تصدرت أبحاثه المؤتمرات الدولية وصفحات المجلات العلمية العالمية المختصة في مجال النانوكيمياء واستخداماتها في المجالات الطبية وغيرها.
سبقه إلى
جائزة نوبل عرب، وآخرون من أصول عربية حملوا جنسيات أمريكية وبريطانية.
منجي
الباوندي، المولود عام 1961 في العاصمة الفرنسية باريس لعالم الرياضيات التونسي محمد صلاح باوندي، الذي تزوج في أثناء دراسته الثانوية في باريس من سيدة فرنسية وأنجب طفلين: منجي ومريم، ثم انفصل عنها ليتزوج من زميلته التي كانت تدرس في جامعة كاليفورنيا.
أمضى منجي فترات طفولته متنقلا بين تونس ومدينة نيس جنوب
فرنسا، ثم انتقل عام 1971 بصحبة عائلته إلى ولاية إنديانا الأميركية بعد أن عين والده أستاذا زائرا هناك.
عاد عام 1974 مع عائلته إلى باريس، لكن والده وجد صعوبة في الاندماج مع المنهج الجامعي الفرنسي، فقرر العودة نهائيا إلى الولايات المتحدة عام 1975 واستقر منجي هناك، وهو في عمر 14 عاما.
حصل منجي على منحة دراسية في جامعة هارفارد في ولاية ماساتشوستس، وتخرج منها عام 1982 بعد نيله درجة الماجستير في الكيمياء.
نال في عام 1988 درجة الدكتوراه في الكيمياء من جامعة شيكاغو بعد أن ناقش رسالته التي حملت عنوان "من الأكبر إلى الأصغر جزيئات متعددة الذرات: الميكانيكا الإحصائية وميكانيكا الكم في العمل".
أصبح أستاذا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (أم آي تي) عام 1990، ثم أصبح أستاذا جامعيا محاضرا عام 1996 في الجامعة نفسها التي درس وتخرج فيها. وتمكن من إنشاء مختبر للكيمياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وانطلق في إجراء البحوث المتعددة بهدف مزيد من الاستكشاف للعلوم وتطوير تكنولوجيا البلورات النانوية وغيرها من الهياكل النانوية (جسيمات متناهية الصغر) المصنعة كيميائيا.
اظهار أخبار متعلقة
ويتمتع الباوندي بعضوية الأكاديمية الوطنية للعلوم، والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، وفي عام 2006 حصل الباوندي على جائزة إرنست أولاندو لورنس وهو فيزيائي أمريكي حاصل على نوبل في الفيزياء.
أسهم منجي باوندي في كتابة أكثر من 300 ورقة بحث علمي ومراجعتها، ويعد مرجعا عالميا في الكيمياء والكيمياء النانوية الدقيقة.
يكشف منجي، بعد حصوله على جائزة نوبل بأنه رسب في أول امتحان له في الجامعة، في حادثة كادت أن "تدمره" لكنها علمته درسا في "المثابرة"، كما روى.
يقول: "كنت معتادا على عدم التحضير للامتحانات"، خلال امتحانه الأول في جامعة هارفارد، حيث بدأ دراساته العليا، رسب بنتيجة قاسية يروي: "نظرت إلى السؤال الأول ولم أتمكن من الإجابة عليه. والأمر نفسه مع السؤال الثاني. وحاولت الإجابة على جميع الأسئلة، لكن في النهاية حصلت على درجة 20 من 100"، "وقد كانت أدنى درجة في الفصل".
يضيف وهو يتبسم ضاحكا "قلت لنفسي يا إلهي، هذه النهاية بالنسبة لي، ماذا أفعل هنا؟" موضحا "كان يمكن أن أقرر أن هذا التخصص ليس مناسبا لي، لكنني كنت أحب ما أفعله، لذلك تعلمت النجاح كطالب".
وينصح الباوندي طلاب اليوم بالحرص على "التفتح الذهني" و"الإبقاء على الفضول الذي يشكل مفتاح العلم". يضيف أن "النكسات جزء من البحث، وهي جزء من الحياة وعليكم الاستمرار في المحاولة، والقيام بما يثير اهتمامكم".
رشح عام 2020 لجائزة نوبل للكيمياء لكنها كانت من نصيب باحثة فرنسية وأخرى أمريكية.
لكنه تمكن مع عالمين آخرين من الفوز بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2023 عن بحوثهم حول جسيمات نانوية تسمى النقاط الكمومية، وهي بلورات نانوية شبه موصلة.
وتستخدم هذه المكونات الصغيرة جدا المعتمدة في تكنولوجيا النانو في نشر الضوء عبر أجهزة التلفزيون ومصابيح " ليد"LED، ويمكنها أيضا توجيه الجراحين عند إزالة أنسجة الأورام، ولهذه الجسيمات أهمية كبرى، ويمكن الاستفادة منها في إزالة الأنسجة السرطانية، بحسب بيان الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم.
اظهار أخبار متعلقة
وليس الباوندي (جنسيته أمريكية) أول عالم من أصول عربية يحصل على نوبل في الكيمياء أو في أية فروع أخرى لهذه الجائزة فقد سبقه إلى ذلك كل من:
الدكتور بيتر مدور حصل على جائزة نوبل في الطب عام 1960 وهو لبناني الأصل يحمل الجنسية البريطانية، والرئيس المصري محمد أنور السادات حصل على نوبل في السلام عام 1978، والروائي المصري نجيب محفوظ حصل على نوبل في الأدب عام 1988، وإلياس جيمس خوري أمريكي من أصل عربي لبناني حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1990، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حصل على نوبل في السلام عام 1994، والمصري أحمد زويل حصل على نوبل في الكيمياء عام 1999، والمصري محمد البرادعي ونوبل للسلام عام 2005، واليمنية توكل كرمان أول امرأة عربية تفوز بجائزة نوبل للسلام عام 2011.
ومنحت جائزة نوبل للسلام عام 2015 للرباعي الراعي للحوار في تونس (اتحاد الشغل، ومنظمة الأعراف، وهيئة المحامين، ورابطة الدفاع عن حقوق الإنسان) التي قامت بالوساطة في الحوار الوطني في تونس تقديرا "لمساهمتهما الحاسمة في بناء ديمقراطية متعددة بعد ثورة الياسمين عام 2011".
ولدى معرفة منجي الباوندي بخبر فوزه بجائزة نوبل في الكيمياء، قال الباوندي إنه في حال من "الصدمة والتشرف"، لافتا إلى أنه لم يكن يتوقع اتصال الأكاديمية السويدية به والذي أيقظه من سبات عميق،على حد تعبيره للصحفيين.
حسنا فعل الباوندي حين استيقظ فقد فتح شهية المبدعين العرب على الانطلاق نحو العالمية والخروج من السجن الكبير الذي يقتل الأرواح ويلقي بها في غيابة الجب.