تضمن
التقرير السنوي حول
انتهاكات حقوق الإنسان بتونس لعام 2023، رصد 99 انتهاكا ضد سياسيين
وصحفيين ونشطاء.
ووفق
التقرير الذي صدر بعنوان "آخر أيام الحرية"، فإن "الحقوق باتت تعيش
انتكاسة والدولة تتبع سياسة ممنهجة لضرب الحريات".
وقال
التقرير السنوي الصادر عن جمعية " تقاطع" الحقوقية إن أغلب حالات الانتهاك
تم تسجيلها خلال شهر شباط/ فبراير من عام 2023، نظرا لحملة الاعتقالات الواسعة والتي
شملت عشرات السياسيين المعارضين لإجراءات 25 يوليو.
اظهار أخبار متعلقة
وقال
غيلاني الجلاصي الناشط الحقوقي بجمعية" تقاطع": "أهم انتهاك طيلة السنة
شمل حرية الرأي والتعبير وقمنا بمعاينة ذلك من عديد المؤشرات والمتمثلة في الملاحقات
القضائية والإيقافات".
وأفاد
الجلاصي في تصريح لـ"عربي21": "كل رأي حر يتعرض للهرسلة والملاحقة الأمنية
والعدلية فقط لأنهم عبروا بحرية عن قضايا تهم الشأن العام رغم ما يكفله القانون، ولكن
الدولة خولت لنفسها فرض هيمنتها بالاعتقالات والسجن".
ولفت
ممثل جمعية "تقاطع" إلى أن "شهر شباط/ فبراير من عام 2023 كان الأكثر في حالات إيقاف السياسيين المعارضين، ولكن الأمر استمر وعلى كامل السنة".
يشار
إلى أنه وفق المحامين فإن عشرات السياسيين المعارضين ورجال الأعمال يقبعون في السجون
بتهم " التآمر" و"الفساد".
وأشار
المتحدث إلى حصول "تعسف في الإيقافات من قبل قوات الأمن وتعرض الموقوفين للهرسلة
دون أي وجه حق"، مؤكدا أن "الحقوق في انتكاسة والإيقافات أصبحت ضمن سياسة
ممنهجة من الدولة".
وأكد
ممثل الجمعية وقوع انتهاكات كبيرة حتى على محامي الدفاع عن المعتقلين، طالت عددا منهم
ملاحقات.
اظهار أخبار متعلقة
يذكر
أنه ضمن الأسماء الملاحقة: المحامية إسلام حمزة، ودليلة مصدق، والعياشي الهمامي، وعبد
العزيز الصيد وغيرهم.
بدورها
شددت مي العبيدي الناطقة الرسمية للجمعية على أن المنظمة "سجلت عدة ممارسات
مثلت تعديا صارخا على مكسب الحرية في البلاد".
ونبهت
العبيدي في تصريح لـ"عربي21" إلى أن "واقع الحريات في
تونس في تدهور
حاد، وهو ما يتطلب وقفة حازمة عبر توحيد الجهود للتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان من حرية
الرأي والتعبير".
واعتبرت
المنظمة في تقريرها أن "الوقت حان لتوحيد الجهود للتصدي لانتهاكات حقوق
الإنسان".
اظهار أخبار متعلقة
وحذرت
العبيدي من توظيف السلطة لأجهزة الدولة وخاصة القضاء لضرب الحقوق والحريات، مطالبة
بإلغاء المرسوم 54 الذي يقمع الحريات.
وتنص
المادة 24 من المرسوم عدد 54 على عقوبة "السجن مدة 5 أعوام وبغرامة قدرها 50 ألف
دينار (نحو 16 ألف دولار) لكل من يتعمّد استعمال شبكات وأنظمة معلومات واتّصال لإنتاج،
أو ترويج، أو نشر، أو إرسال، أو إعداد أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو وثائق مصطنعة
أو مزوّرة أو منسوبة كذبا للغير بهدف الاعتداء على حقوق الغير أو الإضرار بالأمن العام
أو الدفاع الوطني أو بث الرعب بين السكان".