سياسة عربية

الصلابي لـ"عربي21": حركات التحرر تنتصر بالنهاية مثلما حدث في المغرب والجزائر (شاهد)

ليبيا تشهد انقساما سياسيا منذ أكثر من 13 عاماً يوزع البلاد بين معسكر في الشرق وآخر في الغرب - صحفته على الفيسبوك
ليبيا تشهد انقساما سياسيا منذ أكثر من 13 عاماً يوزع البلاد بين معسكر في الشرق وآخر في الغرب - صحفته على الفيسبوك
أكد المؤرخ الليبي والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي الصلابي، حتمية انتصار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، على الاحتلال الإسرائيلي في الحرب المندلعة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وفي تصريحات خاصة لـ"عربي21"، قال الصلابي إن "من سنن الله تعالى أن إرادة الشعوب تنتصر على إرادة الطغاة والظالمين، وحركات المقاومة تنتصر في النهاية"، مذكّرا في الوقت نفسه بأن "قضية غزة وفلسطين قضية الأمة جمعاء، وقضية جميع الأحرار في العالم، وخاصة في ظل هذا الظلم الصارخ ومحاولة الإبادة الجماعية".

وفي حين اعتبر أن "هناك مكرا عظيما لحق بأهل أغزة والفلسطينيين والشعوب المستضعفة"، فإنه لفت إلى أن "من سُنن الله كذلك أن تكون أدنى نقاط ضعف الأمم هي بداية نهوضها"، غير أن الصلابي لم يستبعد أن تستغرق هذه العملية وقتا "وتدخل في باب مكر الله ضد الظالمين"، مشدّدا على أن "مشيئة الله وإرادته دائما منحازة إلى المظلومين ضد الظالمين".

وفي هذا الإطار، استحضر الصلابي، بذاكرة المؤرخ، كيف أن حركات التحرر والمقاومة تستغرق وقتا لكنها تنتصر في النهاية، "مثل ما حصل في المغرب الأقصى مع عبد الكريم الخطابي وتحقق التحرر في عهد الملك محمد الخامس".


اظهار أخبار متعلقة


وأشار إلى أن الأمر نفسه تكرر "في الجزائر مع الأمير عبد القادر حيث استغرقت ملحمة الجهاد والمقاومة أكثر من 130 عاما وفي نهاية الأمر اندحر الاحتلال الفرنسي". وفي ليبيا، قاد عمر المختار حركة المقاومة إلى أن استشهد و"ناضل الشعب حتى تحقّق الاستقلال".

وبخصوص أوضاع ليبيا حالياً، أكد الصلابي أن "الليبيين يريدون مصالحة سياسية حقيقية"، معتبرا أن الشعب "مهيأ لذلك".

وتوقع المؤرخ الليبي أن يدخل الليبيون في "حوارات سياسية تفضي إلى خارطة طريق يرضى عنها أغلب الليبيين"، مرجّحا أن تغلب كفة الحلول السياسية على القتال وإزهاق الدماء لأن الليبيين ينبذون الحرب والعنف و"لا يريدون العودة إلى ذلك الوضع". 

وتشهد ليبيا انقساما سياسيا منذ أكثر من 13 عاماً يوزع البلاد بين معسكر في الشرق موال للمتقاعد خليفة حفتر ويتخذ من بنغازي مقرا، ومعسكر آخر في الغرب يتخذ من العاصمة طرابلس مقرا له ويعتبر المجلس الرئاسي أبرز مؤسساته.

وبعد انفراجة لفترة وجيزة على طريق إنهاء الانقسام، دخلت ليبيا في أزمة جديدة إثر قرار مجلس النواب سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية في أيلول/ سبتمبر 2021، وسرعان ما كلّف حكومة جديدة في آذار/ مارس 2023، إلا أن الحكومة الجديدة لم تتمكن من دخول طرابلس وسط رفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، تسليم السلطة "إلا لسلطة منتخبة" معتبرا أن ولاية حكومته لا تنتهي إلا بإجراء الانتخابات العامة.



اظهار أخبار متعلقة


ورغم أن نجاح إجراء الانتخابات البلدية الموسعة في 58 بلدية في كل مناطق ليبيا، أخيرا، أعاد الزخم لجهود الدفع نحو إجراءات انتخابات عامة قريباً تنهي الانقسام وتوحد البلاد، إلا أن الأزمة امتدت كذلك إلى المجلس الأعلى للدولة، وهو هيئة استشارية تأسست بديلا عن المؤتمر الوطني العام بعد اتفاق المغرب 2015. ويشهد "الأعلى للدولة" نزاعا قضائيا بين محمد تكالة الذي رفض نتائج انتخابات الرئاسة التي أجريت مطلع آب/ أغسطس الماضي، وبين خالد المشري الذي اعتبر نفسه فائزا بفارق صوت واحد.

ويعتبر مجلس الدولة الشريك الأساسي لمجلس النواب في قيادة العملية السياسية في ليبيا، إلا أن حالة الصراع والانقسام الحاد حولت المجلسين إلى غطاء سياسي لطرفي الصراع، حيث يوالي مجلس الدولة سلطات طرابلس، بينما يقف مجلس النواب في صف معسكر الشرق.
التعليقات (0)