سياسة دولية

مودي نحو ولاية ثالثة مع فرز الأصوات بالانتخابات الهندية.. استخدم فزاعة المسلمين

لعب مودي على وتر النزعة القومية الهندوسية- جيتي
لعب مودي على وتر النزعة القومية الهندوسية- جيتي
حقق التحالف الوطني الديمقراطي بقيادة حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي القومي المتطرف بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، فوزا بحصوله على أكثر من نصف المقاعد في مجلس النواب بالبرلمان الهندي بعد صدور نتائج الانتخابات الأولية. وذلك في ظل انقسام المعارضة وتفاقم القلق حيال حقوق الأقليات.

ووفقا للبيانات الصادرة بعد فرز الأصوات، فإن التحالف فاز بأكثر من 85% من الأصوات، وبـ 276 مقعدا في مجلس النواب المؤلف من 543 مقعدا، بحسب ما نقلت قناة "NTD" الهندية، بينما يحتاج إلى 272 لضمان الغالبية في الغرفة الدنيا للبرلمان، بعد انتخابات استغرقت ستة أسابيع وصوّت فيها 642 مليون شخص على سبع مراحل في أنحاء الدولة الأكثر سكانا في العالم.

وأعرب مودي نهاية الأسبوع عن ثقته بأن "الشعب الهندي صوّت بأعداد قياسية" لإعادة انتخاب حكومته بعد عقد على وصوله إلى رئاسة الوزراء أول مرّة.

اظهار أخبار متعلقة


ويعتقد مراقبون بأن مساعيه للّعب على وتر النزعة القومية الهندوسية المتنامية ستمنحه ولاية ثالثة.

وواجه معارضو مودي صعوبة في التصدي لحملة حزبه الضخمة إذ تضعفهم الخلافات الداخلية إلى جانب القضايا الجنائية التي يقولون إنها مدفوعة سياسيا وتهدف لتحطيم أي منافسة.

وذكر مركز أبحاث "فريدوم هاوس" الأمريكي هذا العام أن حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي القومي المتطرف استخدم المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لاستهداف المعارضين السياسيين.

والأحد، عاد رئيس وزراء العاصمة نيودلهي أرفيند كيجريوال وهو قيادي بارز في تحالف تم تشكيله لمنافسة مودي، إلى السجن.

واعتُقل كيجريوال (55 عاما) في آذار/ مارس بعد تحقيق فساد استمر مدة طويلة، لكنه أطلق سراحه لاحقا وسمح له بمواصلة حملته شرط عودته إلى السجن فور انتهاء التصويت.

وقال كيجريوال قبل تسليم نفسه: "عندما تصبح السلطة ديكتاتورية، يصبح السجن مسؤولية"، متعهّدا بمواصلة "الكفاح" من خلف القضبان.

وقبيل الانتخابات، ازداد قلق العديد من أفراد الأقلية المسلمة الذين يتجاوز عددهم الـ200 مليون حيال مستقبلهم في الدولة العلمانية دستوريا.

وصدرت عدة تصريحات متشددة عن مودي نفسه خلال الحملة إذ إنه وصف المسلمين بـ"المتسللين".

فرز الأصوات
تعد الانتخابات ضخمة من حيث حجمها والتعقيدات اللوجستية المرتبطة بها، إذ أدلى الناخبون بأصواتهم في المدن الكبرى مثل نيودلهي وبومباي كما في مناطق الغابات ذات الكثافة السكانية القليلة وفي منطقة كشمير الجبلية.

ويتم الإدلاء بالأصوات بوساطة آلات إلكترونية ما يعني عملية فرز سريعة وصدور النتائج خلال ساعات.

وبدأ عد الأصوات صباح الثلاثاء في المراكز الرئيسية في كل ولاية حيث أُدخلت البيانات إلى الحواسيب.

وقال رئيس مفوضية الانتخابات راجيف كومار، الاثنين: "على الناس أن يعرفوا مدى قوة الديمقراطية الهندية"، مؤكدا أن "لدينا عملية فرز متينة".

ويتعين على أي حزب الحصول على أغلبية بسيطة بـ272 مقعدا من أجل الفوز، علما بأن "بهاراتيا جاناتا" فاز بـ303 مقاعد في آخر انتخابات أجريت عام 2019.

اظهار أخبار متعلقة


 موجة حر
وأفاد كومار، الاثنين، بأن 642 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم في "عدد قياسي عالمي".

لكن بناء على أرقام المفوضية التي تفيد بأن عدد الناخبين المسجّلين بلغ 968 مليونا، فإنه شارك 66.3 في المئة منهم، وهي نسبة أقل بنقطة مئوية واحدة تقريبا عن تلك المسجلة في آخر انتخابات عامة في 2019 عندما بلغت نسبة المشاركة 67.4 في المئة.

ولم تصدر بيانات نسب المشاركة النهائية بعد نظرا إلى إعادة الاقتراع في مركزين في ولاية غرب البنغال الاثنين.

وأرجع المحللون بشكل جزئي تراجع نسب المشاركة إلى موجة حر تضرب شمال الهند مع تجاوز الحرارة الـ45 درجة مئوية.

ولقي 33 موظفا مسؤولا عن الانتخابات حتفهم جراء الحر الشديد السبت في ولاية أوتار براديش وحدها حيث وصلت الحرارة إلى 46.9 درجة مئوية.

وأقر كومار بأنه كان يتعيّن تنظيم الانتخابات قبل شهر من موعدها. وقال: "ما كان علينا أن نجريها في ظل هذا الحر الشديد".
التعليقات (0)