سياسة عربية

كابوس "الغول" في غزة.. كيف يغيّر القناصة المعادلات في حروب المدن؟

القسام صنعت بندقية قنص خاصة بها أثبتت قدرتها خلال طوفان الأقصى- إعلام القسام
القسام صنعت بندقية قنص خاصة بها أثبتت قدرتها خلال طوفان الأقصى- إعلام القسام
يعد سلاح القناصة من أهم وسائل القتال داخل المدن؛ بسبب فعاليته في المسافات القريبة والمباني ذات الارتفاعات والمناطق المحصنة، التي تساعد على التمويه والاختفاء لإلحاق الخسائر في العدو.

ومنذ عملية طوفان الأقصى، يلعب سلاح القناصة في كتائب القسام والفصائل الأخرى دورا مهما في اصطياد جنود الاحتلال، ورغم الدمار الواسع الذي تسبب به الاحتلال في غزة، فإن الركام والدمار وفر البيئة المناسبة للقناصة الفلسطينيين، للاختباء وسط أكوام الدمار، ما يصعب اكتشافهم.

وبالعودة إلى حساب كتائب القسام، ووفقا لما أعلنت عنه من عمليات قنص، بواسطة بندقية الغول محلية الصنع، ظهرت بيانات قنص لأكثر من 65 جنديا للاحتلال، سقط أغلبهم قتلى بحسب القسام، فضلا عن إيقاع إصابات خطيرة في صفوف جنود آخرين جراء تلك العمليات.

اظهار أخبار متعلقة



ويعدّ سلاح القناصة من العناصر الاستراتيجية في ساحة المعركة؛ بسبب قدرته على المساهمة في تحسين فعالية العمليات العسكرية، في بيئة معقدة ومليئة بالتحديات.

ووفقا للعديد من المواقع العسكرية، فإن أهمية وحيوية سلاح القناصة في الحروب، خاصة حروب المدن تتلخص في التالي:

الأثر الإستراتيجي:

يساهم القناصة في تأمين المناطق الحيوية، مثل نقاط التفتيش والمباني والمواقع الحساسة، عبر اقتناص العدو أو الخصم من مسافة بعيدة قد تصل إلى كيلومترين وأقل، بحسب قدرة البندقية المستخدمة.

كما أنها أحد عوامل التأثير على الروح المعنوية، وتصعيب تنفيذ المهام؛ بسبب عدم معرفة مواقع القناصة القائمة على الاختفاء والتمويه والعمل بهدوء بانتظار الهدف.

ضرب التكتيكات:

يسبب وجود القناصة في ساحة عمليات عسكرية فوضى في صفوف الجنود، ويرغمهم على إحداث تغييرات في التكتيكات العسكرية من أجل التقدم، ليكون عامل تفوق أمام العدو.

كما يعد أحد عوامل الإعاقة، خاصة أن القناصة مدربون على اختيار الأشخاص الذين يريدون القضاء عليهم من العدو، مثل الضباط والقادة الكبار، في ساحة المعركة، وهو ما يخلق حالة من الفوضى في حال اصطيادهم.

التأثير النفسي:

يشكل القناصة في ساحة المعركة أحد عناصر الرعب لجنود العدو، كونهم نيرانا قاتلة لا يمكن توقعها، وهو ما يترك الجندي أو الضابط، في حالة من القلق والخوف المتواصل في أثناء التحرك الميداني، لتوقع اقتناصه في أي لحظة.

أشهر القناصين في تاريخ الحروب:


سيمو هالهاقناص في الجيش الفنلندي، برز خلال غزو الاتحاد السوفيتي لبلاده، وتسبب في رعب كبير للجنود، لدرجة أن أطلقوا عليه الملاك الأبيض.

تميز هالها بالعمل في ظل أصعب الظروف بين الثلوج، وفي درجات حرارة متدنية تحت الصفر، مع ملابس التمويه البيضاء الخاصة به، وسجل له قتل 505 من الضباط والجنود السوفييت.

استخدم القناص بندقية فنلندية من طراز "أم 28"، وكان يتجنب استخدام المنظار الخاص بها، حتى لا يتسبب انعكاس الشمس على عدستها في كشف موقعه، وهو ما دفع السوفييت للغضب من وجوده بسبب كثرة خسائرهم، فلجأوا إلى قصف المنطقة التي تواجد بها في المدفعية، دون أن يتمكنوا منه.

Image1_8202412174311544254827.jpg

فاسيلي غريغوريوفيتش زايتسيف قناص سوفيتي شارك في الحرب العالمية الثانية، وألحق خسائر كبيرة في صفوف الضباط والجنود الألمان.

كان زايتسيف جنديا في البحرية السوفيتية، لكنه انتقل إلى سيبيريا لوحدة القناصين، وبعد انخراطه في القتال بمنطقة نهر الفولغا، تسلم بندقية خاصة من طراز "موسين ناغان" سوفيتية الصنع، وألحق بواسطتها خسائر في صفوف الألمان، وصلت إلى 225 ضابطا وجنديا، منهم 11 قناصا من وحدة النخبة الخاصة.

بسبب شهرته الواسعة، حصل زايتسيف على لقب بطل الاتحاد السوفيتي، نظير العدد الكبير من الضباط والجنود الألمان الذين قضى عليهم.

Image1_8202412174350637022097.jpg
التعليقات (0)