رصدت تقارير صحفية غياب وزير الخارجية
الصيني منذ أكثر
من ثلاثة أسابيع.
وتشين جانغ دبلوماسي رفيع ومساعد موثوق للرئيس الصيني شي
جين بينغ، وكان سفيرا لبكين لدى واشنطن، وشغل منصب وزير الخارجية في كانون الأول/ ديسمبر
الماضي.
وكان آخر ظهور علني لجانغ وهو يسير بجانب نائب وزير الخارجية
الروسي، أندريه رودنكو، الذي سافر إلى بكين آنئذ للقاء المسؤولين الصينيين، في أعقاب
تمرد مجموعة فاغنر في روسيا.
وتساءلت وكالة"
بلومبيرغ" الأمريكية عن سبب غياب
تشين جانغ الذي وصفته بالصندوق الأسود.
وكتبت صحيفة "الغارديان" البريطانية: "أين تشين جانغ".
فيما قالت شبكة "
سي إن إن" الأمريكية إن غياب تشين جانغ يثير التكهنات.
ونقلت الشبكة عن دينغ يووين، المحرر السابق لصحيفة الحزب الشيوعي الذي يعيش الآن في الولايات المتحدة قوله إنه "بالنظر إلى مكانة الصين ونفوذها في العالم، فمن الغريب حقًا ألا يظهر وزير خارجيتها علنًا لأكثر من 20 يومًا".
المثير في موضوع جانغ هو عدم تقديم وزارة الخارجية أي مبرر
لهذا الغياب، وردا على سؤال قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في مؤتمر صحفي،
الاثنين، إنه "ليس لديه معلومات لتقديمها"، مضيفا أن الأنشطة الدبلوماسية
الصينية تجري كالمعتاد.
ويبرز غياب جانغ خصوصا في ظل زخم دبلوماسي كثيف تشهده
العاصمة الصينية هذه الأيام.
وكان من المفترض أن يلتقي جانغ بمنسق السياسة الخارجية للاتحاد
الأوروبي جوزيب بوريل في وقت سابق من هذا الشهر في بكين، لكن تم تأجيل الاجتماع بعد
أن أبلغت الصين الاتحاد الأوروبي بأن المواعيد "لم تعد ممكنة"، حسبما ذكرت
وكالة "رويترز" نقلا عن متحدث باسم الاتحاد الأوروبي.
كما تغيب جانغ عن الاجتماع السنوي لوزراء خارجية رابطة دول
جنوب شرق آسيا (آسيان) في إندونيسيا، الأسبوع الماضي، وحضر كبير الدبلوماسيين الصينيين،
وانغ يي، الاجتماع مكانه.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي، الثلاثاء
الماضي، إن تشين لم يتمكن من حضور اجتماع الآسيان "لأسباب صحية"، وفقا لرويترز.
يرى المحلل الصيني دينغ أن "هذه مشكلة للأنظمة الشمولية، التي تكون بطبيعتها غير مستقرة، لأن كل شيء يقرره الزعيم الأكبر لوحده"، مضيفا أنه "إذا حدث أي شيء غير عادي لمسؤول كبير، فسوف يتساءل الناس عما إذا كانت علاقاته مع رأس السلطة، قد توترت أم أنها علامة على عدم الاستقرار السياسي".
من جهتها كتبت صحيفة "
نيويورك تايمز" تحت عنوان "أين وزير خارجية الصين؟" قائلة إن غياب جانغ المطول
يثير أسئلة عديدة حول صحته ووضعه، معتبرة أنه "غالبا ما يُنظر إلى حالات الاختفاء
المفاجئ لكبار المسؤولين الصينيين من الحياة العامة على أنها علامات محتملة على وجود
مشاكل".