أدانت دول
ومنظمات دولية استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" في مجلس
الأمن الدولي، ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار في
قطاع غزة لأسباب إنسانية.
وكان
مجلس الأمن الدولي قد فشل بتمرير مشروع قرار يقضي بوقف إطلاق النار بعد أن استخدمت
الولايات المتحدة الفيتو ضد القرار بحجة أنه لن يكون مفيدا في المرحلة الراهنة.
اظهار أخبار متعلقة
وتأتي
الإدانات الدولية بعد يوم واحد من جلسة طارئة للتصويت في مجلس الأمن الدولي على
مشروع قرار قدمته الإمارات العربية، وشاركت فيها نحو 100 دولة وأيد 13 عضوا من
أعضاء المجلس الـ15 المشروع، مع امتناع المملكة المتحدة عن التصويت واستخدام
واشنطن للفيتو.
ماليزيا
تدين الفيتو
وقال
رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم في سياق إدانته للفيتو: "باسم الحكومة
الماليزية، أدين بشدة وأحتج على استخدام الولايات المتحدة الفيتو على مشروع قرار
لوقف إطلاق نار إنساني عاجل في غزة".
وشدد
إبراهيم، في تصريحات أدلى بها للصحفيين، على ضرورة "وضع حد لجرائم قتل
المدنيين والأطفال الرضع والنساء في غزة".
اظهار أخبار متعلقة
كما
عبر عن أسفه الشديد جراء الفيتو الذي وصفه بـ"القبيح"، لتغاضيه عن رؤية
صرخات ومناشدات المجتمع الدولي.
إيران
تتهم واشنطن بالمشاركة بقتل المدنيين
بدوره،
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، "أثبتت الحكومة
الأمريكية مرة أخرى أنها الفاعل والعامل الرئيسي في قتل المدنيين والمواطنين
الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال، وتدمير البنية التحتية الحيوية في غزة".
وأضاف
كنعاني: "منذ بداية الغزو الوحشي للنظام الصهيوني، الذي يقتل الأطفال على
غزة، أثبتت الولايات المتحدة مرارا وتكرارا تحالفها وتعاونها مع نظام الفصل
العنصري الإسرائيلي في ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الأمة الفلسطينية".
الصين
تصف الفيتو بالمخيب للآمال
فيما
وصفت الصين الفيتو الأمريكي ضد قرار وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة
بأنه أمر "مخيب للآمال ومؤسف".
وقال
تشانغ جون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة: "من المخيب للآمال والمؤسف
للغاية أن يتم استخدام حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار لمجلس الأمن
الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة".
اظهار أخبار متعلقة
وقال
تشانغ، إن مشروع القرار يضم نحو 100 دولة، وأن الصين واحدة منهم موضحا أنه رغم
استخدام الفيتو ضد القرار، إلا أن وجهة النظر الغالبة للمجتمع الدولي واضحة؛ وقف
إطلاق النار الإنساني الفوري هو الأولوية القصوى".
وشدد المسؤول
الصيني "على أن بلاده لن تتوقف، بل ستواصل بذل الجهود لإنقاذ الأرواح، ودعم
العدالة، والسعي لتحقيق السلام".
التعاون
الإسلامي تعرب عن خيبة أملها بالفيتو
أما
منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 عضوا، فقالت في بيان إن "الأمين العام
لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، أعرب عن خيبة أمله واستنكاره لفشل مجلس
الأمن الدولي في التصويت لصالح قرار حاسم لوقف إطلاق النار في غزة".
وأضاف
طه، أن "هذا الفشل ينعكس سلبا على دور مجلس الأمن الدولي في حفظ السلم والأمن
الدوليين، وحماية المدنيين الأبرياء، ووضع حد للوضع الإنساني المتدهور نتيجة
استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وحذر
من أن "فشل مجلس الأمن الدولي في تحمل مسؤولياته في هذه المرحلة الحرجة يمنح
الاحتلال الإسرائيلي فرصة لمواصلة وتصعيد عدوانه ضد الشعب الفلسطيني".
كما
أشاد بـ"مواقف كافة الدول الداعمة لمشروع القرار في مجلس الأمن الدولي" مشددا على
"ضرورة مواصلة الجهود لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات
الإنسانية إلى قطاع غزة، وتوفير الحماية الدولية لقطاع غزة والشعب الفلسطيني".
أطباء
بلا حدود تصف الفيتو بالتواطؤ مع المذبحة
وفي
إطار تنديدها بالفيتو الأمريكي، قالت "أفريل بينوا"، المديرة التنفيذية
لمنظمة أطباء بلا حدود في الولايات المتحدة، إن استخدام واشنطن لحق النقض ضد وقف
إطلاق النار في غزة يجعلها "متواطئة في المذبحة" بالقطاع.
وأشارت
بينوا في بيان للمنظمة الدولية بأنه "بينما تستمر القنابل في الهطول على
المدنيين الفلسطينيين وتسبب دماراً واسع النطاق، استخدمت الولايات المتحدة مرة
أخرى قوتها لعرقلة محاولة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للمطالبة بوقف إطلاق
النار في غزة".
وأضافت
أنه "من خلال استخدام حق النقض ضد القرار، تقف الولايات المتحدة وحدها في
الإدلاء بصوتها ضد الإنسانية، ويجعلها ذلك متواطئة في المذبحة في غزة".
وأكدت المسؤولة
الأممية على أن "حق النقض الأمريكي يتناقض بشكل حاد مع القيم التي تدعي واشنطن
أنها تتمسك بها".
وتعد
هذه المرة الثانية التي تستخدم فيها واشنطن "الفيتو" ضد مشروع قرار
بمجلس الأمن بشأن غزة، حيث استخدمته لأول مرة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ضد مشروع
قرار بالمجلس قدمته البرازيل، ويطالب بهدنة إنسانية في قطاع غزة.