تعهد الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، الأحد، بتخليص إسطنبول من حزب "الشعب الجمهوري" المعارض في الانتخابات المحلية المقبلة، مشددا على أن إسطنبول ستجتمع بـ"مرادها"، في إشارة إلى مرشحه، مراد
كوروم.
جاء ذلك خلال كلمة له أمام أكبر تجمع انتخابي شهدته إسطنبول، وتابعته "عربي21"، في إطار الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 31 آذار / مارس الجاري، في ميدان مطار أتاتورك.
ورصدت "عربي21" رفعا للإعلام الفلسطينية بجانب التركية خلال التظاهرة الانتخابية التي حملت عنوان "إسطنبول من جديد"، كما اتشح العديد بالكوفية، في تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية من قبل الاحتلال للشهر السادس على التوالي.
في السياق، أكد طه علي، وهو مواطن تركي من أصول يمنية، أنه يعتزم منح صوته إلى كوروم، مشيدا في حديثه لـ"عربي21"، بموقف
تركيا من القضية الفلسطينية والأحداث في قطاع غزة.
وشدد، وهو يحمل علمي تركيا وحزب "العدالة والتنمية"، على أن موقف الرئيس التركي من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، "أفضل من كثير من المواقف العربية تجاه ما يحدث في فلسطين"، حسب تعبيره.
هجوم لاذع ضد مرشح المعارضة
أكد أردوغان، الذي يضع ثقله في دعم مرشحه مراد كوروم قبل أسبوع واحد على الانتخابات، عزم حزبه فتح أبواب فترة جديدة في إسطنبول، واستعادتها من بين يدي حزب الشعب الجمهوري.
وتطرق أردوغان أمام أنصاره، الذين بلغ عددهم نحو 650 ألف شخص، إلى فترة رئاسته لبلدية إسطنبول عام 1994، مشيرا إلى أنهم خلصوا المدينة من الأزمات التي تعاني منها.
اظهار أخبار متعلقة
وفي السياق ذاته، عرض أردوغان مقطعا مصورا يظهر الخدمات التي قدمها خلال توليه رئاسة البلدية، وما تلا ذلك من خدمات ومشاريع تم افتتاحها خلال عقدين قضاها حزبه في سدة الحكم.
واختتم المقطع المصور بالإشارة إلى الأزمات المتفاقمة في فترة رئيس بلدية إسطنبول الحالي، من حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو، مثل أزمة المواصلات العامة والازدحام المروري وتدهور البنية التحتية.
ووصف أردوغان حال إسطنبول حينها بأنها كانت مليئة بالحفر والطين والنفايات، مضيفا: "تولى السيد أكرم منصبه بعدنا. عادت الأوضاع ذاتها ثانية: مرة أخرى، القمامة، ومرة أخرى الحفرة، ومرة أخرى الطين".
وتابع قائلا: "على مدى السنوات الخمس الماضية (فترة أكرم إمام أوغلو)، بدأت إسطنبول تظهر علامات العودة إلى الفترة 1989-1994. فلا يوجد عمل ملموس ولا خدمات.
حضور قوي لأردوغان مقارنة بكوروم
من جهته، تحدث كوروم الذي يخوض السباق الانتخابي مرشحا لبلدية إسطنبول عن تحالف الجمهور بقيادة أردوغان، لفترة وجيزة قبيل الكلمة المقررة للرئيس التركي.
إلى ذلك، يرى الباحث بالشأن التركي علي أسمر، في حديثه لـ"عربي21"، أن منافس مرشح "الشعب الجمهوري"، أكرم إمام أوغلو، هو أردوغان وليس مراد كوروم، موضحا أن "ذلك سبب النشاط عالي المستوى من قبل رئيس التركي، على الرغم من الملفات الدولية الكثيرة على طاولته".
وخلال كلمته أمام أنصار العدالة والتنمية، هاجم كوروم منافسه أكرم إمام أوغلو وحزب الشعب الجمهوري، قائلا: بينما كنتم تقومون بحملتكم الانتخابية بميزانية البلدية، كنا نمسك بأيدي ضحايا الكارثة في شوارع إيلازيغ وملاطية (ولايتان تركيتان). وبينما كنتم تعقدون اجتماعات خلف الأبواب للإطاحة بزعيمكم (كمال كليتشدار أوغلو)، كنا نستثمر بـ 365 مليار ليرة بإسطنبول.
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف: "هذا الشعب سيحاسب الذي نسوه عن سنواته الضائعة عبر صناديق الاقتراع. يوم صناديق الاقتراع هو يوم الحساب. سيأتي صندوق الاقتراع يوم 31 مارس وستتم تصفية الحسابات".
وتابع مخاطبا أنصاره: "تعالوا في 31 مارس لنكن إلى جانب مستقبل إسطنبول. كل صوت هو بذرة. إذا خدم ازدهرت، وإذا بذلت صارت غرسة، وإذا كوفئت أصبحت غابة. صوّتوا لمدينتكم لتجد إسطنبول الخدمة والسلام والسعادة"، حسب تعبيره.
ورصدت "عربي21" ضعف في توافد أنصار أردوغان لحضور التجمع الانتخابي الكبير، كما تجد الإشارة إلى أن جزء كبير من المشاركين وصلوا إلى الموقع عبر مركبات مخصصة.
حضور أقل من المعتاد
ولفت أردوغان بنفسه إلى ضعف الحضور، قائلا "أمامي هنا الآن 650 ألف شخص، لكننا قد اعتدنا على مليون ونصف في هذا الميدان"، في إشارة إلى التجمع الانتخابي الكبير الذي عقده الرئيس التركي في الموقع ذاته خلال العام الماضي في سياق الانتخابات البرلمانية والرئاسية، حيث حضر آنذاك ما يزيد عن مليون شخص.
ومن المقرر فتح صناديق الاقتراع في 81 ولاية وقضاء تركيًا أمام الناخبين، الأحد المقبل، من أجل انتخاب رؤساء البلديات الكبرى والفرعية وأعضاء المجالس المحلية.
وتحظى الانتخابات المحلية في تركيا باهتمام عال من الأحزاب السياسية؛ لكونها أولى درجات سلم الفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية، كما يرى مراقبون أتراك.