• هل يختلف مجلس الأمة لدينا عن غيره من مجالس الأمة في الدول العربية؟!
كلنا يتذكر الأيام التي كنا نسخر فيها من مجلس النواب العراقي أيام صدام، وكيف كان خاضعاً للنظام، وكلنا يتذكر أيام مجلس الشعب المصري إبان حكم مبارك، وكيف كان فتحي سرور، الذي التقينا به مرة في جلسة خاصة عندما زار
الكويت ولمسنا قوة شخصيته وحنكته، بالرغم من كونه يبدو هزيلا صغير الحجم، كيف كان يطوّع المجلس ويجعله تحت أمر الرئيس، وكلنا يتابع مجلس الشعب السوري الذي لا يكاد أعضاؤه يتوقفون عن التصفيق الحار والابتسامة المصطنعة كلما دخل عليهم بشار، وهو ما ينطبق أيضا على مجلس الشعب الايراني الذي يعتبر أحد ديكوارت الدولة الفارسية التي تقبع تحت سلطة المرشد، فكانت هذه المجالس كما يصفها المصريون مجالس «عرّة وشخشيخة ومجالس زور» في يد الأنظمة.
المصريون أسموا مجلسهم الحالي مجلس الطراطير أيضا، والطرطور في اللغة هو الشيء الدقيق الطويل، والطرطور أيضا هو القلنسوة طويلة الرقبة، وعندما يقال شخص
طرطور فتعني الشخص الطويل الدقيق، ورجل طرطور تعني رجلا تافها أو لا قيمة له. وفي المناسبة فإن لكلمة طرطور كلمة أخرى تناغمها وهي
طرطير، وطرطير كلمة معرّبة من كلمة يونانية «ترتير» وهي حمض الطرطريك، الذي يشكل في الفواكه في الخمر، ومن عجائب اللغة تشابه الجمع في كل من كلمة طرطور وكلمة طرطير بالرغم من اختلاف معانيهما، فجمعهما كلمة طراطير، وعليه ينطبق إطلاق مصطلح مجلس الطراطير على مجالس النواب والشعب في تلك الدول، لأن فيها رجالا تافهين ضعفاء مرتشين أداة في يد النظام الحاكم.
وما دمنا في ذكر المجالس النيابية وما عليها من سوء، فلابد أن نذكر مجلس الأمه لدينا، الذي اصبح للاسف في هذه الحقبة شبيها بتلك المجالس في الدول التي ذكرناها، والأدلة الكثيرة وما الجلسة الأخيرة إلا أكبر دليل على ذلك، والتي تم فيها إسقاط استجواب رئيس الوزراء في أبشع ممارسة فرّغت الدستور من أدواته، وما تطاول أحد النواب المشتبه في كونه من القبيضة على أحد النواب الشرفاء إلا دليل آخر، فلم نكد نستفيق من مجلس القبيضة والمرتشين حتى جاءنا مجلس البصامة!
• •
نعيش هذه الأيام ذكرى عظيمة خلد فيها الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه واحدة من أهم الفتوحات الاسلامية التي فتحت بلاد المجوس والفرس وحوّلتهم من عبادة الأوثان وعبادة العباد والنار إلى عبادة رب العباد في معركة القادسية في القرن الرابع عشر الهجري، التي استمرت أربعة أيام من السادس عشر من نوفمبر الى التاسع عشر، والتي انتصر فيها المسلمون على يد قادتهم الأسد سعد بن أبي وقاص المبشر بالجنة، والقعقاع بن عمر وخالد بن عرفطة وهاشم بن عتبة وزهرة بن الحوية، وكان فيهم المئات من الصحابة الذين حارب بعضهم في بدر وبايع منهم بيعة الرضوان، فدك الله حصون الفرس المجوس على أيديهم وفتحت بلاد فارس وسقط ملكها يزدجرد وقتل قائد جيشها رستم فرخزاد شر قتلة، وهي من أسباب كراهية الفرس المجوس للعرب حتى تاريخنا هذا.
• •
عجبت من هذه اللغة ففيها كلمات لا تترادف بالمعنى، ولكنها تترادف باللحن والمقصد حين تشبه بها شيئا تافها فتقول صرصور وطرطور وطرطير.
• •
إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
بدر البحر
[email protected]
(عن القبس الكويتية)