اختتمت، مساء السبت، فعاليات الدورة الـ 13 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، على وقع تتويج الفائزين بالجوائز الخمس للمسابقة الرسمية، وبحضور العشرات من نجوم
السينما العالمية والنقاد والمفكرين.
وقال المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، رئيس لجنة تحكيم المهرجان، خلال حفل الختام، إنه "مرتاح لجودة الأفلام التي عرضت خلال المسابقة الرسمية لهذه الدورة"، مضيفا أن ذلك يٌؤشر "على أن الصناعة السينمائية خلال السنوات القادمة ستعرف إبداعات بجودة عالية".
الحضور العربي على لائحة جوائز المهرجان اقتصر على فيلمين تم إنتاج أحدهما بشراكة بين
المغرب والإمارات وفرنسا، وهو فيلم "الحمى" الذي حاز بطلاه الممثلان الفرنسيان "سليمان الدازي" و"ديديي ميشون" مناصفة على جائزة أفضل دور رجالي، وآخر بعنوان "الخونة" وهو إنتاج مغربي أمريكي، فيما تم عرض عدد من الأفلام السينمائية المغربية خارج عروض المسابقة الرسمية للمهرجان.
وفي حديث للأناضول قال الممثل المغربي والنائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية ياسين أحجام، إن تنظيم المغرب لمثل هذه التظاهرات العالمية يساهم في تطوير السينما المحلية، ويعرف شرائح واسعة من المجتمع على أهم الإبداعات السينمائية العالمية.
ويرى نقاد سينمائيون أن
المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بدأ يحظى بشهرة عالمية متزايدة خلال السنوات الأخيرة، خاصة في المنطقة العربية، بعد "الفتور" الذي أصاب عدد من المهرجانات السينمائية ببلدان الجوار جرّاء الاضطرابات السياسية التي عرفتها على منذ عام 2011.
وأعلنت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، مساء السبت، عن أسماء الفائزين بجوائزها الخمس الرئيسية؛ حيث حصل الفيلم الكوري الجنوبي "هان كونك - جو" على النجمة الذهبية (الجائزة الكبرى) لمهرجان مراكش، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم للأمريكي للفيلمين "الدمار الأزرق" والكوبي "حوض السباحة".
وبينما كانت جائزة أفضل إخراج من نصيب المخرج الإيطالي "أوندريا بالاورو"، واقتنصت الممثلة السويدية "أليسيا فيكاندير"جائزة أفضل دور نسائي، وحصد الممثلان الفرنسيان سليمان دازي وديديي ميشون جائزة أفضل دور رجالي.
وبالموازاة مع المنافسة حول جوائز المهرجان الرئيسية، نظمت مسابقة "سينما المدارس" التي شاركت فيها أفلام قام بإخراجها طلبة المدارس والمعاهد السينمائية في المغرب، و حاز شابان مغربيان من مدينة مراكش يتابعان دراستهما السينمائية بإحدى مدارسها على هذه الجائزة، حيث ستقوم إدارة المهرجان بتمويل الفيلم القصير المقبل لهما بملغ قدره 300 ألف درهم مغربي (36 ألف دولار).
وأثناء حلقات فكرية وثقافية، اقتسم عدد من كبار المخرجين والمفكرين العالميين مع جمهور المهرجان وطلبة المعاهد السينمائية المغربية تجاربهم المهنية وتصوراتهم الخاصة حول الفن السينمائي، كالمخرج الأمريكي "جيمس كراي" والمخرج الدانماركي "نيكولاس ويندينك ريفن" ، والفيلسوف الفرنسي "ريجيس دوبري".
كما استضاف المهرجان عددا من المكفوفين وضعاف البصر، مكنهم استعمال تقنية "الوصف السمعي" للأفلام من متابعة عدد من الأعمال العالمية، حيث تُوَفر لهم أجهزة استماع، وصفا للقطات الفيلم التي حالت إعاقاتهم بينهم وبين رؤيتها.
وكانت ساحة "جامع الفنا" التاريخية بمدينة مراكش، والتي صنفتها منظمة اليونيسكو تراثا عالميا مسرحا للقاء أبناء هذه المدينة وزوارها بأبرز الوجوه السينمائية العالمية، كالمخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، والمخرج الأميركي تيري وليام، والممثلة الفرنسية ماريون كوتيار، خلال عرض أفلامهم على شاشة عملاقة نصبت وسط هذه الساحة التاريخية.