أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن الوزير
جيرالد دارمانان وبدعوة من نظيره
المغربي عبد الوافي لفتيت، يبدأ غدا الأحد
زيارة
للرباط ترمي إلى "تعميق" التعاون بين البلدين في المجال الأمني "في
سياق دولي من عدم الاستقرار".
وأشارت الداخلية الفرنسية إلى أن "هذه
الزيارة تندرج في إطار دينامية تعاون متعدّد الأوجه بين
فرنسا والمغرب، لكي يتصديا
معا للتحديات التي تواجه كلا البلدين وقضايا ذات اهتمام مشترك بين الرباط وباريس
مثل الهجرة ومحاربة الجريمة المنظمة".
وسيلتقي وزير الداخلية الفرنسي نظيره
المغربي وأيضا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي أحمد التوفيق، لبحث موضوع
الأئمة المنتدبين بفرنسا.
وسيلتقي أيضا ممثلين لمجتمع الأعمال الفرنسي
المغربي والجالية الفرنسية في الرباط.
وأوضحت الوزارة الفرنسية أن دارمانان سيرافقه
في الزيارة مدراء عامون رئيسيون في وزارة الداخلية وأقاليم ما وراء البحار.
وكان وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد
دارمانان، قد أعلن نهاية العام الماضي أن بلاده قد أوقفت استقدام أئمة أجانب بداية
من الأول من يناير/كانون الثاني الماضي.
وأوضح دارمانان في تغريدة على منصة
"إكس" أن "تدريب أئمة في فرنسا يشكل أحد أولويات منتدى إسلام فرنسا (FORIF)، بهدف تمكين
المسلمين في البلاد من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، وذلك بمراعاة مبادئ
الجمهورية".
وأضاف أنه "وفقا لقرار رئيس الجمهورية،
ستنتهي الاستعانة بالأئمة القادمين من الخارج، المعروفين بالأئمة المعارين، في
الأول من يناير/كانون الثاني 2024".
وأشار بيان من المجلس الإسلامي في فرنسا إلى
إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون في 18 فبراير/شباط 2020، انتهاء برنامج
"الأئمة الموظفين"، الذي يشمل استقدام أئمة من الخارج بحلول 2024.
وأوضح البيان أن دارمانان قد أرسل مذكرات
إلى الدول ذات الصلة بقرار ماكرون.
وكان سفير فرنسا بالمغرب، كريستوف لوكورتيي،
قد تحدث في وقت سابق من الشهر الماضي عن أن
العلاقات الفرنسية ـ المغربية تشهد "دينامية
جديدة تتجه بحزم نحو المستقبل".
وأعرب الدبلوماسي الفرنسي، الذي كان يتحدث
خلال ندوة نظمتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية - الرباط أكدال،
حول موضوع "العلاقات الفرنسية المغربية: رهانات وآفاق"، عن الإرادة
القوية لبلاده، وعلى أعلى مستوى الدولة، للمضي قدما في شراكتها التاريخية مع
المملكة.
وبعدما ذكر بالسياق الجيوسياسي الذي تتطور
فيه هذه العلاقات اليوم، أكد لوكورتيي أن البلدين، اللذين يتقاسمان "مصيرا
مشتركا"، مدعوان إلى مواجهة التحديات المتعددة المتمثلة في التكامل
الاقتصادي، والقدرة التنافسية، والازدهار المشترك.
وأعرب الدبلوماسي الفرنسي عن ارتياحه لكون
"ما يوفره المغرب من حيث البنيات التحتية، والاستقرار، ونوعية الرجال والنساء
الذين يعيشون فيه، ومؤهلات موارده الطاقية، والقرب الجغرافي، يشكل معادلة رابحة لا
نظير لها اليوم".
ويتعلق الأمر، يضيف المتحدث، بدينامية
علاقات تحمل غايات كبرى ينبغي تعزيزها في المستقبل "من أجل السعادة والرفاهية
المشتركتين لشعبينا".