أكد الكاتب والإعلامي
السوداني عثمان
الميرغني، أن الحرب في السودان بدأت تقترب من نهاياتها لصالح الجيش، وأن قوات الدعم
السريع وقائدها ستصبح جزءا من الماضي على المستويين السياسي والعسكري.
وأوضح الميرغني في حديث خاص لـ
"عربي21"،
أن "مجريات المعارك على الأرض بدأت تنجلي لصالح القوات المسلحة السودانية، بعد
أن تم إنهاك قوات الدعم السريع بشكل كبير، ولم يبق إلا القليل للإعلان عن نهاية
الحرب والعودة بالسودان إلى مساره السياسي المتفق عليه بين قواه ونخبه
السياسية".
واستبعد الميرغني الحديث عن وجود مخطط مسبق
من طرف قوات الدعم السريع وقوى إقليمية ودولية تقف وراءها، وقال: "شخصيا لست
من أولئك الذين يؤمنون بوجود خطة مسبقة اشتركت في صياغتها دول إقليمية هدفها
إدخال السودان في حرب أهلية، وإنما الأمر كان متعلقا فقط بخلاف سياسي داخلي سوداني.. ظن قائد قوات الدعم السريع أن قواته قادرة على فرض رؤيته، لكنه انزلق إلى أتون حرب
كلفته مصيره السياسي والعسكري وأيضا كلفت السودان ثمنا باهظا".
لكن الميرغني أشار إلى أن "ما يبقى لقوات
الدعم السريع هو الإمبراطورية الاقتصادية الكبرى، التي لم يتم حسم مصيرها حتى الآن،
وهو ما يثير برأيه السؤال الأهم: كيف ستتعامل السلطات السودانية مع هذه الإبمبراطورية
لا سيما أن جزءا كبيرا منها له امتدادات خارجية؟"، وفق تعبيره.
على صعيد آخر وردا على سؤال لـ"عربي21"، عن ما إذا كانت القوات المسلحة السودانية ستعيد رموز النظام
السابق الذين خرجوا من السجن إبان اندلاع
المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم
السريع إلى السجون، قال الميرغني: "بالتأكيد سيأخذ المسار القضائي طريقه
المعتاد، وسيمثل كل المتهمين أمام المحاكم، لكن الجديد أنهم سيمثلون في حالة سراح
وليس اعتقال، لأنه تم اعتقالهم لسنوات سابقا من دون أن يكون هنالك ما يبرر ذلك،
كما قال.
وأعلن الجيش السوداني، مساء أمس الأحد، عن إسقاط طائرة مسيرة في الخرطوم تابعة لقوات "الدعم السريع"، بينما أعلنت
الأخيرة عن إسقاط طائرة حربية وأخرى مسيرة للجيش في العاصمة.
وقال الجيش في بيان مقتضب: "قواتكم
المسلحة تسقط مسيرة لمليشيا الدعم السريع المتمردة في منطقة بحري العسكرية (شمالي الخرطوم)".
وفي وقت سابق أمس الأحد، تواصلت الاشتباكات
العنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الجيش و"الدعم السريع" بعدة
مناطق في الخرطوم.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول"، عن
شهود عيان قولهم إن اشتباكات قوية بالأسلحة الثقيلة والخفيفة استمرت لعدة ساعات في
العاصمة الخرطوم بمدينتي أم درمان (غربا) وبحري (شمالا).
من جانبها، أعلنت "الدعم السريع"
أنها أسقطت طائرة حربية من طراز "ميغ"، وأخرى مسيرة شمالي الخرطوم.
وقالت في بيان: "أسقط أشاوس قوات الدعم
السريع، صباح الأحد، طائرة حربية من طراز ميغ تابعة لمليشيا الانقلابيين (الجيش)
في منطقة الكباشي شمال بحري (شمالي العاصمة)".
وأضافت أنها أسقطت كذلك "طائرة مسيرة
تابعة للجيش قرب سلاح الإشارة في بحري".
ولم يصدر تعليق من الجيش السوداني بشأن
إسقاط طائرة حربية أو مسيرة، كما لم تعلق "الدعم السريع" على إسقاط
طائرة مسيرة تابعة لها.
ويتبادل الطرفان اتهامات ببدء القتال أولا
في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، ثم ارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع
نهاية لاشتباكات خلَّفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد عن 2.2
مليون نازح داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.
وبين الطرفين خلافات أبرزها بشأن المدى
الزمني لتنفيذ مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند رئيسي في
اتفاق مأمول لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين، بعد أن فرض
البرهان، حين كان متحالفا مع حميدتي، في 2021 إجراءات استثنائية أبرزها حل مجلسي
الوزراء والسيادة الانتقاليين.
واعتبر الرافضون تلك الإجراءات
"انقلابا عسكريا" على مرحلة انتقالية بدأت في أعقاب عزل عمر البشير من
الرئاسة (1989- 2019)، بينما قال البرهان إنها هدفت إلى "تصحيح مسار المرحلة
الانتقالية"، ووعد بإعادة السلطة إلى المدنيين عبر انتخابات أو توافق وطني.
إقرأ أيضا: خبير عسكري لـ"عربي21": الحرب في السودان صراع على السلطة