قال عدد من خبراء
القانون الدولي، إن "مقاطع الفيديو التي ينشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويظهر فيها الأسرى وهم مجردون من ملابسهم ومقيدون ومعصوبو الأعين، تمثل انتهاكا للقانون الدولي، الذي ينص على عدم تعريض المعتقلين للإذلال غير الضروري، أو فضول الجمهور".
وفي هذا السياق، يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه "أنهى خدمة أحد جنود الاحتياط الذين حددناهم، وإن مقاطع الفيديو مثل هذه ليس لها أي قيمة". فيما لم يستجب جيش الاحتلال لأي طلب آخر من أجل التعليق.
وقال أحد كبار مستشاري الأمم المتحدة لدى المحكمة الجنائية الدولية، مارك إليس، إن "اللقطات التي عرضناها عليه من جنود إسرائيليين قد تنتهك القواعد المعترف بها لمعاملة أسرى الحرب".
وتوثق معظم مقاطع الفيديو التي تم تداولها بشكل متسارع خلال الأيام القليلة الماضية لمشاهد جنود الاحتلال الإسرائيلي وهم يتفقدون المنازل التي تم تهجير السكان منها قسرا، بينما يظهر أحد المقاطع جنودا وهم يطلقون النار فيما يرتدون زي الديناصورات، ويظهر في مقاطع أخرى جنود الاحتلال وهم يحضّرون البيتزا في منزل فلسطيني فارغ.
وتم بتحميل مقاطع فيديو متعددة من
غزة منذ أوائل كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بما في ذلك لقطات تم تحديدها باسم كتيبة الغرانيت 932، وهي جزء من "لواء ناحال" التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
اظهار أخبار متعلقة
وفي أحد المقاطع، الذي ذاع صيته، ولقي استنكارا واسعا، ظهر المعتقل الفلسطيني وهو شبه عارٍ وينزف ويداه مقيدتان ويجلس على كرسي في أثناء استجوابه. نُشر بتاريخ 24 كانون الأول/ ديسمبر 2023.
وحدد موقع "بي بي سي عربي" الموقع بأنه في كلية غزة، وهي مدرسة تقع شمال
قطاع غزة، من خلال "الديكور المميز وشعار المؤسسة الذي يظهر في الفيديو، والذي قمنا بمطابقته مع صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك". فيما تم "في وقت لاحق من نفس الفيديو، يظهر المعتقل وهو يسير حافي القدمين في شوارع غزة".
كذلك، كشف المصدر نفسه، "مقاطع فيديو تم تحميلهما على تيك توك بواسطة جندي آخر من الجيش الإسرائيلي على صور لمعتقلين معصوبي الأعين، تتخللها صور لجنود يحملون أسلحة"، و"مقطع من المقطعين نُشر في 14 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وصُوّر على وقع أغنية راب إسرائيلية، يظهر فيه معتقلون معصوبي الأعين ومكدسين في شاحنة صغيرة وبجانبهم جندي يقف رافعا إبهامه للأعلى".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف: "لقد عثرنا على عدد من الصور المستخدمة في مقاطع الفيديو الخاصة به في شمال غزة. وبعد أن اتصلنا بالجيش الإسرائيلي وتيك توك، تمت إزالة مقاطع الفيديو".
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان له: "تم التقاط الصورة في أثناء استجواب ميداني. ولم يصب المشتبه به بأذى. وقام جندي احتياطي بتصوير الصورة ونشرها بما يتعارض مع أوامر وقيم الجيش الإسرائيلي، وتقرر مؤخرا إنهاء خدمته الاحتياطية".
تجدر الإشارة إلى أن المادة 13 من اتفاقية جنيف الثالثة، تنص على وجوب حماية الأسرى في جميع الأوقات، خاصة ضد أعمال العنف أو الترهيب وضد "الشتائم والفضول العام".