واصل جيش
الاحتلال الإسرائيلي
عدوانه على قطاع
غزة المحاصر لليوم الخامس، فيما كثف من استهدافه لمنازل المواطنين، ما تسبب في دمار واسع، في الوقت الذي يواصل فيه إغلاقه للمعابر التي تعد شريان حياة، وتحذيرات من توقف محطة الكهرباء الوحيدة.
غارات مدمرة تستهدف المنازل
ودمر الاحتلال الإسرائيلي بطائراته الحربية أكثر من 17 منزلا في خانيونس ودير البلح وغزة وشمال القطاع منذ بدء العدوان.
وظهر السبت، قصفت طائرات الاحتلال، منزلا في جباليا، وآخرين في بيت حانون وبيت لاهيا شمال قطاع غزة.
كما أغارت قوات الاحتلال على أراض زراعية وأهداف متفرقة، من جنوب إلى شمال ووسط قطاع غزة.
وكان من أبرز البيوت المستهدفة عمارة سكنية في حي النصر، تسبب قصفها في استشهاد القائد في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الشهيد إياد الحسني.
ونعت الغرفة المشتركة لفصائل
المقاومة الفلسطينية القائد الحسني، وهو عضو المجلس العسكري ومسؤول وحدة العمليات في "سرايا القدس".
وشنت طائرات الاحتلال مساء أمس وفجر اليوم، سلسلة غارات مدمرة على مختلف المناطق في قطاع غزة، وخاصة في بيت حانون شمالا، وشرق مدينة غزة وجباليا والبريج وسط القطاع، وهو ما أدى إلى سماع أصوات انفجارات ضخمة وإحداث حرائق في بعض الأماكن المستهدفة.
اظهار أخبار متعلقة
استمرار عملية "ثأر الأحرار"
وبدأت المقاومة الفلسطينية ظهر الأربعاء، في تنفيذ عملية "ثأر الأحرار" ردا على عدوان الاحتلال المستمر على القطاع، وواصلت عبر "الغرفة المشتركة" إطلاق عدة رشقات صاروخية تجاه المستوطنات المحيطة وبعض المناطق في تل أبيب وحتى المستوطنات في القدس المحتلة، وذلك ردا على العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وظهر السبت، دوّت صفارات الإنذار في مستوطنات جنوب "تل أبيب" وعسقلان وأسدود، و"نيريم"، و"ناحل عوز"، و"علوميم"، والنقب الغربي، والمنطقة الصناعية، وجان يفنه، و"كرم أبو سالم" و"كرميا" و"نير عام" و"مفلاسيم"، و"علوميم"، و"كفار سعد"، و"العين الثالثة"، و"كيسوفيم"، و"صوفا".
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن المقاومة الفلسطينية أطلقت أكثر من 100 صاروخ في الآونة الأخيرة، وتركزت الهجمات على المستوطنات المحيطة لقطاع غزة.
وأفادت القناة 14 الإسرائيلية، بوجود 3 إصابات في مستوطنة "شكوداه" بفعل صواريخ غزة، إحداها حرجة جدا والثانية خطيرة والثالثة متوسطة، فيما سجلت إصابة جديدة لمستوطن في "نتيفوت".
وأعلنت سرايا القدس السبت، أنها ستجدد "قصفها الصاروخي للمدن المحتلة تأكيدًا منها على استمرار المواجهة وعملية ثأر الأحرار، إثر استمرار الاغتيالات وقصف الشقق والبيوت الآمنة".
وأضافت "سرايا القدس" في تصريح مقتضب أن "المقاومة أعدّت نفسها لأشهر من المواجهة"، مشيرةً إلى أنها تمتلك نفسًا طويلًا وحاضنة شعبية وفيةً عظيمة.
وحتى صباح السبت، تحدثت وسائل الإعلام العبرية، عن إطلاق المقاومة أكثر من ألف صاروخ وصل عدد منها إلى تل أبيب والمستوطنات في القدس المحتلة، حيث تمكنت دفاعات الاحتلال وفق المزاعم الإسرائيلية من اعتراض نحو 300 منها.
أضرار جسيمة وارتفاع عدد الشهداء
وأدى القصف الإسرائيلي إلى ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 33 شهيدا بينهم 6 أطفال و3 سيدات، إضافة إلى إصابة 147 بجراح مختلفة؛ بينهم أطفال ونساء، وفق إحصائية صادرة عن وزارة الصحة بغزة.
وأدى القصف، إلى تضرر مستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح وسط القطاع، وإحداث حالة من الهلع في صفوف المرضى.
وفي إحصائية ليست نهائية لحجم الأضرار التي تسبب فيها العدوان الإسرائيلي، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في مؤتمر صحفي عقده أمس، بأن عدد المباني التي طالها الهدم الكلي وصلت إلى ثمانية مبان (يضاف إليها نحو ستة أخرى)، إضافة إلى 28 وحدة هدم كلي، وتضرر 532 وحدة منها 37 غير صالحة للسكن، و495 بين تضرر جزئي وبليغ.
ونوه المكتب إلى أن العملية التعليمية ما زالت متوقفة بشكل كامل بسبب العدوان، إضافة إلى تضرر عدد من المدارس جراء القصف في المناطق المحيطة بها، كما أن الصيد في البحر متوقف لليوم الخامس، وهو ما أفقد 3500 صياد مصدر رزقهم.
ومع تواصل إغلاق الاحتلال لمعابر القطاع المحاصر للعام الـ17 على التوالي، وخاصة "كرم أبو سالم"، فقد تسبب ذلك في خسائر للمزارعين وذلك بمنع تصدير أكثر من 600 طن من المنتجات الزراعية.
اظهار أخبار متعلقة
جهود متعثرة لوقف إطلاق النار
أما على الجانب السياسي، فقد تعثرت جهود الوساطة التي تبذلها المخابرات المصرية من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، حيث واصل الاحتلال استهداف القطاع وقتل المدنيين واغتيال قادة المقاومة، فيما تشترط المقاومة أن يلتزم الاحتلال بوقف الاعتداءات وعدم العودة لسياسية الاغتيالات بحق القيادات الفلسطينية، وهو ما ترفضه تل أبيب حتى الآن.
وأفاد قيادي فلسطيني في تصريح سابق لـ"عربي21"، بأن "قادة الاحتلال لا يوجد لديهم الاستعداد للالتزام بهذا، هم يريدون هدوءا مقابل هدوء، والمقاومة تؤكد أنه لا وقف لإطلاق النار فقط لعودة الهدوء مقابل الهدوء"، منوها إلى أن "المقاومة تصر على ضمان وقف إسرائيل سياسة الاغتيالات"، موضحا أن "الاحتلال لا يريد أن يلزم نفسه بأي التزامات".
وبدأ العدوان الإسرائيلي فجر الثلاثاء الماضي، بشن غارات مكثفة بالتزامن على غزة ورفح شاركت فيها أكثر من 40 طائرة حربية، وأدت إلى ارتقاء عدد من الشهداء بينهم ثلاثة من قادة "سرايا القدس" وعدد من الأطفال والنساء في ذات الضربة الأولى.