ما بين معبّر عن القلق إزّاء تصاعد التوتّر، وبين من يدعو إلى ضبط النفس، لا تزال الآراء الدولية مُتباينة، بخصوص الرد
الإيراني على دولة الاحتلال الإسرائيلي، بمئات المسيرات والصواريخ، على خلفية تعرض القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع نيسان/ أبريل الجاري لهجوم صاروخي من الاحتلال الإسرائيلي، أسفر عن مقتل سبعة من الحرس الثوري.
أمريكا وبريطانيا وألمانيا.. إدانات
رصدت "عربي21" جُملة من ردود الفعل الدولية، الرسمية، فكانت البداية من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أدان الرئيس الأمريكي،
جو بايدن، "الهجوم" الجوي الإيراني ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، بما وصف بـ"أشد العبارات الممكنة".
وتابع، في بيان: "لقد تحدثت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين) نتنياهو لأؤكد من جديد التزامنا الصارم بأمن إسرائيل"، وقال: "أخبرته أن إسرائيل أظهرت قدرة رائعة على الدفاع ضد الهجمات غير المسبوقة وهزيمتها، ما أرسل رسالة واضحة إلى أعدائها بأنهم لا يستطيعون تهديد أمن إسرائيل بشكل فعال".
وأشار إلى أنه "سيجتمع مع زعماء مجموعة السبع الأحد لتنسيق رد دبلوماسي موحد على الهجوم الإيراني"، فيما سيواصل فريقه التنسيق مع نظرائهم في أنحاء المنطقة؛ مشدّدا على أنه "رغم أننا لم نشهد هجمات على قواتنا أو منشآتنا اليوم، فإننا سنظل يقظين في مواجهة جميع التهديدات ولن نتردد في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا".
وعلى لسان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون، أعلن البيت الأبيض، في بيان، أنّ دعمه لأمن دولة الاحتلال الإسرائيلي "لا يتزعزع".
كذلك، أدان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، بشدة "الهجوم الجوي" الإيراني على دولة الاحتلال الإسرائيلي، بالقول: "نعمل بشكل عاجل مع حلفائنا لتحقيق استقرار الوضع ومنع المزيد من التصعيد".
وأضاف سوناك، عبر تغريدة على منصة "إكس": "أدين بأشد العبارات الهجوم المتهور الذي يقوم به النظام الإيراني على إسرائيل"، وقال: "أظهرت إيران مرة أخرى أنها تنوي زرع الفوضى في حديقتها الخلفية".
وشدد سوناك، على أن "بريطانيا ستواصل الدفاع عن أمن جميع الشركاء الإقليميين، بما في ذلك الأردن والعراق وإسرائيل"، وقال: "نعمل بشكل عاجل مع حلفائنا لتحقيق استقرار الوضع ومنع المزيد من التصعيد. لا أحد يريد المزيد من إراقة الدماء".
بدوره، أدان المستشار الألماني، أولاف شولتس، الرد الإيراني على دولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بحسب المتحدث باسم الحكومة، ستيفان هيبستريت.
وأوضج هيبستريت، عبر بيان: "المستشار أولاف شولتس أدان بشدة الهجمات الجوية المكثفة التي شنها النظام في طهران على الأراضي الإسرائيلية هذه الليلة، وبهذا الهجوم غير المسؤول وغير المبرر على الإطلاق، تخاطر إيران بإشعال حريق واسع النطاق في المنطقة".
وعبر تغريدة لها على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك: "ندين بشدة الهجوم الذي قد يجر المنطقة بأكملها إلى الفوضى. ويجب على إيران ووكلائها وقف ذلك على الفور"، معربة بذلك عن ما وصفته بالتضامن مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
مالطا والنمسا وتشيكيا.. قلق متعال
من الدول من اكتفت بالتعبير عن قلقها بخصوص الرد الإيراني على دولة الاحتلال الإسرائيلي، بينهم مالطا، حيث أعرب وزير الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة، لان بورغ، عن قلقه البالغ إزاء الرد الإيراني، فيما دعا كافة الأطراف إلى ضبط النفس.
كذلك، أدان المستشار النمساوي، كارل نيهامر، بشدّة الرد الإيراني على دولة الاحتلال الإسرائيلي، عبر القول في حسابه على منصة "إكس": "أدين بأشد العبارات هجمات إيران على إسرائيل".
اظهار أخبار متعلقة
بدوره، أكد رئيس وزراء تشيكيا، بيتر فيالا، عبر تغريدة له على منصة "إكس" أن دولة الاحتلال الإسرائيلي التي يدعمونها "لها الحق في الدفاع عن نفسها"؛ فيما أعربت وزارة الخارجية، في بيان، عن استيائها من إيران، بالقول: "ندين بشدة سلوك إيران ووكلائها المزعزع للاستقرار إثر قرارهم مهاجمة إسرائيل، ونجدد تأكيدنا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
دول داعمة للاحتلال الإسرائيلي
أما الأرجنتين، فقد أعلنت عن دعمها لدولة الاحتلال الإسرائيلي بعد الرد الإيراني الانتقامي بطائرات بدون طيار (مسيرات) على الاحتلال الإسرائيلي، حيث أكد الرئيس الأرجنتيني، خافيير ميلي، في منشور على منصة "إكس"، تضامن بلاده مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: "تؤكد جمهورية الأرجنتين حق الدول القومية في الدفاع عن نفسها. نحن ندعم بشكل مطلق الحق السيادي لدولة إسرائيل وهي الوصي على القيم الغربية في الشرق الأوسط. وستقف جمهورية الأرجنتين دائمًا إلى جانبها ضد من يريد تدميرها".
من جهته، أعرب رئيس باراغواي، سانتياغو بينا، عن دعم بلاده لدولة الاحتلال الإسرائيلي، بالقول في منشور على منصة "إكس": "نعرب عن دعمنا الكامل للشعب الإسرائيلي في مثل هذه الأوقات الصعبة ونشعر بالقلق إزاء تزايد أعمال العنف في المنطقة".
كذلك، أعرب الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، عن أمله في عدم تزايد الصراعات في الشرق الأوسط، بالقول عبر منشور على منصة "إكس": "نأمل ألا تتزايد الصراعات في الشرق الأوسط. الحرب غير عقلانية، ومرادفة للمعاناة والموت. إنها لا تفيد أحدا، ولا حتى المنادين إليها".
دول تدعو لتجنب الأعمال العدائية
شددت وزارة الخارجية اليونانية، في بيان، على ضرورة تجنب "المزيد من انتشار الأعمال العدائية"، وأضافت: "تدين الحكومة اليونانية بشدة الهجمات الإيرانية على إسرائيل، والتي تؤدي إلى تفاقم الوضع الصعب في المنطقة، مثل هذه الأفعال تعرض الأمن الإقليمي والعالمي للخطر".
وعبر منشور له على منصة "إكس" أعرب رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، عن قلقه الكبير من الأوضاع في الشرق الأوسط، بالقول: "في وقت سابق من اليوم (السبت)، بعثت هولندا ودول أخرى برسالة واضحة إلى إيران لوقف مهاجمة إسرائيل".
وأضاف: "تدين هولندا بشدة الهجمات الإيرانية على إسرائيل. ويجب منع المزيد من تصعيد الأحداث، لقد أجرينا للتو اتصالات مع وزير الدفاع الهولندي ووزير الخارجية بشأن آخر التطورات".
من جهتها، طالبت وزارة الخارجية البولندية، عبر منشور لها على منصة "إكس"، "إيران وحلفاءها بضبط النفس ووقف الهجمات على الفور"، مضيفة أن "بولندا تدين بشدة هجمات إيران على إسرائيل"، مؤكدة أن "ضمان الاستقرار والسلام في المنطقة أهم من أي شيء آخر".
كذلك، أدان وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي، عبر تغريدة على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، الرد الإيراني، عبر وصفه بـ"غير القانوني" و"الخطير" على دولة الاحتلال الإسرائيلي، مبرزا أن "هذا الهجوم سيزيد من تفاقم الوضع غير المستقر للغاية".
واسترسل: "أدين الهجوم الإيراني الخطير وغير القانوني على إسرائيل" مؤكدا على ضرورة منع المزيد من تصعيد العنف في الشرق الأوسط.
اظهار أخبار متعلقة
وتعبيرا عن موقف الدنمارك، أدان وزير الخارجية، لارس لوك راسموسن، الهجوم الإيراني على دولة الاحتلال الإسرائيلي، داعيًا في منشور على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، كافة الأطراف إلى "ضبط النفس وخفض التوتر".
وأضاف أن "الدنمارك تدين بشدة الهجوم الإيراني المعلن على إسرائيل." مذكرا أن "دور إيران المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط لا يمكن قبوله".
وفي السياق نفسه، أدان وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيغورنيه، "الهجوم الموسع الذي شنته إيران ضد إسرائيل"، بالقول عبر منشور له على منصة "إكس" إن بلاده تدين بأشد العبارات الهجوم الموسع الذي شنته إيران على دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: "من خلال اتخاذ مثل هذا الإجراء غير المسبوق، تتخذ إيران خطوة جديدة في أعمالها المزعزعة للاستقرار، وتخاطر بالتصعيد العسكري".
وفي الوقت الذي أدانت فيه الحكومة في أوروغواي، عبر بيان، الرد الإيراني على دولة الاحتلال الإسرائيلي، معربة عن أسفها من تفاقم الصراع؛ فقد أعربت وزارة الخارجية الفنزويلية، في بيان، عن قلقها إزاء التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن "خلل عمل الأمم المتحدة والإبادة الجماعية في فلسطين وعدم عقلانية النظام الإسرائيلي فتحت الطريق أمام الصراعات".
من جهتها، دعت وزارة الخارجية البرازيلية، إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي إلى "التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس"، مطالبة المجتمع الدولي ببذل جهود للحد من التوتر المتصاعد في المنطقة، مشيرة إلى أن البرازيل تابعت بقلق أنباء "الهجوم" الإيراني بالمسيرات والصواريخ.
أما الصين، فقد أعربت عن قلقها "البالغ" من تصاعد التوتر، عبر بيان صادر عن وزارة الخارجية، داعية الأطراف إلى "الهدوء وضبط النفس وتجنب تصعيد التوتر أكثر".
وأكدت على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2728 الذي يطالب بتحقيق وقف إطلاق نار في قطاع غزة بدون تأخير.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية اليابانية، عبر بيان: "تشعر اليابان بقلق عميق من أن هذا الهجوم سيفاقم الوضع الراهن في الشرق الأوسط، وتدين بشدة هذا التوتر"، مشددة على أن "السلام والاستقرار في الشرق الأوسط مهم للغاية من أجل اليابان"، موجهة مناشدة قوية للأطراف المعنية من أجل تهدئة الوضع في المنطقة.
اظهار أخبار متعلقة
إلى ذلك، أدان الاتحاد الأوروبي "الهجوم الإيراني غير المقبول" على دولة الاحتلال الإسرائيلي. عبر قول الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس"، إن "الاتحاد الأوروبي يدين بشدة الهجوم الإيراني غير المقبول على إسرائيل".
وأضاف المسؤول الأوروبي أن "هذا تصعيد غير مسبوق وتهديد خطير للأمن الإقليمي".
وفي معرض إدانته للرد الإيراني، قال رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس"، إنه "يجب القيام بكل شيء لمنع المزيد من التصعيد الإقليمي"، داعيا إلى "تجنب إراقة المزيد من الدماء".
تحذيرات من "حرب عالمية ثالثة"
بعد الرد العسكري الإيراني على دولة الاحتلال الإسرائيلي بطائرات بدون طيار، حذر رئيس كولومبيا، غوستافو بيترو، من "حرب عالمية ثالثة"، وذلك عبر منشور على منصة "إكس"، حيث قال: "كان الأمر متوقعًا، نحن الآن في مقدمة الحرب العالمية الثالثة، في الوقت الذي يتعين فيه على البشرية إعادة بناء اقتصادها نحو الهدف السريع المتمثل في إزالة الكربون".
وفي السياق نفسه، وجّه بيترو، اتهامات إلى الولايات المتحدة بـ"تأجيج الصراع"، مردفا بأن "دعم الولايات المتحدة، عمليا، للإبادة الجماعية، أشعل العالم".
ودعا بيترو، الأمم المتحدة، إلى اجتماع عاجل في هذا الإطار، مضيفا أن "الجميع يعرف كيف تبدأ الحروب، لكن لا أحد يعرف كيف ستنتهي"؛ فيما أعرب عن أمله في وقف الحرب، بالقول: "لو أن شعب إسرائيل كان عاليا بما فيه الكفاية مثل أسلافه، ليوقف جنون حاكمه"، في إشارة إلى رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
ووصفت وزيرة الخارجية البلجيكية، حجة لحبيب، الهجوم، بأنه "توتر كبير وخطر" على الاستقرار الإقليمي.
بينما أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجمات الإيرانية الجوية على دولة الاحتلال الإسرائيلي، داعيا الأطراف إلى "ضبط النفس"، عبر منشور على منصة "إكس" عقب إعلان إيران، مساء السبت، عن إطلاق رد انتقامي باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة على مهاجمة دولة الاحتلال الإسرائيلي، مقر بعثتها الدبلوماسية في العاصمة السورية دمشق.
وأضاف: "أدين بشدة التصعيد الخطير الذي يمثله الهجوم الواسع النطاق الذي شنته إيران على إسرائيل، وأدعو إلى الوقف الفوري لهذه الأعمال العدائية"، وقال: "لا المنطقة ولا العالم يستطيعان تحمل حرب جديدة".
ودعا جميع الأطراف إلى "ضبط النفس لتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى مواجهات عسكرية على جبهات متعددة في الشرق الأوسط"؛ فيما دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي إلى "ضبط النفس بعد إطلاق طهران هجمات جوية على إسرائيل ردا على قصف الأخيرة بعثتها الدبلوماسية في دمشق".
اظهار أخبار متعلقة
وذكر فرانسيس، عبر بيان، أن الوضع "الهش بالفعل في الشرق الأوسط أصبح أكثر هشاشة مع الأحداث الأخيرة"، مشيرا إلى أن "إيران وصفت هجماتها الجوية الأخيرة بأنها رد على الهجوم الإسرائيلي على البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق في إطار المادة 51 من اتفاق الأمم المتحدة".
وأضاف: "رد إيران يزيد من تعقيد بيئة السلام والأمن المتوترة والحساسة بالفعل في الشرق الأوسط. وأدعو جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد التوترات".