طالبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (
اليونيسيف) الإسراع في اتخاذ خطوات فعالة من أجل تقديم مساعدات عاجلة للأطفال السوريين، مشيرة إلى أن عدد الأطفال المحتاجين لمساعدات عاجلة في ظروف الشتاء الصعبة هذا العام، زاد 4 أضعاف عددهم في العام الماضي. فيما يعاني مئات الألوف من أوضاع المطر السيئة في مخيم اللاجئين الزعتري، شرق الأردن.
وأوضحت الناطقة باسم اليونيسيف، ماركسي ميركادو، في تصريحات أدلت بها لمراسل الأناضول، أن هناك قرابة 5 ملايين ونصف مليون طفل سوري، يعيشون في ظروف صعبة، بسبب الحرب الدائرة في سورية، ويواجهون ظروفا مناخية سيئة للغاية في فصل الشتاء.
ومضت قائلة "بسبب الحرب الدائرة في سورية منذ 3 أعوام، تزداد الظروف المعيشية للسوريين سوءً من وقت لأخر"، لافتة إلى أنه في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، كان عدد الأطفال المتأثرين من الأزمة في سورية، حوالي 1.5 مليون طفل داخل سورية، و323 ألفا آخرين بدول الجوار السوري.
وأشارت إلى أن الأرقام هذا العام توضح أن هناك 4.3 مليون طفل داخل سورية تأثروا من تلك الأحداث، و1.2 مليون مثلهم في المخيمات الموجودة بدول الجوار.
وأكدت ميركادو ضرورة الإسراع في تقديم مساعدات لهولاء الأطفال، مطالبة بإدخال أنظمة الصرف الصحي في المخيمات التي يقيم فيها
اللاجئون السوريون بدول الجوار، وتزويدها بأنظمة تدفئة تمر من أسفلها.
جاء هذا في وقت اشتكى فيه سكان
مخيم الزعتري من غمر المياه لخيامهم.
فيما أكد مسؤول أردني إن الخيام التي غرقت جراء مياه الأمطار في مخيم الزعتري يوم الأربعاء، "لا يزيد عددها على عشرين خيمة وكلها غير مأهولة باللاجئين السوريين من الأساس".
وكان عدد من اللاجئين في المخيم اشتكوا من غرق خيامهم بمياه الأمطار خلال الأيام الماضية جراء الطقس البارد الذي يضرب المنطقة بشكل عام، كما اشتكوا من وعدم حصولهم على المدافئ الخاصة التي تساعدهم على الوقاية من برد الصحراء، نظرا لأن المخيم موجود في منطقة صحراوية.
وفي تصريحات خاصة لوكالة الأناضول أضاف العميد وضاح الحمود مدير إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن (إدارة حكومية)، أننا "لم نبلغ عن أي حالة غرق في مخيم الزعتري بالنسبة للخيام الموجودة هناك ، حيث أن مكتب الشكاوي الموجود داخل مقر مفوضية شؤون اللاجئين وكذلك إدارة المخيم لم تبلغ بأي حالة غرق " .
وعن الخيام التي غرقت بين الحمود أن "عددها لا يزيد على عشرين خيمة وهي غير مسكونة باللاجئين السوريين وتم توزيع 32 ألف من الشوادر والسواتر على اللاجئين في المخيم لمنع تسرب مياه الأمطار إلى داخل الخيام ولتغطية أسطح الكرفانات والخيام، كما تم عمل مزاريب ( فتحات تسريب المياه) بمحيط الخيام لسهولة تصريف مياه الأمطار ومنع غرق الخيام هناك".
وأوضح الحمود أن "إدارة مخيمات شؤون اللاجئين استطاعت وبالتنسيق مع المنظمات الدولية والجهات المانحة من تأمين 3000 كرفان خلال أقل من شهرين ، ليصبح الإجمالي للكرفانات في مخيم الزعتري 20 ألف كرفان ، وأن الخيام المتبقية هي 3000 تقريبا ".
وكان محمود الحوراني أبو خالد ( 45 عاما ) لاجئ من مدينة درعا السورية، قال لوكالة الاناضول: "أعيش في خيمة مع عائلتي المكونة من خمسة أفراد، وقد عانينا من الأمطار الغزيرة التي ملأت خيامنا ، لكننا تعايشنا مع الوضع وقمنا بفتح القني لإخراج مياه الأمطار من داخل الخيمة، وتم ذلك بالفعل وقمنا بتغطية أنفسنا بأربعة وخمسة بطانيات على الشخص الواحد لندفئ أنفسنا ، لعدم وجود مدفأة عندنا".
وبينت ميساء المحاميد (33 عاما)، أن "شدة البرودة تسببت في مرض طفليها محمود وتالا ، وأن خيمتها مليئة بالعلاجات التي لا تنفعهما بشيء من شدة البرودة ، فالعلاج والماء البارد لن يجدي نفعا".
وتعليقا على موضوع المدافئ والأدوية قال العميد وضاح الحمود " بأن كل لاجئ داخل المخيم معه كرت خاص من مفوضية شؤون اللاجئين يحصل من خلاله على مدفأة، لكن الذين لم يحصلوا على المدافئ هم اللاجئين الذين خرجوا من المخيم ثم عادوا إليه ولم يصوبوا أوضاعهم، وعليهم مراجعة المفوضية لتصويب أوضاعهم للتنسيق مع المنظمة النرويجية وإعطائهم المدافئ الخاصة بهم " .