أعلن
مؤتمر فلسطينيي
أوروبا، أنه لن يعير أي
اهتمام للحملة التي استهدفته قبيل انعقاد دورته العشرين في مدينة مالمو السويدية
نهاية أيار (مايو) الماضي، وأكد أنه سيستمر في العمل من أجل تحقيق هدفه في تأمين حق
العودة للاجئين الفلسطينيين حول العالم إلى ديارهم في فلسطين.
وأوضح رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا أمين أبو
راشد، في بيان صحفي له اليوم الثلاثاء أرسل نسخة منه لـ
"عربي21"، أن
الحملة التي استهدفت الدورة العشرين للمؤتمر قد فشلت.
وقال: "أمام الهجمة الشرسة التي طالت
مؤتمر فلسطينيي أوروبا العشرين، والتي لم تعد تخفى على أحد، ذهبنا أمس وكما تابعتم
إلى عقد مؤتمر صحفي في مدينة مالمو السويدية، برفقة المستشار القانوني للمؤتمر
المحامي السويدي Bengt Frost،
حيث فنّدنا كل تلك الافتراءات والادّعاءات المُلفّقة، وتمكنّا من إبطالها وكأنّها
لم تكن، واستطعنا كذلك إثبات نزاهة المؤتمر وعدم تبعيته لأحد".
وأضاف: "أكّدنا على عزمنا مواصلة مسيرة
المؤتمر التي تحمل رسالة العودة إلى فلسطين، وتُلبّي تطلعات وآمال أبناء شعبنا
الفلسطيني في أوروبا، وبالتالي يمكن أن نقول إننا نجحنا في هذه الخطوة نجاحاً
مُبهراً".
وذكر أبو راشد أن المؤتمر تعرض لـ "حملة
ممنهجة قادها اللوبي الإسرائيلي وأذنابه الذين وقفوا على قدمٍ واحدة بسبب عقد
المؤتمر"، وقال: "هم يريدون للصوت الفلسطيني أن يتلاشى رويداً رويداً في
القارة الأوروبية، وهذا لن يحدث أبداً طالما هناك فلسطيني واحد في أوروبا، بل إننا
ماضون نحو تحقيق حلم العودة الذي نراه قريباً بمشيئة الله".
وختم أبو راشد البيان قائلا: "مستمرون
في عملنا تحت سقف القوانين الأوروبية، وماضون من غير رجعة أو تردد نحو هدفنا
المنشود ولن نتوقف إلّا في محطتنا الأخيرة، هناك في القدس وفي رحاب المسجد الأقصى
المبارك من دون الاحتلال"،
وفق تعبيره.
وكان مؤتمر فلسطينيي أوروبا قد اختتم فعاليات
دورته العشرين في مدينة مالمو السويدية يوم 27 أيار (مايو) الماضي بمشاركة آلاف الفلسطينيين الذين أتوا إلى السويد من مختلف الأقطار الأوروبية، على الرغم من حملة
الشيطنة التي تعرض لها المؤتمر من قيادات فلسطينية رسمية في السلطة.
وهذه هي الدورة العشرون للمؤتمر الذي انطلق
في لندن عام 2003، وحملت هذه المرة شعار "75 عاماً وإنّا لعائدون".
وقد هاجمت منظمة التحرير وحركة "فتح"
المؤتمر، وعدتاه محاولة لشق الصف الفلسطيني واستعادة مخططات تصفية المنظمة.
وهاجم مسؤولون
فلسطينيون، المؤتمر، وقالوا
إنه محاولة جديدة "لضرب تمثيل المنظمة"، واعتبر نائب أمين سر اللجنة
المركزية لحركة "فتح" صبري صيدم، أن المؤتمر محاولة من البعض لاستعادة
المخططات التصفوية لمنظمة التحرير، وتجاوز الأطر الفلسطينية الشرعية.
وقال رئيس لجنة المغتربين والجاليات في
المجلس الوطني الفلسطيني، أسامة القواسمي، إن المؤتمر يهدف إلى ضرب تمثيل منظمة
التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين.
وينظر إلى مؤتمر "فلسطينيي
أوروبا" باعتباره مؤسسة ومنصة لتصحيح النظرة الدولية إلى الشأن الفلسطيني،
وتقديم الرواية الحقيقية لما يجري على أرض فلسطين.
يقول الكاتب والإعلامي ظاهر صالح في مقال له
نشره بصحيفة "عربي بوست" يوم 29 أيار (مايو) الماضي، عقب انتهاء فعاليات
الدورة العشرين لمؤتمر فلسطينيي أوروبا في مالمو: "سجل للمؤتمر وفق سجلات
القائمين عليه منذ نسخته الأولى في عام 2003 إسهامات بارزة في نشر الرواية
الفلسطينية وبيان الحق الفلسطيني في المحافل الأوروبية، وفضح الادعاءات
الإسرائيلية القائمة على الزيف والبهتان، وفضح جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين
وأرضهم وممتلكاتهم".
وتابع: "إضافة إلى ذلك، فإن مؤتمر
فلسطينيي أوروبا جاء ليؤكد على التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية غير القابلة
للتصرف، وعلى رأسها الحق بالحرية والعودة وتقرير المصير".
وحول مبادرات المؤتمر قال صالح: "أطلق
مركز العودة المؤتمر في العام 2003، ونظم 19 دورة سابقة، قبل أن يصبح مبادرة
مستقلة وقائمة بحد ذاتها، إضافة إلى إطلاق
عشرات المبادرات على شكل مشروعات خدمية وخيرية وسياسية وحقوقية لمختلف أماكن
الوجود الفلسطيني في الداخل والخارج، من بينها حملات الدعم الإنساني، وسفن كسر
الحصار عن غزة، والوفود البرلمانية الأوروبية التي زارت فلسطين ومخيمات اللاجئين
الفلسطينيين".
وحول رؤية فلسطينيي أوروبا للمؤتمر قال صالح:
"ينظر الفلسطينيون في أوروبا إلى هذا المؤتمر على أنه لقاء جامع لهم، وفرصة
سانحة للتأكيد على حق العودة وكل الثوابت الفلسطينية، وأنه مَكَّنَ الفلسطينيين
المنسيين والمهمشين في أوروبا من أن يكون لهم دور وعمل، ويساعد في تسليط الضوء على
قدراتهم وإمكانياتهم، ويكشف عن مواهبهم وطاقاتهم، ويظهر أنهم يستطيعون المساهمة في
المقاومة، وخدمة شعبهم، ودعم صمودهم، وترسيخ ثباتهم"، وفق تعبيره.
إقرأ أيضا: ما وراء تهديدات السلطة لمؤتمر "فلسطينيي أوروبا"؟.. استهجان واسع