بينما ينتظر ملايين البشر وقت
كسوف الشمس للنظر إليها والاستمتاع بهذه اللحظات التي لا تأتي إلا بعد عقود، بعد الاستعداد بارتداء النظارات المخصصة للنظر لهذه الظاهرة الكونية الفريدة، يستعد الباحثون وعلماء الفضاء والفلك، ولكن بشكل آخر، حيث توفر فرصة الكسوف الكلي للشمس فرصة نادرة لهم لدراسة الشمس وربما يستطيعون الحصول على اكتشافات جديدة في هذه الدقائق والثواني.
ويرى العلماء أن الكسوف الكلي للشمس مهم للاكتشافات العلمية، لأنه الوقت المثالي لدراسة سطح الشمس، والذي لا يكون مرئيا على الأرض إلا عند حدوثه فقط.
ويستغل علماء الفلك هذا الحدث الاستثنائي للتجمع في العديد من الأماكن التي يمكنهم من خلالها رؤية الكسوف الكلي لإجراء الأبحاث.
وهذا ما أكده عالم الفلك في مراصد كارنيغي للعلوم٬ توني باهل، حيث صرح لشبكة "أن بي سي": بـ"أنه أمر مثير للغاية... إنه مثل لعبة مباراة "سوبر بول" الخاصة بدراسة الفضاء".
وفقا لباهل، فقد تم بالفعل الحصول على اكتشافات كبيرة خلال الكسوفات السابقة، مثل "اكتشاف العنصر الثاني الأكثر وفرة في عالمنا والذي يسمى الهيليوم"، كما أن نظرية النسبية لـ ألبرت آينشتاين تم إثباتها أيضا أثناء الكسوف.
وهذا ما أكده أيضا تقرير لموقع محطة WTOP في واشنطن٬ الذي قال إن الكسوف هو أفضل وسيلة للاكتشافات العلمية عن الشمس.
وقال عالم الفيزياء الفلكية في معهد كارنيغي للعلوم٬ جون مولتشي: "إنه أمر جميل للغاية أثناء الكسوف الكلي، عندما يمكنك رؤية الغلاف الجوي الجميل للشمس".
وأوضح مولتشي إنه استعد لهذا الكسوف الكلي الجديد لمدة ستة أشهر على الأقل. وتقول وكالة "ناسا" إن الظاهرة التالية للكسوف الكلي في أمريكا الشمالية لن تحدث قبل 20 عاما، وذلك في 23 أغسطس 2044، ولن تكون بحجم الكسوف الكبير الذي شاهدناه الاثنين".
وفي عام 1919، أثبت آينشتاين نظريته "النسبية" بمساعدة زميله الفيزيائي، آرثر إدينغتون، الذي رسم خريطة للكسوف الكلي لذلك العام فوق أجزاء من شمال البرازيل وغرب أفريقيا.
وكان لدى العلماء المزيد من الوقت عندما حدث كسوف كلي في الهند، عام 1868، الذي أدى إلى اكتشاف الهيليوم، الذي يندمج مع الهيدروجين لإبقاء الشمس حارقة ومشرقة.
اظهار أخبار متعلقة
يذكر أنه في الاثنين، غطى القمر الشمس بشكل كامل على السواحل الشمالية لمكسيكو في مشهد حبس أنفاس جميع المتابعين، إذ تشهد المدينة أول اكتمال للكسوف من بين المناطق التي تمر فيها هذه الظاهرة.