قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة
فتح جبريل رجوب، إن ما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كان زلزالا وحدثا غير مسبوق وحربا دفاعية مليئة بالملاحم والبطولات يخوضها الشعب الفلسطيني على مدار 75 عاما.
وأوضح الرجوب أن "العدوان الإسرائيلي لم يكن ردة فعل ولكنه جزء من عدوان مبادر على مدار العام وهي أعمال عدوانية أحادية الجانب تستهدف كل شبر وكل فلسطيني وكل مكوناتنا الوطنية في الضفة وغزة".
وأشار الرجوب خلال مؤتمر صحفي أقامته السفارة الفلسطينية في الكويت على هامش مباراة المنتخب الفلسطيني مع نظيره الأسترالي، إلى الهبة الشعبية العربية من المحيط إلى الخليج: "كنا نتمنى أن تتحول إلى قرار ضمن مخرجات القمة العربية الأخيرة" معرباً عن أمله في أن تكون هناك مراجعة رسمية عربية لتوفير كل أسباب الصمود لشعبنا في فلسطين.
ولفت إلى أن وتيرة عدوان الاحتلال بعد 7 أكتوبر أخذت منحى غير مسبوق لسببين، "الأول أن القوى الحاكمة في إسرائيل فاشية يمينية عنصرية لا تعترف حتى بوجود الشعب الفلسطيني".
وثانيا "أنهم وجدوا في هذا العدوان فرصة لمحاصرة كل مكونات المجتمع الإسرائيلي الذي كان في حالة انقسام على حساب الدم الفلسطيني".
اظهار أخبار متعلقة
واستطرد: "إلا أن الأخطر من ذلك هو أن العدوان استطاع توفير مظلة دولية تقودها أمريكا لحماية العدوان الذي يمثل إبادة جماعية للشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أن "الكيان الصهيوني محاصر بنسبة 75% في كل أنحاء العالم، كاشفا عن أن المشروع الإسرائيلي له أهداف معلنة وأخرى خفية لا يدركها إلا من كان في حالة صراع معه أو الباحث المتعمق في هذا الشأن، أول هذه الأهداف هو تقليص حالة الانقسام السياسي والجغرافي في المجتمع الإسرائيلي".
أما الهدف الثاني فهو التهجير القسري أو خلق ظروف معيشية قاسية تدفع الفلسطينيين إلى الهجرة وينطبق ذلك حتى على الفلسطينيين الموجودين في "إسرائيل" منذ عام 1948، إلا أن ذلك تمت مواجهته بحالة صمود شامخة من الشعب الفلسطيني، وخلق بيئة إيجابية قدمت نموذجا من التعاضد الإيجابي والخلاق بين مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني، بالإضافة إلى الإصرار على ضرورة إنهاء الاحتلال والمعاناة بإقامة دولة فلسطينية.
وأوضح أن الوحدة الوطنية الفلسطينية يجب أن تحقق ركيزتين الأولى الحفاظ على الإنجازات وحقنا في إقامة دولتنا بعيدا عن سياسة الكيل بمكيالين، مشيرا إلى أن ما حدث في 7 أكتوبر كشف زيف الهالة التي يروج لها الكيان الإسرائيلي عن قوة جيشه والتي اتضح أنها أكذوبة مثل بيت العنكبوت.
كما هز ثقة الإسرائيلي في أمنه الشخصي ومشروع الاستيطان، مبينا أن 40% من مليون يهودي ممن هاجروا إلى فلسطين من الاتحاد السوفييتي في تسعينيات القرن الماضي ليسوا يهودا، مشيرا إلى أنهم اكتشفوا أكذوبة الوعود الإسرائيلية، كاشفا عن أن أكثر من 250 ألف يهودي في غلاف غزة موجودون في الفنادق خوفا على أمنهم الشخصي.
وأشار إلى أن ما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر أفشل مخطط اليمين الإسرائيلي لدمج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط بمعزل عن القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى خلق حرب إقليمية، وفي حال حدوث ذلك لن تنجو المنطقة من حرب نووية، موضحا أن الهدنة ما كانت لتحدث لولا اكتشاف المجتمع الدولي وحتى أمريكا حليفتهم لحالة التناقض ما بين مصالحهم وسلوك قوات الاحتلال وهذا ما شكل قوة ضاغطة على الاحتلال.
وأعرب الرجوب عن أمله أن تتحول الهدنة إلى وقف كامل للعدوان، ولكن هذه الهدنة يجب أن تكون جزءا من خارطة طريق للحل الشامل للقضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية، بالإضافة إلى إيقاف سياسات القمع والقهر والإبادة الجماعية والتهجير، فضلا عن وجود 5000 أسير لدى قوات الاحتلال منذ عام 1985 وهو جرح نازف لن يندمل إلا بتحريرهم جميعا في ظل وجود مئات من الإسرائيليين لدى الفلسطينيين، وبالتالي الصفقة من الممكن أن تتم.
وقال بأن "منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني والشرعية الدولية هي مرجع حل الصراع العربي - الإسرائيلي ووحدة الأراضي الفلسطينية على حدود 1967 خطوط حمراء لا يمكن المساس بها".