حذر علي
لاريجاني مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في
إيران، آية الله علي خامنئي، من الرد "غير المدروس" على ضربات الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت إيران الشهر الماضي، مشددًا على ضرورة التعامل بحذر.
وجاء تحذيره بعد ساعات من إعلان فوز المرشح الجمهوري دونالد
ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وقال لاريجاني، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي مساء الخميس الماضي: "إسرائيل تسعى لنقل الصراع إلى إيران، ويجب أن نتصرف بحكمة لتفادي الوقوع في هذا الفخ والابتعاد عن الردود غير المدروسة".
وأضاف لاريجاني، الذي يعد من الشخصيات البارزة في السياسة الإيرانية وكان رئيسًا سابقًا للبرلمان، أن "تحركاتنا وردود فعلنا يجب أن تكون محددة وفقًا لاستراتيجية واضحة، لذا فإن علينا تجنب الردود العاطفية أو المتهورة، والتمسك بالعقلانية التامة".
وفي وقت سابق، صرح الرئيس الإيراني مسعود
بزشكيان بأن أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار بين حلفاء إيران والاحتلال الإسرائيلي قد يؤثر على كيفية استجابة طهران للضربات الإسرائيلية.
من جانبه، أعرب مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد
جواد ظريف، عن أمله في أن تلتزم الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترامب بوعودها بشأن تجنب الحروب، مشيرًا إلى "الدرس المهم" الذي قدّمه الشعب الأمريكي حول ضرورة إنهاء النزاعات.
وكتب ظريف في تدوينة على منصة إكس، أن الشعب الأمريكي عبّر بوضوح عن رفضه لتورط الولايات المتحدة بالتواطؤ المشين مع جرائم إسرائيل في غزة ولبنان.
وأكد أن إيران تمتلك العزيمة والقدرة على الرد على أي عدوان، وأنها لا تتأثر بالتهديدات بقدر ما تحرص على احترام الآخرين لها، على حد قوله.
هذان الموقفان فسرا على أنهما تراجع واضح من قبل طهران ومحاولة لتخفيف حدة التوتر مع الاحتلال، وذلك في أعقاب إعلان فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة.
تصعيد ضد إيران
من المتوقع أن يعود ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير المقبل بعد فوزه على نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الثلاثاء الماضي.
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد استهدفت مواقع عسكرية في إيران في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وذلك ردًا على هجوم صاروخي إيراني استهدف دولة الاحتلال الإسرائيلي في بداية نفس الشهر.
وأعلنت إيران أنها أطلقت 200 صاروخ على الأراضي المحتلة في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وذلك ردًا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بالإضافة إلى قيادي في الحرس الثوري في غارة إسرائيلية استهدفت جنوب بيروت، وكذلك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
ورغم رد الاحتلال، فقد حذرت إيران من اتخاذ أي خطوة للرد في تلك الفترة، إلا أن الجمهورية الإسلامية كانت قد تعهدت مرارًا وتكرارًا بالرد قبل فوز ترامب.
اظهار أخبار متعلقة
وشهدت علاقة ترامب بإيران خلال فترة رئاسته بين عامي 2017 و2021 تقلبات حادة وصراعات مريرة، حيث إنها كانت واحدة من أبرز المواجهات بين واشنطن وطهران في العقود الأخيرة.
وتمر العلاقة بتصعيدات مستمرة وتوترات شديدة بدأت منذ حملته الانتخابية، حيث إنه تعهد باتخاذ موقف قاس تجاه الاتفاق النووي الإيراني.
وعندما تولى ترامب الرئاسة في 2017، فإن كان قد عبّر مرارًا عن معارضته للاتفاق النووي الذي وقعته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران في عام 2015، واصفًا إياه بأنه "أسوأ صفقة في التاريخ".
واعتبر ترامب أن الاتفاق سمح لإيران باستعادة قوتها المالية واستمرار دعمها للجماعات المسلحة في المنطقة.
وفي أيار/مايو 2018، أعلن ترامب عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بشكل أحادي، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، متبعًا سياسة "الضغط القصوى". وشملت العقوبات العديد من القطاعات الاقتصادية الإيرانية، وأبرزها قطاع النفط.
اظهار أخبار متعلقة
وفي بداية كانون الثاني/ يناير 2020، اتخذت إدارة ترامب خطوة تصعيدية كبيرة باغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، في ضربة جوية في العراق.
من المتوقع أن يعيد ترامب تطبيق سياسة العقوبات القاسية التي فرضها خلال ولايته الأولى، مستهدفًا الاقتصاد الإيراني بشكل أكبر، ما قد يؤدي إلى مزيد من التضخم والبطالة، ويصعب على إيران الحصول على العملات الصعبة.