أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية في
غزة إسماعيل
هنية مساء السبت عن مشاريع استراتيجية ستنفذها حكومته مستقبلا في المناطق التي تضررت بشكل كبير خلال المنخفض الجوي القطبي، وذلك لتلافي أحداث مماثلة مستقبلا في هذه المناطق.
وأوضح هنية في تصريحات للصحافيين خلال جولة تفقدية قام بها مساء السبت للمنطقة المتضررة من المنخفض الجوي في جباليا شمال القطاع، أن الحكومة حددت ثلاثة مراحل للتعامل مع المنخفض.
وذكر أن أولى هذه المراحل هي التعامل مع الوضع القائم بتوفير مراكز إيواء للمتضررين وضخ المياه من المناطق التي تجمعت بها المياه، وتقديم الأغطية والفرش والمواد الغذائية والأدوية وإنقاذ المحاصرين.
وبين هنية أن المرحلة الثانية تتضمن التعامل مع الأضرار والتدمير الذي حدث للمنازل والمنشآت والأراضي الزراعية والطرق.
ولفت إلى أن المرحلة الثالثة هي تنفيذ مشاريع استراتيجية في المناطق التي تضررت على مستوى القطاع والتي يقدر عددها بسبع مناطق وذلك لتلافي ما حدث مستقبلا.
وأشار هنية إلى أن الوزارات المعنية تكفلت بوضع المخططات اللازمة لهذه المناطق ليتم التعامل معها مستقبلا.
ونبه إلى أنه طمأن المواطنين الذين تفقدهم في جباليا، بأن الحكومة وحركة حماس والمؤسسات الخيرية والإنسانية ستقوم بكل ما يلزم من أجل تخفيف آثار هذه العاصفة، مشددا على أنهم سيقومون بكل الالتزامات تجاه أبناء الشعب الفلسطيني.
وقال: "أطمئن كل أبناء شعبنا أن الوضع تحت السيطرة رغم الصعوبات، فهناك استنفار كامل في كل الوزارات ومؤسسات الحركة إلى جانب كتائب القسام للتعامل مع ما يجري".
وأشار هنية إلى الاتصالات التي أجراها، لافتا إلى القرارات التي اتخذها أمير
قطر الشيخ تميم بن حمد، بتقديم خمسة ملايين دولار مساعدة عاجلة، و10 ملايين دولار من قطر للسلطة الفلسطينية في رام الله ثمن ضريبة وقود محطة توليد الكهرباء، إضافة إلى سفينة الوقود التي تكفي محطة الكهرباء من 3 إلى 4 أشهر.
وأكد أن هذه القرارات تدلل على أصالة الموقف العربي القطري وأنها تنطلق من الالتزامات العربية والإسلامية.
ولفت كذلك إلى تلقيه رسالة من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أكد فيها وقوف
تركيا تجاه غزة واستعدادها لتقديم كل ما يلزم من أجل تخفيف الأضرار الناتجة عن المنخفض.
ونبه هنية إلى اتصاله بالأمين العام لجامعة الدول العربي نبيل العربي، حيث طالبه بضرورة تفعيل قرار الجامعة العربية تجاه الحصار على غزة، موضحا أنه سيخرج ببيان واضح ومحدد وقوي يطلب من الدول العربية الوقوف إلى جانب فلسطين.
جلسة تبحث احتياجات غزة
وأشار كذلك إلى اتصاله بالأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، موضحا أن أوغلو وعده بتخصيص جلسة خلال المؤتمر الذي يعقد حاليا في تركيا لبحث قضايا غزة واحتياجاتها على الصعيد الإسلامي.
وأشاد هنية بصمود وتكاثف المواطنين خلال المنخفض الجوي، مشيرا إلى أن العديد من الفصائل قدمت خدماتها للمواطنين وأخرى أرسلت للحكومة رسائل تؤكد وقوفها إلى جانب الحكومة والمساعدة في تخفيف معاناة المواطنين.
وشدد على أن أهل قطاع غزة قادرون على الصمود والخروج من المحنة، مضيفا: "هناك من كان يتصور أن غزة يمكن أن تسقط تحت الصقيع والتقصير العربي".
وقدم هنية شكره لكافة وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية التي تحملت المسؤولية، وقامت بواجباتها في تغطية أحداث المنخفض ونقلت صورة ومعاناة المواطنين.
64 مليون دولار خسائر القطاع
وفي السياق نفسه، قال وزير الأشغال العامة والإسكان في غزة يوسف الغريز إن الخسائر الأولية المباشرة للمنخفض الذي ضرب قطاع غزة على مدار أربعة أيام قدرت بنحو 64 مليون دولار.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة مساء السبت، أن كمية الأمطار التي سقطت على القطاع بلغت حوالي 300 مليون لتر مكعب بنسبة 85% من المعدل السنوي، وأن سرعة الرياح بلغت نحو 70 كليومترا في الساعة، بشكل يفوق قدرة الأجهزة للتعامل مع المنخفض.
وبين الغريز أن نحو سبعة آلاف أسرة تضررت من المنخفض بواقع 40 ألف نسمة، وأن ما يزيد على 3300 وحدة سكنية تعرضت للغرق، فيما تم إيواء 900 أسرة في 19 مركز موزعة مؤقتا على كافة أرجاء القطاع.
وأشار إلى أن أضرار البنية التحتية والطرق تقدر بنحو 12مليون دولار، بجانب تضرر نحو ألف وحدة صناعية وتجارية بخسائر مالية تقدر بحوالي ثلاثة ملايين دولار، مشيرًا إلى أن القطاع الزراعي تضرر بتكلفة سبعة ملايين دولار، وأن قطاع النقل والمواصلات تضرر بتكلفة مليوني دولار.
وأوضح أن الاحتلال فتح السدود المائية على الحدود الشرقية للقطاع، ما أدى لغرق عدة مناطق سكنية، مبينُا أن الأحياء السكانية القريبة من التجمعات المائية غرقت بالكامل كبركة الشيخ رضوان وسط مدينة غزة والصفطاوي وأبو راشد في شمال غزة والجنينة في رفح والأمل في خانيونس.
وذكر الغريز أن الأضرار قابلة للزيادة في أي لحظة، مثمنا كافة الجهود التي ساعدت أهالي القطاع.