اعتبر
البابا فرنسيس أن "
وحدة الجنس" وحق
الإجهاض "استعمارات أيديولوجية"، وذلك في خطاب ألقاه بمناسبة القداس الذي يقيمه في اليوم الثالث والأخير من زيارته للمجر.
واستهجن البابا "الاستعمارات الأيديولوجية التي تقضي على الاختلافات كما في حالة ما يسمى ثقافة وحدة الجنس أو تقديم مفاهيم مختزلة للحرية على واقع الحياة وتتباهى مثلا بأنها حققت إنجازا في الحق على الإجهاض الذي لا معنى له والذي هو دائما هزيمة مأسوية".
وفي خطابه، أشاد البابا أيضا بالقيم المسيحية التقليدية التي تتمسك بها الحكومة المجرية لا سيما عبر "سياساتها الفعالة للمواليد والعائلة".
في المقابل، أطلق البابا فرانسيس نداء ملحا للترحيب بالمهاجرين في بودابست، داعيا إلى "فتح الأبواب" خلال القداس الذي عُقد في الهواء الطلق أمام عشرات آلاف الأشخاص.
وتكرّرت هذه الرسالة طوال فترة زيارته، في انتقاد غير مباشر لسياسة الإقصاء التي يمارسها رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان.
أمام الحشد الذي تجمع تحت أشعّة الشمس الساطعة خارج البرلمان في قلب العاصمة المجرية، تحدّث اليسوعي الأرجنتيني البالغ من العمر 86 عاماً، ضد "الأبواب المغلقة أمام من هو غريب ومختلف ومهاجر وفقير".
وأضاف قائلا: "إنه لأمر محزن ومؤلم أن نرى الأبواب المغلقة: أبواب أنانيّتنا المغلقة تجاه الذين يسيرون بقربنا يوميا.. أبواب اللامبالاة المغلقة تجاه الذين يعيشون في الألم والفقر".
وقال البابا المدافع بشدة عن اللاجئين، أمام مسؤولين سياسيين ودينيين من بينهم فيكتور أوربان: "من فضلكم: لنفتح الأبواب!".
وفي مواجهة "انتشار العلمانية"، حذر البابا الكهنة والشمامسة من "الميل إلى التشدد والانغلاق واتخاذ موقف عدائي".
وإدراكا منه لهذا الموقف الدبلوماسي الحساس، حرص البابا على تقديم نفسه "كصديق وشقيق للجميع" فيما شددت السلطات على الطابع الروحي لهذه الزيارة مؤكدة أنها ليست "حدثا سياسيا".
وقال البابا: "يبدو أنّنا نشهد غروبا حزينا لحلم جوقة السلم، بينما يسيطر العازفون المنفردون للحرب".
وأضاف الحبر الأعظم: "عاد زئير القوميات" معتبرا أنه "على المستوى الدولي، يبدو أن للسياسة تأثيرا في تأجيج النفوس بدلا من حل المشاكل، وتنسى النضج الذي تم بلوغه بعد أهوال الحرب، وعادت إلى نوع من مرض الطفولة في التعامل مع الحرب".
وتابع: "في هذا المنعطف التاريخي، تُعتبر أوروبا أساسية. لأنها بفضل تاريخها تمثل ذاكرة الإنسانية. بالتالي هي مدعوة إلى أن تقوم بالدور الذي يعود إليها: وهو توحيد المتباعدين، والتّرحيب بالشعوب في داخلها، وألا تترك أحدًا عدُوا إلى الأبد. لهذا من الضروري أن تجد أوروبا روحها من جديد".
اظهار أخبار متعلقة
وفي استثناء ضمن دول الاتحاد الأوروبي، لم تقطع المجر علاقاتها مع الكرملين. ويمتنع رئيس الوزراء فيكتور أوربان عن انتقاد الرئيس الروسي بشكل صريح ويرفض إرسال أسلحة الى كييف.
من جهته يدين البابا "العدوان" على أوكرانيا لكن الحبر الأعظم يحاول الحفاظ على حوار مع موسكو رغم أن محاولته للوساطة لم تؤد إلى نتائج حتى الآن.