لن يستغرق من شاهد الفيلم الفرنسي
"أثينا"، "Athena" وقتا طويلا حتى يرى
الشبه الكبير بين ما جرى فيه، وما يجري هذه الأيام على التراب الفرنسي من
مواجهات بين الشرطة والمدنيين، حتى إن السبب هو ذاته لم يتغير.
وإن أردت
أن تتحدث عن الظلم والعنصرية في بلد "الثورة الفرنسية"، فليس هنالك أفضل
من قصة مسلم عربي جزائري، يموت على يد عناصر الشرطة.
حصل الفيلم الذي أخرجه رومان جافراس على جائزتين
في مهرجان البندقة السينمائي الدولي، وأعجب النقاد، لكنه لم يفلت أيضا من الانتقادات.
إظهار أخبار متعلقة
يحكي الفيلم قصة شاب "إيدر" يموت على يد
عناصر الشرطة، ويطلب أخوه "كريم" الثأر له، وله من الإخوة اثنان آخران، أحدهما
تاجر مخدرات مشغول بحماية "مصدر رزقه"، واسمه مختار، والآخر، عبدل، عنصر
في القوات الفرنسية، عائد من مالي حديثا يصدق رواية الشرطة، وأنها ستطبق القانون
على عناصرها المتورطين، ويحاول إقناع شبان الحي بأن مقاومة قوات الأمن أمر خاطئ.
وتدور حرب طاحنة على الأرض، بعد أن ألقى "كريم"
الذي يبدو أنه لا يثق منذ البداية بكلام قوات الأمن، فأحضر معه "المولوتوف"
إلى مكان المؤتمر.
وقبل أن تدور الحرب، يحصن الشبان حيهم "أثينا"
بعد أن استولوا على معدات وأسلحة من مخازن الشرطة، وتبدأ فرق قوات الأمن المدرعة
بالاصطفاف على أبواب الحي.
ولأن لكل زمن بؤساء، شارك في كتابة سيناريو
"أثينا"، مخرج فيلم "Les Misérables"، "البؤساء" عام 2019، لادج لي، الذي صور في فيلمه
العنصرية ذاتها، والصراع الداخلي بين المسلم الفرنسي الذي يقف إلى جانب الدولة، والبؤساء
الثائرين على الظلم في الطرف الآخر.
يناقش الفيلم ثورة الحي على الدولة،
وثورة الأخ الصغير على أخيه الأكبر، وثورة في داخل الجندي الفرنسي المسلم بشأن "الصواب".
إظهار أخبار متعلقة
وهزت أعمال عنف شملت تخريب مقار إدارات عامة ومناوشات في مدن كثيرة واقعة
في منطقة العاصمة الفرنسية
باريس، رغم توجيه تهمة القتل العمد وحبس الشرطي الذي
أقدم على قتل المراهق "نائل إم." الذي يبلغ السابعة عشرة، خلال عملية تدقيق
مروري بعدما رفض التوقف في منطقة "نانتير".
وقُتل "نائل" برصاصة في الصدر بعدما رفض التوقف خلال عملية تدقيق
مروري أجراها شرطيّان درّاجان في نانتير؛ كون السنّ القانونية للقيادة هي 18 عاما.
لا تختلف قصة "نائل" في نانتير كثيرا عن
"إيدر" في أثينا، حيث تخفي بلد الأزياء الجميلة تحت هذه الأزياء ما
تخفيه من عنصرية وظلم.
أحدث فيلم "البؤساء" ردة فعل لدى الرئيس
الفرنسي، إيمانويل
ماكرون، الذي عبر عن انزعاجه، وطلب من الحكومة العمل على إيجاد
أفكار لتحسين الظروف المعيشية لسكان "الضواحي"، بحسب ما نقلت صحيفة
"لو جورنال دو ديمانش"، فهل كان فيلم "أثينا" الذي تنبأ
بأحداث اليوم، تحذيرا مسبقا من أن الخطط الحكومية لم تفلح؟