صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: أوروبا تترقب طوفانا من المهاجرين الإسرائيليين الجدد

مناهضة الاحتلال بفعل جرائمه تتصاعد في أماكن غير مسبوقة في أوروبا- جيتي
مناهضة الاحتلال بفعل جرائمه تتصاعد في أماكن غير مسبوقة في أوروبا- جيتي
في أعقاب ما شهدته العاصمة الهولندية أمستردام قبل أسابيع، تزايدت التقديرات الإسرائيلية المتشائمة بشأن تراجع التأييد الأوروبي لدولة الاحتلال، لا سيما في أوساط الشباب الليبرالي في القارة العجوز.

وتعبر تلك الشريحة عن صدمتها من الصور الفظيعة للجرائم الإسرائيلية التي تأتي من قطاع غزة، الأمر الذي بات ينعكس على كل تواجد إسرائيلي في أوروبا، بحيث أنه في كل مرة يسمع أي أوروبي شخصا قادما من إسرائيل، لا يتردد في إبداء التذمر أمامه.

نير كيبنيس الكاتب في موقع واللا، ذكر أن "النسبة الغالبة بين الشباب الأوروبيين، تشير إلى أن جزءا كبيرا منهم مؤيد للفلسطينيين، ويتوافق ذلك مع أجندة ليبرالية، تقدس الحرية، وبالتالي معادية للاحتلال، وبات تسويق النضال الفلسطيني على شكل نماذج تضامنية، ولو كانت قبعة تتناسب مع أزياء الشتاء، وبجانب ذلك تمردهم على جيل الآباء الأوروبيين المحافظين المتعاطفين عموما مع الفكرة الصهيونية، بما يرمز للماضي الاستعماري".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "مظاهر التضامن الأوروبي مع الفلسطينيين باتت تأخذ أشكالا عديدة، ومنها تعليق العلم الفلسطيني على نوافذ شقق الطلاب الجامعيين، مع ملاحظة أنه في الدول الإسكندنافية يكاد يكون التعاطف مع النضال الفلسطيني مطلقا، وفي ألمانيا وفرنسا، أكبر دولتين في أوروبا، أصبحت الصورة أكثر تعقيدا بالفعل، حيث بتنا نرى تأييدا واسعا في شوارعهما للنضال المؤيد للفلسطينيين".

اظهار أخبار متعلقة



وزعم أن "العدوانية الأوروبية المتصاعدة للاحتلال الإسرائيلي، والتضامن مع الفلسطينيين، ولدها المهاجرون الجدد من البلدان العربية، والجيلان الثاني والثالث من المهاجرين الأكبر سنا من البلدان الإسلامية، مقابل حالة من الصمت والغياب من آلة الدعاية الإسرائيلية، سواء المبادرات الخاصة أو الحكومية، رغم أن بعض الطلاب ورجال الأعمال والسياح الإسرائيليين، يقومون بدعاية أفضل بكثير من التغريدات الغاضبة ليسرائيل كاتس الذي انتقل من وزارة الخارجية إلى وزارة الحرب".

وأوضح أن "الحكومات الأوروبية الساعية للحفاظ على استقرارها، نرى منها اصطفافا مع الموقف المناهض لإسرائيل، وهي سياسة تسعى لاسترضاء الأقلية المسلمة الكبيرة في بلدانها".

في المقابل، يستدرك الكاتب أن "ما تشهده عدد من الدول الأوروبية، لا سيما البرتغال، من هجرات يهودية متصاعدة، لم تنجح في كبح جماح العداء الأوروبي المتصاعد تجاه الاحتلال، صحيح أن معظم الإسرائيليين هاجروا إلى أوروبا بسبب الانقلاب القانوني في 2023، وقد يتجدد أكثر الآن بعد انتهاء وشيك للحرب، وهم في المقام الأول غادروا الدولة بسبب ما يفسرونه تآكل الطابع الديمقراطي لإسرائيل، رغم أنهم قد يكونون مخطئين، ويحكمون على أنفسهم وأحفادهم بحياة من هم في خطر دائم في ظل تصاعد العداء لهم من قبل الأوروبيين، سواء الأصليين أم المهاجرين".

وأوضح أن "الأمر المؤكد أن إسرائيل تستنزف بعضا من مواطنيها الأكثر كفاءة، ولم يعد هذا هجرة للأدمغة فقط، بل حركة هجرة صغيرة، ويمكن أن يحول هذا التدفق الإسرائيلي المهاجر إلى أوروبا لطوفان ممن لا زالوا يمنحون المزيد من الفرصة للمظاهرات الاحتجاجية ضد حكومة اليمين في تل أبيب، لأن ما يمكن اعتباره اليوم قطرة من هذه الهجرات، فقد يكون فيضانا في المستقبل".
التعليقات (0)

خبر عاجل