؛ وفي إطارها ينبغي إدارة مفاوضات مع إسرائيل".
وشدد الفيصل بحسب معاريف "على دور إيران في إدخال قوات مقاتلة إلى سوريا، ودعمها لحزب الله الذي يدير سياسة مناهضة للسعودية في لبنان ويتهمها بالمسؤولية عن الهجوم على السفارة الإيرانية".
وطالب الفيصل "بضم مجلس التعاون الخليجي إلى المفاوضات مع إيران لأن له صلة مباشرة بالموضوع، أكثر مما لمجموعة الدول العظمى الستة". أما في الملف السوري فسخر الفيصل، بحسب الصحيفة من الرئيس أوباما الذي طرح "خطوطا حمراء أصبحت مع الزمن وردية الى أن ابيضت تماما". واتهم الغرب بـ "الإهمال الإجرامي" في موضوع سوريا.