بعد طول انتظار، شنت دولة
الاحتلال هجومها المرتقب على
إيران، عبر ثلاث موجات من القصف، استهدفت 20 موقعا في عدة مدن، وفق وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ويعد الهجوم حدثا غير مسبوق، فمنذ الحرب الإيرانية العراقية، لم تتعرض طهران لمثل هذه الهجمات على أراضيها.
وسبق أن هددت إيران برد قاس ومؤلم في حال أقدم الاحتلال على مهاجمتها، وهذا يجعل خيار
الحرب الشاملة مطروحا وبقوة.
أهداف الهجوم
أطلق الاحتلال على العملية اسم "أيام التوبة"، حيث استمرت عدة ساعات وكانت بثلاث موجات، استهدفت الأولى منها منظومة الدفاع الجوي الإيرانية.
وكشفت صحيفة معاريف العبرية، أن 100 طائرة مقاتلة إسرائيلية شاركت في الهجوم.
وقال الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري؛ إن "تنفيذ الهجوم تم بتوجيه من المستوى السياسي؛ ردا على هجمات النظام الإيراني ضد إسرائيل ومواطنيها".
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف أهداف عسكرية في إيران، وفق توجيهات القيادة السياسية، مشيرا إلى أنه يجري تقييما متواصلا للوضع، ولا تغيير بتعليمات الجبهة الداخلية.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية؛ إن الهجوم على إيران يتم على موجات، ويستهدف منشآت عسكرية ومصانع إنتاج الصواريخ الباليستية.
وسمعت الانفجارات في طهران ومشهد، وسط حديث عن قصف استهدف مدينة كرج وشيراز.
من أين عبرت الطائرات؟
ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن الهجوم نفذته طائرات حربية هجومية ودفاعية وطائرات تزويد بالوقود ويتم على موجات، مبينة أن العديد من أسراب المقاتلات شاركت في الهجوم على إيران ومن بينها F35 و F16 وF15.
وتعرف طائرات الشبح F35 بقدرتها على عبور الأجواء دون رصدها من قبل الرادارات.
وفي وقت سابق، قال اللواء الركن المتقاعد في الجيش العراقي ماجد القيسي في حديث لـ "عربي21"؛ إن الاحتلال يحتاج إلى أصول عسكرية قادرة على الوصول إلى أهدافها، مثل "طائرات مقاتلة متطورة، وهي تمتلك إف 35 بالإضافة لطائرات التزود بالوقود"، وهذا يحتاج إلى دعم طرف ثالث مقتدر، مثل الولايات المتحدة وغيرها من الدول الداعمة للكيان.
وبين أن هجوما من هذا النوع، يمثل إحراجا لحلفاء إسرائيل، في ظل رفض دول المنطقة استخدام أجوائها وأراضيها من أي الأطراف المشتبكة في هذا الصراع".
ولتجاوز رفض الدول عبور طائرات الاحتلال مجالها الجوي، يرى القيسي، أن الاحتلال سوف يستخدم طائرات إف 35 الشبحية لتعبر أجواء بعض الدول، التي لا تتمكن من كشفها وهي في أجوائها، مع إنكار إسرائيلي مسبق طالما لم تتمكن تلك الدول من إثبات اختراق أجوائها.
ونقلت وسائل إعلام عن شهود عيان قولهم؛ إنهم سمعوا أصوات طائرات حربية في أجواء الأردن، بالتزامن مع الهجوم الإسرائيلي على إيران، وغارات على محيط دمشق.
إظهار أخبار متعلقة
الرد الإيراني
من جانبه، قال مركز الدفاعات الجوية في طهران؛ إن أصوات الانفجارات التي سمعت في طهران، ناتجة عن "تعاملنا مع محاولات الكيان الصهيوني استهداف 3 نقاط".
وأضاف، أنه "يتم التحقيق في تفاصيل وزوايا تعامل الدفاعات الجوية مع محاولات الكيان الصهيوني".
وأشار إلى أن "الكيان الصهيوني هاجم مواقع عسكرية بمحافظات طهران وخوزستان وإيلام"، مضيفا أن "هجوم الكيان الصهيوني أسفر عن أضرار محدودة في بعض المواقع".
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مسؤولين قولهم؛ إن "إيران مستعدة للرد على اعتداءات الاحتلال الصهيوني".
من جانبها، قالت وكالة أنباء فارس الإيرانية؛ إن "الكيان الصهيوني استهدف عدة قواعد عسكرية غربي وجنوب غربي طهران".
وأشارت صحف إيرانية، إلى أن مسؤولين إيرانيين قالوا؛ إن الدفاع الجوي الإيراني أدى مهامه بنجاح.
هل سترد إيران؟
مع تزايد التهديدات الإسرائيلية مؤخرا، أكدت طهران أنها سترد بقسوة على أي هجوم يستهدف أراضيها، وكان هذا التحذير على لسان كبار المسؤولين، بدءا من الرئيس مسعود بزشكيان إلى قادة الحرس الثوري.
يقول داني سيترينوفيتش، وهو ضابط استخبارات إسرائيلي متقاعد متخصص في الشؤون الإيرانية؛ إن الواقع أن القيادة الإيرانية في مأزق حقيقي، فمن الواضح أن قادة إيران غير مهتمين بحرب إقليمية، ومن الواضح لهم أيضا أن أي رد يقربهم من حرب إقليمية، وهم يخشون مثل هذا الصراع، وخاصة في ضوء الوجود العسكري الأمريكي الواسع النطاق في الشرق الأوسط.
وتابع في
تحليل نشره المجلس الأطلسي لدراسات الشرق الأوسط، هل يمكنهم استيعاب هذا الهجوم دون الرد، ومن ثم التعرض لهجمات مستقبلية؟
سوف يحتاج المجلس الأعلى للأمن القومي إلى تقديم توصية إلى المرشد الأعلى علي خامنئي بما ينبغي القيام به بعد ذلك.
إسرائيل لم تهاجم البنية الأساسية أو المواقع النووية، وقد تفعل ذلك إذا ردت إيران.
وأشار إلى أن الهجوم كان واسع النطاق وليس رمزيا من جانب إسرائيل، ومن وجهة نظر إيران، فإن الرد على إسرائيل من شأنه أن يوازن معادلة الردع ضد إسرائيل، ولكن من الممكن أن يجر ذلك إيران إلى حرب كانت حذرة من خوضها منذ هجمات حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وختم؛ "إنها ليلة تاريخية، حيث أصبحنا أقرب من أي وقت مضى إلى حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران يمكن أن تمتد إلى حرب إقليمية".
قواعد الاشتباك
ولم تهاجم طائرات الاحتلال، البنية التحتية ولا المواقع النووية؛ استجابة للطلب الأمريكي.
وذكرت شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية، نقلا عن مسؤول إسرائيلي، قوله؛ إن إسرائيل "لا تضرب المنشآت النووية أو حقول النفط في إيران".
كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله؛ إن الهجوم على إيران لا يشمل منشآت نووية أو نفطية.
هل اجتاز الهجوم حدوده؟
حافظ الاحتلال خلال هجومه على نسق معين يثبت قواعد اشتباك بين الطرفين، هي أكبر من اشتباك وأقل من حرب شاملة، التي تبدو كشبح تخشى جميع الدول وقوعه.
وذكر الخبير العسكري ماجد القيسي الأسبوع الماضي، أن "الكيان يخشى أيضا رد إيران على الهجوم بناء على ما سبق، فمطلع الشهر الماضي، استخدمت إيران 220 صاروخا ووصلت جلها إلى أهدافها، فكيف إذا استخدمت 500 أو أكثر في آن واحد، واعتمدت مبدأ الإغراق الناري، وهذا لن تستطيع حتى منظومة ثاد اعتراضه.
إظهار أخبار متعلقة
التعليق الأمريكي
بعد انتهاء الهجوم، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم؛ إن واشنطن تطلب من إيران عدم التصعيد.
وقال مسؤول؛ إن الرد الإسرائيلي على إيران انتهى، ونطلب من طهران عدم الرد أو التصعيد، مبينا أنه لو قررت إيران الرد، سنكون مستعدين وستكون هناك عواقب وخيمة.
وشدد: "إذا اختارت إيران الرد على إسرائيل مجددا، فنحن مستعدون تماما للدفاع عن إسرائيل مرة أخرى، وينبغي أن يكون هذا هو نهاية تبادل الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران.
وفي وقت سابق، نقلت شبكة الجزيرة عن مسؤول أمريكي قوله؛ إن الولايات المتحدة ليست ضالعة في الهجمات.